أكد سياسيون
مصريون أن
المعلومات التي كشفتها صحيفة "الأخبار اللبنانية" بعددها الصادر
الثلاثاء 28 آب/ أغسطس الجاري عن قرب عقد لقاء مشترك بين رئيس النظام السوري، بشار
الأسد، ورئيس النظام المصري، عبد الفتاح
السيسي، يشير إلى أن السيسي بدأ في لعب دور
داعم لنظام الأسد في ظل الحديث المتزايد عن خطة دولية لإنهاء الأزمة السورية مع
الإبقاء على رأس النظام.
وطبقا للصحيفة، فإن
الحكومة الروسية هي التي تقوم بترتيب اللقاء المرتقب بين الأسد والسيسي، كتمهيد
صريح لعودة العلاقات بين البلدين، وما يمكن أن يمثله ذلك من عودة سوريا مرة أخرى
لجامعة الدول العربية، بعد تجميدها في 2011 نتيجة مجازر نظام الأسد ضد الشعب السوري.
وتشير
"الأخبار" اللبنانية إلى أن القاهرة لم تعلق حتى الآن على الطلب الروسي؛ تخوفا من غضب السعودية، التي تشهد علاقاتها بالقاهرة تقدما ملحوظا، ولفتت الصحيفة إلى أن المساعي الروسية تحظى بتشجيع من قيادة الجيش المصري التي تعتبر أن معركة
البلدين ضد الإرهاب واحدة.
من جانبه، يؤكد الوكيل
السابق للجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، محمد جمال حشمت، لـ"
عربي21" أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين السيسي وبشار، فكلاهما "مجرم
حرب، مارس مجازر بشرية ضد شعبه، وكلاهما مستمر بمكانه لخدمة المشروع الصهيوني، كما
أنهما أبرز من حارب
الربيع العربي".
ويضيف حشمت أن السيسي
يلعب الآن دور العراب لإعادة بشار مرة أخرى للمنظومة العربية؛ تمهيدا لإنهاء الأزمة
السورية مع استمرار وجوده، كمحاولة للقضاء على المعارضة السورية، التي ما زالت تلعب
دورا بارزا ضد بشار، وكادت أن تطيح به لولا الدعم الروسي غير المحدود والصمت
الدولي المخزي ضد جرائم بشار.
ويوضح البرلماني
السابق أنه منذ اغتصب السيسي الحكم بالانقلاب العسكري والعلاقات بينه وبين النظام
السوري في تقدم ملحوظ، حتى أنه جازف بعلاقاته مع السعودية عندما صوت في مجلس الأمن
لدعم المشروع الروسي ضد المعارضة السورية، وهو ما تسبب وقتها في أزمة بين السيسي
والسعودية.
ويؤكد حشمت أن نظام
السيسي هو الوحيد الذي يعترف بنظام الأسد من بين الدول العربية، وقد حاول السيسي
خلال عقد القمة العربية الأخيرة بالدمام إقناع السعودية بدعوة بشار للقمة، إلا أن
الأخيرة أصرت على رفضها، باعتبار أن دعوة بشار معناها فشل واضح للسياسة السعودية،
ولكن تحرك السيسي هذه المرة يبدو أنه مختلف عن السابق.
ويري حشمت أن روسيا
متناغمة مع السيسي فيما يتعلق بالقضية السورية، خاصة أنها ترى أن السيسي حريص على
دعم بشار، دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا، إذا تطلب الأمر، وبالتالي فروسيا تسابق الزمن
هي الأخرى لكسر الحصار المفروض على بشار بمثل هذه التحركات المشبوهة.
مكايدة سياسية
ويضيف خبير العلاقات
الدولية بمركز القاهرة للبحوث والدراسات، السفير باهر الدويني، لـ"
عربي21"، أن الأوضاع التي تم فيها تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية، وكذلك الأوضاع التي
دفعت مصر لقطع علاقتها بالنظام السوري، اختلفت خلال السنوات السبع الماضية، حيث
أصبح على رأس الجامعة العربية واحد من أكثر أعداء ثورات الربيع العربي، وهو السفير
أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة.
ويوضح الدويني أن
السيسي يتعامل مع نظام بشار باعتباره امتدادا له في محاربة المعارضة، خاصة
المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، وبالتالي فهو مع أي نظام له موقف عدائي مع
الإخوان، وهو ما يبرر دعمه لبشار منذ الأيام الأولى للانقلاب.
ويرى السفير السابق أن
مشكلة السيسي في موقف النظام السعودي، الذي يعتبر بشار عدوا يجب التخلص منه، وهي
الرؤية التي تحاول القاهرة حلحلتها مع الرياض، بإقناع ولي العهد السعودي، محمد بن
سلمان، بقبول الأسد ضمن المنظومة العربية، بعد الحصول على عدة ضمانات متعلقة
بالوجود الإيراني في سوريا.