هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت مجلة "إيكونوميست"، في تقييمها لمحاولات الإدارة الأمريكية إنشاء تحالف عربي أو ناتو عربي إن فرص نجاحه ضئيلة، خاصة أن دول المنطقة لديها مشكلات كافية ولا يمكن التعامل مع بعضها.
وتقول المجلة إنه "عندما وضع الرئيس دونالد ترامب والملك سلمان وعبد الفتاح السيسي أيديهم على مجسم لكرة أرضية مضيء في الرياض العام الماضي، كانت اللفتة المسرحية محلا للدهشة والسخرية، لكن يبدو أن مجسم الكرة الأرضية اجترح السحر".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التقى في أيلول/ سبتمبر مع ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى كل من الأردن ومصر، وأكد أنهم يقومون بتشكيل تحالف الشرق الأوسط "ميسا"، وقدموا تصريحات للاستهلاك حول مواجهة الإرهاب وتهدئة سوريا، لكن كانت الأولوية واضحة: "وقف نشاطات إيران الخبيثة".
وتلفت المجلة إلى أن "المسؤولين الأمريكيين والعرب المنفعلين وصفوا التحالف بـ(الناتو العربي)، وإذا استبعدنا الولايات المتحدة فإن ميزانية الحلف ستزيد على 100 مليار دولار بقوة من 300 ألف جندي و500 دبابة وألف طائرة مقاتلة، إلا أن (ميسا) لن يعيش ويحقق التوقعات من لقبه، فلن يعمل بناء على قاعدة أن أي هجوم على عضو فيه هو هجوم على الجميع، وهو مبدأ حاضر في التحالف الغربي، حلف الناتو الأصلي، الذي أفرغه ترامب من معناه".
وينوه التقرير إلى أن جهودا عربية سابقة للتعاون العسكري انتهت بالخيبة، فهزمت التحالفات العربية في الحروب التي خاضتها ضد إسرائيل كلها، وبعد ظهور مجلس التعاون الخليجي في عام 1981، أعلن عن قوات درع الجزيرة، التي أثبتت أنها ليست مفيدة في حرب الخليج، لكن القوات السعودية والقطرية قتلت بعضها على الحدود بعد ذلك بعام، وتم إحياء فكرة القاعدة العسكرية المشتركة في عام 2014، إلا أن القليل تحقق منها.
وترى المجلة أن "مشكلة التحالف العسكري العربي تنبع من تخلي القوة الصغيرة عن القيادة لجيرانها الأكبر، ففي الستينيات من القرن الماضي كانت مصر هي التي تسببت بالتوتر، أما اليوم فهي السعودية في ظل حاكمها الفعلي وولي عهدها الطموح محمد بن سلمان، فهوسه في إيران هو سبب آخر للقلق، ومع أنه يحظى بدعم من الإمارات العربية المتحدة، إلا أن الكويت وعمان أكثر تفاؤلا بمسألة التهديد الذي تمثله إيران".
ويفيد التقرير بأن "هناك مشكلة ثالثة، وهي أن الدول العربية غالبا ما تحمل القوى الخارجية مسؤولية الاحتجاجات والإرهاب، وحتى الرئيس ترامب قد لا يكون راغبا بمساعدة المستبدين من حلفائه لقمع معارضة باسم الدفاع".
وتعتقد المجلة أن "أكبر مشكلة ستعيق مسار (ميسا) هي الخلافات بين الدول العربية ذاتها، فمنذ أكثر من عام فرضت السعودية والبحرين والإمارات ومصر حصارا على قطر لمواقفها المخالفة، وأثر الخلاف على التعاون العسكري، حيث ألغت الولايات المتحدة مناورة عسكرية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي لتشجع التعاون المشترك بين الدول، خاصة أن القاعدة العسكرية الأمريكية الرئيسية هي في قطر".
ويقول التقرير: "ربما انتهى (ميسا) بالطريقة ذاتها التي انتهت إليها مبادرات مشتركة غير متقنة من مجلس الدفاع المشترك التابع للجامعة العربية في عام 1950 إلى التحالف العسكري الإسلامي لمواجهة الإرهاب، الذي دعت إليه السعودية عام 2015".
وتنقل المجلة عن إميل هوكايم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قوله: "كل عدة سنوات يخرج علينا البعض بفكرة كبيرة.. ويعملون عليها مثل المجانين، وتنتهي بعمارة جديدة وألواح من شرائح باور بوينتس".
ويجد التقرير أن "الأهم من هذا كله هو التزام الولايات المتحدة لهذا التحالف المتعدد، وهناك ثغرة بين الكلمات والأفعال، فتعهدت الولايات المتحدة بالحفاظ على قواتها (طالما بقي الإيرانيون خارج الحدود الإيرانية)، وفي المقابل لم تكن هناك حاملات طائرات أمريكية في الخليج العربي منذ ستة أشهر، وهي أطول مدة منذ 20 عاما، وستسحب أمريكا في العام المقبل بطاريات الصواريخ من البحرين والأردن والكويت، في الوقت الذي تهدد فيه إيران بشن هجمات صاروخية ضد عواصم الخليج، ويريد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس تخفيف الوجود العسكري الأمريكي بعد 17 عاما من الحرب المستمرة".
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالقول: "ربما أظهر ترامب حماسا قويا لبيع أسلحة لحلفائه العرب أكثر من خوض معركة إلى جانبهم".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا