هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر محلية عن تعرض اللجنة الأمنية التابعة للنظام في مدينة درعا لضغوط من روسيا؛ في سبيل إخراج "الفرقة الرابعة" من المنطقة.
من جانبه، وضع الناشط الإعلامي محمود الحوراني التوجه الروسي لإخراج الفرقة الرابعة في خانة المساعي الهادفة إلى التخفيف من الاحتقان الذي يسود الجنوب السوري، الناجم عن التجاوزات الأمنية التي ترتكبها الفرقة المعروفة بممارساتها ضد المدنيين، وفق قوله.
وأكد الحوراني في حديثه لـ"عربي21"، أن ما زاد من حدة الاحتقان مخالفة النظام لشروط التسوية، التي على رأسها عدم إرسال أبناء شباب الجنوب الذين التحقوا بالتجنيد إلى خارج المنطقة.
وأشار إلى التنافس العسكري الحاصل بين الفرقة الرابعة و"الفيلق الخامس" الذي يقوده القيادي العسكري "أحمد العودة"، وقال إن "الفيلق الخامس المدعوم روسيّا، يعد اليوم تشكيلا عسكريا سنيا بارزا في الجنوب السوري، ولذلك تخشى روسيا من تحول الجنوب السوري إلى ساحة صدام كبير، في حال بقي الاحتقان سائدا في المنطقة".
اقرأ أيضا: حزب الله يستنسخ نفسه بجنوب سوريا.. وحرب تجنيد بدرعا
وأكدت مصادر إعلامية أن اللجنة الأمنية التابعة للنظام بحثت قبل أيام خيار استبعاد الفرقة الرابعة من مدينة درعا، وعزت ذلك إلى "التجاوزات الكبيرة في المدينة بحق المدنيين، وقيام عناصر الفرقة التي يقودها شقيق رئيس النظام السوري ماهر الأسد بعمليات سلب ونهب، بذريعة التفتيش".
من جانبه، قال مصدر من الجنوب السوري، إن قوات النظام انقلبت بشكل كامل على بنود التسوية، حيث استباحت قواتها المناطق التي دخلت في التسوية الأخيرة.
وأضاف لـ"عربي21" أن روسيا فشلت في حماية المدنيين في هذه المناطق، خلافا لما تعهدت به قبل تسليم فصائل المعارضة للسلاح الثقيل.
واعتبر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، بسبب تواجده في الجنوب، أن سمعة روسيا باتت على المحك، مؤكدا في الوقت ذاته أن روسيا غير قادرة على إخراج الفرقة الرابعة من الجنوب السوري، بسبب تحكم النظام وإيران بالوضع العسكري على الأرض.
ومن بين العوامل الأخرى التي لا تساعد روسيا على تنفيذ ذلك، ضعف الفصائل المحسوبة عليها (فصائل التسوية)، وعدم قدرتها على السيطرة على الوضع الأمني بعد الهزات التي أصابتها، على حد قول المصدر.
اقرأ أيضا: النظام يسيطر على كامل درعا بعد هزيمة المعارضة وجيش خالد
يشار إلى أنه في حزيران/يونيو الماضي، توصلت روسيا إلى اتفاقات مصالحة في الجنوب السوري درعا مع المعارضة السورية، تنص على وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، وتسليم أسلحة المعارضة الثقيلة، ووضع معبر نصيب الحدودي مع الأردن تحت إدارة مدنية وإشراف روسي، وعودة النازحين إلى بيوتهم، إضافة إلى استلام قوات النظام المنطقة الحدودية مع الأردن، وخروج الرافضين للتسوية إلى الشمال السوري.
وكانت الأمم المتحدة طلبت قبل يومين من النظام السوري بضرورة تسهيل الوصول المستدام للمدنيين في المناطق التي استعادها من فصائل المعارضة مؤخرا جنوب غربي البلاد.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، إن "هناك حاجة إلى مزيد التعاون الحكومي للوصول إلى تلك المناطق وتسليم الخدمات، حيث عادت آلاف العائلات النازحة إلى مناطقها الأصلية في محافظتي درعا والقنيطرة".
وأشار إلى "وجود حاجة لتقديم المساعدات الإنسانية، إضافة إلى وجود عوائق أمام تنقل الأشخاص خاصة ممن ليس لديهم وثائق، أو بسبب العمليات الأمنية، أو لارتفاع تكاليف التنقل".