هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول أمريكي سابق، قوله يوم الاثنين إن سفير السعودية في واشنطن الأمير خالد بن سلمان لن يعود إلى منصبه، وكان قد غادر العاصمة الأمريكية يوم الأربعاء متوجها إلى الرياض، وذلك وسط الغموض الذي يحيط باختفاء الصحافي البارز جمال خاشقجي.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن السعودية تحاول الترويج لتفسير بديل بشأن اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، تقول فيه إنه قتل أثناء عملية تحقيق في داخل القنصلية التي دخلها قبل أسبوعين، وأن العملية لم تسر بطريقة سلسة، ما أدى إلى مقتله، بحسب أشخاص على معرفة بخطط المملكة.
وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردد هذه الفكرة عندما قال إن خاشقجي قد يكون ضحية "قتلة مارقين"، لافتة إلى أن هذه القصة الجديدة المتحولة تأتي وسط ما ظهر في السابق عن قتله وتقطيعه على يد فرقة موت أرسلت خصيصا إلى تركيا للقيام بالمهمة.
وينقل التقرير عن مسؤولين أتراك، قولهم إن طبيبا في الوحدة الجنائية رافق المجموعة، ومعه منشار عظم لتقطيع الصحافي الناقد لسياسات ولي العهد محمد بن سلمان.
وتعلق الصحيفة قائلة إن "هذا التفسير الجديد مهما كانت صحته يأتي في محاولة لتخفيف الأزمة السياسية التي أحدثها اختفاء خاشقجي للسعودية، وقد تنزع هذه القصة فتيل النقد الذي صدر من الإدارة الأمريكية التي رفضت حتى الآن التخلي عن صفقات بمئات المليارات للسعودية، وظلت حتى يوم الاثنين متمسكة بالمشاركة في المؤتمر الذي أطلق عليه (دافوس الصحراء) الأسبوع المقبل، وقد يساعد ذلك الاقتصاد التركي، الذي يعيش حالة من الركود، خاصة إن تم ضخه بقروض ذات فوائد قليلة من الرياض".
ويستدرك التقرير بأن النظرية الجديدة تم رفضها بشكل واسع من أصدقاء جمال خاشقجي ودعاة حقوق الإنسان والبعض في الكونغرس، الذين لاحظوا أن السعوديين أنكروا وفاته قبل أسبوعبن، بمن فيهم ولي العهد محمد بن سلمان الأسبوع الماضي والملك سلمان.
وتنقل الصحيفة عن السيناتور الديمقراطي عن ولاية كونيكتيكت كريستوفر ميرفي، قوله: "استمعت لنظرية (قتلة مارقين) السخيفة وأن السعوديين سيوافقون عليها"، وقال في تغريدة له: "إنها غير عادية بالمطلق، واستطاعوا تجنيد رئيس الولايات المتحدة وشركات العلاقات العامة لتعويمها".
ويلفت التقرير إلى أن الرئيس ترامب اتصل مع الملك سلمان يوم الاثنين، وتحدثا معا لمدة 20 دقيقة، وقال الرئيس إن الملك نفى أي علم بما حدث للصحافي خاشقجي الناقد لولي العهد السعودي والكاتب في "واشنطن بوست"، وقال ترامب: "يبدو أن هناك قتلة مارقين يعرفون"، وأضاف ترامب أن "العالم يراقب، والعالم يتحدث، وهذا أمر مهم، ويجب الوصول إلى لب المشكلة".
وتذكر الصحيفة أن وكالة الأنباء السعودية قدمت صورة مختلفة عن الحوار، فقالت إن الرئيس ترامب أثنى على التعاون بين المسؤولين السعوديين والأتراك الذين يحققون في اختفاء خاشقجي، مشيرة إلى قول مسؤولين أتراك إن الصحافي قتل وقطع بعد فترة من دخوله إلى القنصلية.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول تركي مطلع على الخطط السعودية، قوله يوم الاثنين إن خاشقجي قتل على يد رجل أمن له علاقة قريبة من ولي العهد أثناء التحقيق معه، وأضاف الشخص المطلع أن محمد بن سلمان وافق على التحقيق مع خاشقجي، بل إجباره على العودة إلى السعودية إن اقتضى الأمر، ويقول المسؤول المطلع إن رجل الأمن ذهب بعيدا، وكان يحاول أن يثبت نفسه للسلطات الأمنية، وحاول أن يغطي على هذه العملية.
