كشفت شبكة "نداء
سوريا" عن قيام
مليشيا "
واغنر"، شركة أمنية روسية، بإنشاء
قاعدة عسكرية "دائمة" لها في سوريا، بدعم من
روسيا.
ووفقا للشبكة، فإنه يتم إنشاء القاعدة إلى الشرق من مدينة حمص، وسط البلاد، بالقرب من مناطق إنتاج النفط والغاز لتكون نقطة انطلاق المجموعات المتخصصة بحماية منشآت النفط والغاز التي وضعت روسيا يدها عليها.
وأكدت الشبكة نقلا عن جهات غربية متخصصة بفضح الدور الروسي في العالم، أن معدات بناء وصلت إلى الموقع القريب من "معمل حيان" للغاز بريف حمص، لبناء مساكن لعناصر وقادات المليشيا.
وبحسب مصادر، فإن مليشيا "واغنر" واحدة من أكبر شركات "القتل الروسية" العاملة في سوريا، ومسؤولة عن استقطاب وتجنيد مئات المرتزقة الروس المقاتلين لحساب موسكو في الدولة العربية، وهي مزودة بدبابات (T-90)، ومعظم مجنديها كانوا مشاركين في عمليات أوكرانيا.
وبرز اسم المليشيا مع تحول البادية السورية إلى مسرح للاشتباكات بين قوات النظام والمليشيات الإيرانية من جهة، وبين تنظيم الدولة، حيث سجلت المليشيات (واغنر) تواجدا مكثفا في دير الزور، حيث المناطق الغنية بالنفط والغاز.
من جانبه، أرجع المفتش المالي المنشق عن النظام، منذر محمد، تواجد هذه الشركات الأمنية الروسية إلى رغبة موسكو في تخفيض فاتورة الحرب في سوريا، مبينا أن "روسيا تدفع بهذه الشركات لحماية النفط والغاز، من دون أن تكون مسؤولة عن دفع تعويضات للعناصر الذين يقتلون".
وأوضح لـ
"عربي21" أن روسيا لا تعترف بعناصر هذه الشركات الذين غالبا ما يكونون من المرتزقة والمجرمين السابقين والجنود القدامى على أنهم من الجيش الروسي، بل تصنفهم على أنهم قوات رديفة وصديقة.
وبالعودة إلى دلالة إنشاء المليشيا الروسية مقرا دائما لها، قال محمد إن "الخطوة تشير إلى أن روسيا تضع نصب عينيها السيطرة على نفط وغاز سوريا لمدة طويلة"، معربا عن اعتقاده بأن "روسيا ستركز على تعويض خلال الفترة القادمة على المكاسب الاقتصادية، لتعويض ما دفعته منذ إعلان تدخلها المباشر في سوريا في العام 2015".
وأضاف: "صحيح أن هذه المليشيا تعتبر من الشركات الخاصة، لكن غالبا ما يقودها ضباط من الاستخبارات الروسية، وتحركاتها تتم بأوامر روسية مباشرة"، لافتا إلى "الخلفية الاستخباراتية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وطبقا لمصادر صحفية، فإن الشركة (واغنر) التي استطاعت تطويع 3 آلاف عنصر روسي للقتال في سوريا منذ العام 2015، تمنح أجورا شهرية للعنصر الواحد تبدأ بـ"1500 دولار أمريكي" وتصل إلى "5000 دولار أمريكي" في أثناء المشاركة في المعارك.
وفي شباط/ فبراير الماضي، اعترفت روسيا للمرة الأولى بمقتل "مدنيين روس" في سوريا جراء غارات أمريكية على مواقع عسكرية تابعة للنظام في دير الزور، وذلك في إشارة إلى مليشيات "واغنر".
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في حينها: "بحسب المعلومات الأولية، يمكننا الحديث عن مقتل خمسة أشخاص يرجح أنهم رعايا من الاتحاد الروسي بسبب المواجهة المسلحة التي لا تزال أسبابها قيد الدرس".
يذكر أن مقاتلات التحالف الدولي، استهدفت في أكثر من مرة عناصر من مليشيا "واغنر" في ريف دير الزور الشرقي، حسب أنباء، وذلك منعا من تقدم هذه المليشيات إلى مواقع النفط التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية (قسد)" ذات الغالبية الكردية، والمدعومة من واشنطن.