هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "بازفيد" تقريرا لمراسله أليكس سبنس، يكشف فيه عن حملة بدأت من مقر حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، للهجوم على زعيم حزب العمال جيرمي كوربن، لكن النتيجة كانت عكسية وانقلبت على رئيسة الوزراء تيريزا ماي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه بدلا من أن تؤدي مجموعة خاصة على "تويتر" تدعى "الفرقة الأولى للتوري"، إلى رفع شعبية المحافظين، فإنها انقلبت على القيادة، واتفاق ماي مع وزرائها في مقرها الريفي "تشيكرز".
ويقول سبنس إن حزب العمال كان يواجه جدلا حول معاداة السامية في هذا الصيف، فرأى المحافظون في ذلك فرصة لتسجيل نقاط وضرب القيادة السياسية للحزب على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويلفت الموقع إلى أن الحزب استخدم "الكتيبة الأولى للتوري"، التي قام من خلالها بتوزيع ونشر مقالات تهاجم زعيم العمال كوربين لأكثر داعميها الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة لتكرار نجاح شبكة "أوتسايدرز/ الخارجون"، التي كانت مهمة في نجاح حزب العمال على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويذكر الكاتب أن الموقع شاهد عددا من الرسائل التي نشرت، وتحدث مع أشخاص لديهم معرفة بعمل المجموعة، مشيرا إلى أن الكتيبة الأولى تضم حوالي 40 شخصا، بمن فيهم رؤساء مجالس وحملات ومرشحون برلمانيون سابقون، وتم إنشاؤها "لتضخيم" الرسائل المؤيدة للمحافظين والمعادية لحزب العمال.
وينوه الموقع إلى أن هذه الحملة أصبحت الامتداد غير الرسمي لحملات حزب المحافظين الانتخابية، حيث حاول المسؤولون تحسين صورة الحزب على وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب ما قالت المصادر، لافتا إلى أن حساب "تويتر" التابع للمكتب الإعلامي للحزب كان عضوا في المجموعة الخاصة، بالإضافة إلى عدد من أعضاء طواقم الحملات الانتخابية لحزب المحافظين، وبينهم المدير السياسي للحزب إيان كارتر.
ويفيد التقرير بأنه من وجهة نظر بعض المسؤولين في هذه المجموعة، فإن استخدام "الكتيبة الأولى" سيكون طريقة رخيصة لنقل رسائل الحزب للناشطين المتطوعين والموالين له، ونشرها في القواعد الانتخابية، التي عادة ما تتأخر مقرات الحزب في الانتباه لها.
ويستدرك سبنس بأن ما عطل العملية هو اتفاق "تشيكرز"، ففي بداية تموز/ يوليو كشفت تيريزا ماي عن خطتها الجديدة المتعلقة بالبريكسيت في مقرها الريفي، وبعد أيام أصبحت الكتيبة مجموعة متمردة، فهي ذاتها التي اعتمد عليها الحزب لنشر مقالات معادية للحزب، إلا أن عددا من أفرادها قاموا بعد أيام بإنشاء جماعات انفصالية لتنسيق الهجوم على رئيسة الوزراء.
ويبين الموقع أن الناشطين الناقدين يدعمون خروجا صعبا، أو طلاقا نهائيا مع أوروبا، ولهذا غضبوا من خطة ماي، واعتبروها خيانة، ليس لمن صوت لصالح الخروج من أوروبا فقط، بل لجهودهم لدعم قيادتها، فيقول أحد الناشطين: "ضيعنا الكثير من الساعات والوقت في حزبنا ليتم التلاعب بنا".
وبحسب التقرير، فإنه في الوقت الذي كانت فيه ماي بحاجة إلى دعم الناشطين، فإن أهم 30 ناشطا على وسائل التواصل الاجتماعي تحولوا ضدها، وظلوا طوال الصيف يدعون للإطاحة بها، وتعيين وزير الخارجية السابق بوريس جونسون محلها.
ويورد الكاتب نقلا عن بعض الناشطين، قولهم إنهم سيتوقفون عن نشر رسائل الحزب حتى تتخلى ماي عن خطتها التي قدمتها في "تشيكرز"، فيما كتب ناشط: "لو لم نرفض هذا الحزب فإننا سندفن لجيل كامل"، وقال آخر: "يجب استبدال المرأة الآن"، وكتب ثالث: "كل ما آمنت به في حياتي دمرته هذه المرأة العقيمة"، وقال رابع: "يجب أن نحدث أصواتا.. يجب على النواب معرفة مدى المشاعر السيئة"، وقال خامس: "يجب علينا لوم الحزب.. يجب أن يشعر النواب الصامتون أن وظائفهم باتت في خطر لو لم يمارسوا الضغط".
ويقول الموقع إنه في آب/ أغسطس ظهرت حملة "ستاند أب فور بريكسيت/ قف مع البريكسيت"، التي أصبحت الوجه الحقيقي للحملة ضد اتفاق التشيكرز، وجذبت إليها 31 من المتشككين في أوروبا بالحزب، بمن فيهم الزعيم السابق له إيان دانكن سميث والوزيرة بريتي باتل.
ويلفت التقرير إلى أن حجم الانتفاضة ضد التشيكرز يشير إلى المعارضة الواسعة بين قطاعات الحزب الناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي لخطط الخروج، مشيرا إلى أنها كانت بالضرورة ضربة لمحاولات الحزب تحسين أدائه على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أن الكثير من قادة الحزب اشتكوا من فقر أدائهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وليس بقوة الشبكات الموالية لجيرمي كوربين.
ويختم "بازفيد" تقريره بالإشارة إلى أن أول شيء وعده به براندون لويس عندما أصبح رئيسا للحزب في كانون الثاني/ يناير كان هو نقل المعركة مع حزب العمال إلى الإنترنت.
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا