هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مراقبون ومحللون سياسيون إن لقاء المفاجئ، قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في مدينة "نيوم" شمال السعودية، الثلاثاء، تتجاوز ما جاء في بيان الرئاسة المصرية من أن اللقاء ناقش العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى ما أبعد من ذلك بكثير.
وأكدوا في تصريحات لـ"عربي21" أنه وفق المعطيات السياسية الراهنة، فإن اللقاء تجاوز مجرد مناقشة العلاقات بين البلدين، وتبادل وجهات النظر، وسط توقعات بوجود صفقة بين الطرفين بشأن قضيتين، أولاهما تتعلق بجعل منطقة نيوم الأولى في المنطقة من خلال دعم مصري وتسهيلات خاصة، مقابل استمرار منح الدعم النفطي السعودي، وثانيتهما، تتعلق بترتيبات صفقة القرن وتأمين المنطقة لصالح السعودية ومصر والأردن وإسرائيل.
وجاء في البيان، الذي اطلع "عربي21" على نسخة منه، أنه "تم خلال اللقاء التشاور وتبادل وجهات النظر حول آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذلك مجمل العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين".
وحضر اللقاء، الذي لم يكن معلنا من قبل، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
والسيسي أول زعيم عربي يزور منطقة نيوم في شمال غربي السعودية، التي تمتد بين ثلاث دول (السعودية ومصر والأردن) منذ أن أعلن محمد بن سلمان إطلاقها في تشرين الأول/ أكتوبر 2017.
ويأمل ابن سلمان أن تصبح المنطقة محورا يجمع أفضل العقول والشركات معاً للانتقال بحدود الابتكار إلى أعلى مستويات الحضارة الإنسانية.
تأمين إسرائيل
وعلق الأكاديمي والمحلل السياسي، محمود الزواوي، بالقول "إن مشروع نيوم يهدف بالأساس إلى نقطتين: الأولى، هي تغيير الهوية للمملكة بعد أن كانت تتسم بالهوية الإسلامية المحافظة، وذلك بجعلها قبلة سياحية عالمية، والنقطة الثانية هي تأييد عملية السلام في المنطقة، وإلغاء خيار التصعيد مع إسرائيل، بالوضع في الاعتبار مليارات الدولارات التي سيتم ضخها في ذلك المشروع الذي يقع على مرمى حجر من الكيان الصهيوني".
وأضاف لـ"عربي21": أن "هذا المشروع يمثل صمام الأمان لإسرائيل، باعتبار أن كلا من مصر والسعودية والأردن -الشركاء الثلاثة في المشروع- لن يخوضوا حربا مطلقا ضد إسرائيل، وهي الدول الأهم على الساحة حاليا".
ورأى أن " هذا المشروع سيمثل انطلاقة جديدة للكيان الصهيوني، ويغل يد العرب عن أن أي رد فعل على ما قد يرتكبه من انتهاكات ضد الفلسطينيين، بالوضع في الاعتبار كذلك ما تم في شمال سيناء، وتدمير الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وكذلك العملية الشاملة في سيناء، والتي تهدف بالأساس إلى تأمين المنطقة كمقدمة لصفقة القرن وما تنطوي عليه من احتمالات لتوطين الفلسطينيين في سيناء".
الدعم السعودي
وأكد الكاتب الصحفي، عبدالحميد قطب، أن اللقاء تجاوز مجرد الديباجة الإنشائية حول مناقشة العلاقات بين البلدين، قائلا: "في تقديري أن لقاء سلمان بالسيسي في نيوم ناقش بالأساس الملف اليمني، خاصة أن اللقاء جاء عقب زيارة الرئيس هادي إلى القاهرة".
وربط الزيارة بتواتر الأخبار بشأن "محاولة النظام المصري الضغط على الرئيس هادي للقبول بدمج نظام علي عبدالله صالح في السلطة، كما ناقش موضوع صفقة القرن، في ظل أنباء تؤكد سحب الملف الفلسطيني من محمد بن سلمان لصالح والده".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أنه "من المؤكد أن الحديث تطرق للملف المصري، ومطالبة السيسي لسلمان بمواصلة تقديم الدعم البترولي لمصر، خاصة بعد ما تردد عن توقفه في المرحلة الماضية على ضوء أنباء تتحدث عن رفع الدعم الإماراتي والسعودي عن نظام السيسي".