وتنقل الصحيفة عن صديق خاشقجي، عزام التميمي، قوله إن نظرية "القتلة المارقين" ستكون "كارثة" على سمعة الرئيس رجب طيب أردوغان، وأضاف: "سرب الأتراك الكثير من المعلومات، ومن غير المتوقع أن يقبلوا بأقل من إخبار العالم بما حدث"، وكان التميمي قد التقى خاشقجي على غداء قبل يوم من اختفائه.
ويفيد التقرير بأن خاشقجي أدهش المسؤولين في واشنطن، وأزعج المسؤولين السعوديين، وساعد في إحياء سمعة أردوغان الدولية، وهدد أولويات الاستراتيجية الخارجية الأمريكية، مشيرا إلى أن ترامب بعث وزير خارجيته مايك بومبيو إلى الرياض، حيث التقى مع الملك سلمان، وقالت المتحدثة باسم الخارجية هيذر نوريت: "تحديد ما حدث لجمال خاشقجي أمر مهم جدا للرئيس".
وقالت الصحيفة إن السفير السعودي الأمير خالد بن سلمان غادر واشنطن الأسبوع الماضي، وعاد إلى الرياض، ولن يعود إلى منصبه في واشنطن مرة أخرى، بحسب مسؤول أمريكي، لافتة إلى أنه من غير الواضح من سيخلفه.
ويذكر التقرير أن السفارة السعودية في واشنطن ألغت احتفالا باليوم الوطني، الذي كان من المقرر عقده يوم 18 تشرين الأول/ أكتوبر، مشيرا إلى أن قضية خاشقجي أثرت على عالم العلاقات العامة واللوبيات التي انتفعت من السعودية، ففي يوم الاثنين قامت شركة "غلوفر بارك" المرتبطة بعقد مع السعودية بقيمة 150 ألف دولار في الشهر، وكذلك شركة "بي جي آر"، التي لديها عقد شهري بقيمة 80 ألف دولار، بإنهاء هذه العلاقات، وجاءت خطوتهما بعد قرار شركة "هاربر".
وتبين الصحيفة أنه تأكد في العالم الغربي أن الأمير ابن سلمان هو من غذّى الحرب الكارثية في اليمن، وقاد الحصار ضد قطر، واعتقل المئات من رجال الأعمال والناشطين.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول العلاقات الحكومية في معهد الشرق الأوسط جيرالد فيرستين، قوله: "توصل الكثير في واشنطن إلى أن هذا الرجل لا يمكننا العمل معه"، مشيرا إلى أن وزارة الطاقة السعودية وزعت بيانا ذكرت فيه الخدمة التي قدمتها السعودية لسوق الطاقة العالمي.
وبحسب الصحيفة، فإنه بعد خمسة أيام من اختفاء الصحافي، فإن المسؤولين الأتراك سربوا معلومات بأن لديهم أدلة على مقتل خاشقجي في السفارة، إلا أن الدليل لم يظهر بعد، خاصة بعد زيادة الاتصالات بين البلدين وعلى مستوى عال.
ويفيد التقرير بأن ذلك أحبط المسؤولين الامريكيين الأمنيين والدبلوماسيين، الذين كانوا قلقين من أن تركيا سربت هذه المعلومات لتكون ورقة ضغط على السعودية للحصول على قروض منها، مشيرا إلى أن مسؤولين أمنيين تنصتوا على حوارات تشير إلى حديث المسؤولين السعوديين عن خطط لإغراء خاشقجي بالعودة إلى السعودية ومن ثم اعتقاله، وتم اطلاع أعضاء في مجلس الشيوخ على هذه المعلومات، لدرجة لم يعد معها بالإمكان منع انتشارها.
وتستبعد الصحيفة أن تتم عملية اختطاف خاشقجي دون علم القيادة السعودية، مشيرة إلى أنه بالنسبة لترامب فإن قضية خاشقجي تؤثر على أولويات سياسته الخارجية، خاصة صفقات السلاح، والتأكد من زيادة إنتاج النفط السعودي لتعويض النفط الإيراني الذي سيتوقف مع فرض العقوبات القاسية عليها الشهر المقبل.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن ترامب قال في البداية إن القضية لن تؤثر على صفقات الأسلحة، إلا أنه يتعرض لضغوط من الكونغرس للرد وفرض عقوبات اقتصادية.
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا