هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طالبت صحيفة" التايمز"، في افتتاحيتها، السعودية بتقديم تفسيرات واضحة حول مقتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في 2 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، مشيرة إلى أن بريطانيا تواجه خيارات صعبة في علاقتها معها.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن الحكومات الغربية ورجال الأعمال غالبا ما اتخذوا موقفا براغماتيا من السعودية، فالديكتاتورية الإسلامية الشمولية لم تكن أبدا حليفا أخلاقيا للديمقراطيات الغربية، لكن التعاون الأمني والاستخباراتي كان كافيا بدرجة قوية، فيما توفرت الفرص الاقتصادية بكثرة، لدرجة جعلت هذه الدول مستعدة لحرف النظر عن استخدام السعودية أحكام الإعدام والعقوبات الجسدية والقمع المؤسسي للأقليات".
وتستدرك الصحيفة بأن "مقتل الصحافي جمال خاشقجي يضع الحكومات الغربية ورجال الأعمال أمام مأزق، بل مأزق حاد أكثر من المعتاد".
وتقول الافتتاحية: "حتى لو قمنا باستثناء صفقات السلاح، فإن السعودية بشعبها المتعلم المتطلع للخارج يمنح إمكانيات عالية للاستثمار والتجارة للمجتمع الدولي التجاري والمجتمعات السياسية، ولا يمكن في هذه الحالة تجاهله، وعلاوة على هذا، فإن محمد بن سلمان قام منذ وصوله إلى السلطة بإزاحة عدد من المصادر التي لم يكن الغرب يوافق عليها، مثل حظر قيادة السيارة على النساء ".
وتشير الصحيفة إلى أن مقتل خاشقجي جعل سمعة البلد تتدحرج في الاتجاه الآخر، لافتة إلى النسخة الأخيرة لرواية مقتله من الحكومة، وهي أن الهدف لم يكن القتل، بل إعادته للمملكة، لكن معركة اندلعت داخل القنصلية مات على أثرها الصحافي، ولفت جثته بسجادة، وأعطيت لمتعهد محلي، ولبس أحد أعضاء الفريق ملابسه وخرج من الباب الخلفي، فيما لم تقل الحكومة السعودية شيئا عن مكان الجثة.
وتعلق الافتتاحية قائلة إن "هذا الكلام غير قابل للتصديق حتى لو كان صحيحا، وربما كانت خطوط الغرب الحمراء عشوائية ومنافقة، لكن لا ديمقراطية أو رجل أعمال يريد أن يكون حليفا مع نظام يمارس القتل خارج القانون ضد مواطنيه في قنصلياته، وعلى أراضي الدول الحليفة له".
وتلفت الصحيفة إلى أن بريطانيا وكندا وألمانيا وفرنسا وقعت على بيانات عبرت فيها عن عدم رضاها من التفسير السعودي، مشيرة إلى أنه حتى الرئيس دونالد ترامب، الذي كرر الحديث عن صفقات أسلحة مع السعودية بقيمة 100 مليار دولار، فإنه عبر عن عدم اقتناعه بالتفسير الأخير.
وتبين الافتتاحية أنه "بالنسبة للسعودية، فإن هذه المواقف تحمل تداعيات، ففي هذا الأسبوع ستستضيف الرياض مؤتمرا للاستثمار أطلق عليه (دافوس في الصحراء)، وهو جزء من خطط ولي العهد ورؤيته لمستقبل المملكةـ وكان من المتوقع حضور عمالقة السيلكون فالي ورجال الأعمال والمسؤولين الكبار، مثل ليام فوكس، ومديرة صندوق النقد الدولي كريستيين لاغارد، وكلهم ألغوا مشاركتهم".
وتقول الصحيفة إن "موت خاشقجي يترك بريطانيا مع بقية الدول أمام أسئلة صعبة، فنحن بحاجة لأن نسأل أنفسنا إن كانت الواقعية السياسية مع السعودية تأتي بشروط، وتبيع بريطانيا السلاح للسعودية، مع أن الكثيرين يشعرون بالروع من طريقة استخدامها لهذه الأسلحة في الحرب في اليمن، ومع قرب العقوبات على إيران سيعتمد العالم على السعودية لاستقرار سوق النفط".
وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول: "من مصلحة بريطانيا أن ينجو آل سعود، وعلى السعوديين تقديم رواية أفضل حول ما حصل في قنصليتهم في تركيا، ومن المسؤول، وإلا فإنهم سيجعلون العلاقة المعقدة أكثر تعقيدا".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا