هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواصلت التغطية الصحفية الإسرائيلية لموضوع التطبيع الإسرائيلي العربي، مع تعاقب الزيارات الإسرائيلية للعواصم العربية، لاسيما دول الخليج العربي.
وذكر الكاتب الإسرائيلي، يوسي أحيمائير، في صحيفة معاريف أن "الأهمية الكبيرة التي توليها إسرائيل لزيارة بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان لا يجب أن تنسينا حقيقة هامة وهي أن هذا الوضع قد ينقلب في لحظة واحدة 180 درجة".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "زيارة نتنياهو التاريخية إلى عمان، التي تعتبر جارة بعيدة تقع في أقصى جنوب شبه الجزيرة العربية، لكنها تقع في مواجهة إيران من الناحية الجغرافية، صحيح أنه ليس لدينا علاقات رسمية مع عمان، لكن السلطان قابوس يبدو كأنه شريك فعلي لنا من أجل السلام".
وأوضح أن "زيارة نتنياهو إلى عمان تحقق فرضيته السياسية التي يتحرك بموجبها، ويعمل على تسويقها في كل المناسبات، وهي أن الدفء في العلاقات العربية الإسرائيلية آخذ بالتنامي بصورة غير مسبوقة، رغم أن العداء تجاهنا يزداد في المحيط القريب منا في حدودنا مع سوريا وغزة بدعم من إيران وتركيا، الدولتين غير العربيتين".
اقرأ أيضا: الصحافة الإسرائيلية تواصل احتفاءها بزيارة نتيناهو إلى مسقط
وختم بالقول إن "نتنياهو بزيارته هذه إلى عمان يغمز بقناة إيران، وكأنه يقول إنكم أيها الإيرانيون موجودون هنا على حدودنا مع سوريا، ها نحن نقترب منكم في الخليج العربي".
أما الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، يوني بن مناحيم، فقال بموقع "نيوز ون" إن "زيارة نتنياهو إلى عمان تعتبر اختراقا سياسيا مهما في المنطقة تمهيدا لشق درب التطبيع مع الدول العربية وتجديد المفاوضات مع الفلسطينيين، وفي ظل موقعها كوسيطة إقليمية، فإن عمان قد تقوم بهذا الدور بين إسرائيل وإيران وسوريا، لأن قابوس استقبل نتنياهو علانية فيما المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية عالقة ومجمدة منذ زمن طويل".
وأضاف في تحليل ترجمته "عربي21" أن "العالم العربي نظر لهذه الزيارة على أنها مقدمة لتجديد التطبيع بين إسرائيل وعمان كما كان عليه الحال عقب توقيع اتفاق أوسلو 1993، حيث تزامنت الزيارة مع وصول وزيرة الرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف لإمارة أبو ظبي ضمن فريق الجودو الرياضي، وبعد أن استضافت قطر وفدا رياضيا إسرائيليا، مما يجعل الخشية الفلسطينية أن دولا عربية جديدة تذهب باتجاه هذه الدول".
وأوضح أن "هذه الزيارة قد تعني لإسرائيل قدرتها في اختراق جدار الخوف لدى الدول العربية من خلال كشف علاقاتها معها، وهناك تقدير يقول إن السلطان قابوس من خلال استضافته لنتنياهو، ومحاولته الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين قد يسعى لاحتلال موقع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ويتحول إلى مساعد للرئيس الأمريكي دونالد ترمب للدفع بصفقة القرن لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بعد أن تضرر موقع السعودية مؤخرا بسبب قتل الصحفي جمال خاشقجي".
وختم بالقول إنه "لا يمكن تجاهل فرضية مفادها أن إسرائيل قد تستغل هذه القناة السرية في عمان لإجراء مباحثات مع إيران حول تواجدها العسكري في سوريا، لأن العاصمة مسقط تعتبر مكانا ملائما لعقد اللقاءات السرية للكثير من الأطراف المختلفة في الشرق الأوسط، للتباحث بعيدا عن كاميرات وسائل الإعلام والأجهزة الأمنية".
اقرأ أيضا: نتنياهو: زيارات عديدة ستلي لقائي بالسلطان قابوس (شاهد)
وكشف الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم، أرئيل كهانا، أن "الاتصالات بين إسرائيل وعمان وباقي الإمارات الخليجية بدأت منذ عام ونصف، حين أجرى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي عدة لقاءات سرية مع نتنياهو حين كان يسافر خارج إسرائيل، كما أن نتنياهو أجرى عدة اتصالات هاتفية مع قابوس قبل أن يلتقيه وجها لوجه يوم الجمعة الماضي".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "بعد اللقاء الموسع لأعضاء الوفدين الإسرائيلي العماني في القصر بالعاصمة مسقط، التقى بالسلطان وجها لوجه، ثم حضر نتنياهو حفلا موسيقيا بنكهة أفريقية هندية فارسية، وهو أسلوب موسيقي نادر، لكنه يدخل القلب والنفس".
وأوضح أنه "خلال وجبة العشاء التي استمرت ثلاث ساعات عزفت الموسيقى الكلاسيكية بناء على طلب السلطان ابن الـ78 عاما، وهكذا استمرت الزيارة 12 ساعة، وبحثت عددا من القضايا التي رفض المصدر السياسي الإسرائيلي المرافق لنتنياهو الكشف عنها".