هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال إيتمار آيخنر، المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، إن "الكتب الدراسية السعودية تضج بالمعاني المعادية للسامية، ورغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أنه سيحافظ على التحالف مع السعودية في قضية الصحفي خاشقجي من أجل مصالح إسرائيل، لكن تقريرا جديدا كشف أن الكتب الدراسية في المملكة تبث دعاية تحريضية ضد اليهود".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هذه الكتب الدراسية السعودية تضم عبارات مثل "الصهيونية تتسبب بالأمراض الجنسية في العالم الإسلامي، الاحتلال اليهودي يريد هدم المسجد الأقصى، إسرائيل تريد إقامة نظام حكم يهودي عالمي".
وأوضح أن "البحث أجرته "الرابطة ضد التشهير" في الولايات المتحدة، حول الكتب الدراسية الجاري اعتمادها في السعودية، وثبت أنها تبث كراهية وتحريضا ضد اليهود، ورغم العلاقات الإسرائيلية السعودية، لكن التقرير المذكور ينشر حقائق جديدة حول الرسائل المعادية لإسرائيل في الكتب الدراسية للمملكة، التي لم يطرأ عليها أي تغيير".
وأشار إلى أن "التقرير جاء عنوانه "تعليم الكراهية والعنف.. مقتطفات من كتب الدراسة السعودية للسنة الدراسية 2018-2019"، وقام على إجراء بحث تحليلي لما تتضمنه الكتب التعليمية في المملكة، حيث تم ترجمة العديد من المصادر والمراجع الدراسية من اللغة العربية، التي حملت جميعها مضامين تبث كراهية ضد اليهود، وبعض النصوص المحددة التي تقدم دعاية مناهضة لإسرائيل".
وأورد التقرير بعض النماذج الواردة في تلك الكتب السعودية، منها "في ظل الاحتلال اليهودي المعاصر لدولة فلسطين، ورغم المواثيق الدولية التي تحظر انتهاك المواقع المقدسة، فإن الاحتلال اليهودي لا يتوانى لحظة عن التفكير والمبادرة إلى هدم المسجد الأقصى، وتدميره، وإحراق ما تبقى منه".
وجاء في فقرة أخرى أن "هدف اليهود في الشرق الأوسط هو منح حرية التوسع الإقليمي لهم، من خلال ثلاث مراحل تدريجية: إقامة دولة إسرائيل في فلسطين، تمدد دولة إسرائيل في عدة مناطق متعددة، ثم إنشاء إدارة يهودية عالمية للسيطرة على الكرة الأرضية، من خلال المال والسياسة والنساء والمخدرات والإعلام".
وأكد التقرير أن "السعودية يوجد فيها اثنان من أقدس الأماكن الدينية للمسلمين، كما أن المملكة لها تأثير كبير على أتباع الديانة الإسلامية حول العالم، ولذلك فإن كتبها الدراسية لها تأثير كبير وجوهري لكل من يستخدمها ويقرأها في دول أفريقيا وأوروبا ومناطق مختلفة من قارة آسيا".
وطالب معدو التقرير أن "تقوم الولايات المتحدة بإلزام السعودية باتباع المعايير العالمية في المناهج الدراسية، لأن الإدارة الأمريكية لن تستطيع غض طرفها عن المسار المعادي للسامية الذي تعيشه المملكة، وتربي عليه أطفالها وطلابها في المراحل الأساسية في المدارس".
جوناثان غرينبلاث، رئيس الرابطة العالمية ضد التشهير، معدة التقرير، قال إن "السعودية تعهدت للولايات المتحدة بإزالة كل المقاطع والمقتطفات غير المتسامحة مع بدء العام الدراسي 2008، لكن تبين بعد مرور عقد من ذلك التاريخ أن المملكة لم تلتزم بذلك التعهد، حتى أنه في سبتمبر الماضي تحدثت أوساط سعودية رسمية للمشرع الأمريكي أن كل التحريض في الكتب الدراسية لم يعد قائما، لكن هذا البحث يقدم حقائق مغايرة".
أما ديفيد أندرو فيانبيرغ، مسؤول الشؤون الدولية في الرابطة، فقال إن "السعودية أجرت عدة إصلاحات واضحة في المجالات الاجتماعية والدينية في السنوات الأخيرة، لكنها لم تتخذ بعد خطوات مرتبطة ببث مفاهيم الكراهية ضد اليهود في مناهجها الدراسية، بل إن بعضها تشجع العنف ضدهم".
وأضاف أن "مقتطفات منتشرة في الكتب السعودية تعود إلى عصور سابقة في التاريخ، وهي تكرر الصور النمطية الكلاسيكية المعادية للسامية، وبث نظريات المؤامرة بأن اليهود عازمون على هدم المسجد الأقصى، وإنكار أي صلة لليهود بالحرم القدسي، وأخرى تبرر أي أعمال عدوانية ضد اليهود وإسرائيل".