هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر إعلامية، أن النظام السوري نقل مئات العناصر من تنظيم الدولة" داعش" من بادية البوكمال شرق دير الزور إلى مشارف محافظة إدلب شمال سوريا.
ويأتي نقل مسلحي التنظيم إلى مشارف محافظة إدلب بالتزامن مع تصريحات نائب وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، الذي قال، إن "الحكومة والجيش السوري سيعملان على السيطرة على جميع المناطق في سوريا، بما فيها إدلب".
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن اتفاقاً أجري في غرب نهر الفرات، بين قوات النظام والقوات الإيرانية من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى يتضمن نقل أكثر من 400 مقاتل من التنظيم في بادية البوكمال بدير الزور إلى الريف الشرقي لمحافظة إدلب.
وأكد أن قوات النظام والقوات الإيرانية عمدتا لنقل أكثر من 400 من عناصر تنظيم الدولة، خلال الساعات الماضية، من بادية منطقة البوكمال إلى الريف الشرقي لمحافظة إدلب، ونقلوا إلى مناطق قريبة من سيطرة فصائل “جهادية” عاملة في محافظة إدلب.
وتعليقا على الموضوع، رأى الناشط السياسي عامر الحجازي أن وصول عناصر تنظيم داعش إلى مشارف محافظة إدلب والهجوم على مناطق سيطرة فصائل المعارضة من شأنه خلط الأوراق ونسف كل الاتفاق الروسي التركي الذي لم يضع بالحسبان وجود "التنظيم".
واعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أن إرسال عناصر تنظيم داعش إلى مشارف إدلب رسالة واضحة من النظام السوري لتعطيل الاتفاق التركي الروسي، لافتاً إلى أن نقل النظام لعناصر داعش ليس المرة الأولى، حيث إنه نقل في السابق بالتعاون مع إيران وروسيا عناصر التنظيم من جيرود القلمون إلى البوكمال وكذلك من الحجر الأسود ومخيم اليرموك إلى ريف السويداء الشرقي.
ولم يستبعد الحجازي أن يكون نقل عناصر داعش لمشارف إدلب هدفه محاولة خداع تركيا من أجل إجهاض اتفاق سوتشي، خاصة أن الروس دائماً يوقعون على تفاهمات واتفاقيات، لكنهم على الأرض يعملون عكس المتفق عليه.
اقرأ أيضا: مواجهة عسكرية قادمة في دير الزور.. وهذه أطرافها
من جهته، ذهب رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة بشير إلى أن وجود تنظيم داعش في أي بقعة جغرافية في سوريا يعطي النظام والروس شرعنة القصف.
وأردف في حديثه لـ"عربي21"، أن الاتفاق التركي الروسي بشأن الشمال وإدلب تحديدا والتوصل لهدنة وتوقف الهجوم على إدلب، لم يتوافق مع أهداف نظام الأسد بإعادة سيطرته على كامل الأراضي السورية، وبالتالي فإن نقل عناصر التنظيم جاء ضمن هذا السياق.
وأكد بشير أن نقل عناصر تنظيم داعش إلى ريف إدلب سيعطي ذريعة للنظام والروس في ضرب تلك المناطق التي يتواجد فيها التنظيم والتحرك عسكريا، وذلك تحت مظلة دولية محاربة الإرهاب.
يذكر أن الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين كانا قد اتفقا قبل نحو أسبوع، في سوتشي، على نزع السلاح من خط التماس بين فصائل المعارضة السورية ونظام الأسد في محافظة إدلب، وذلك في فترة زمنية محددة تنتهي بحلول 15 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.