هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت حركة مقاطعة إسرائيل الدولية (BDS) عن تحقيقها لانتصار جديد في تونس، يُعدّ الأول من نوعه في الوطن العربي، ضدّ شركة الملاحة الإسرائيلية "زيم"، حيث أرغمت الشركة على تعليق خدماتها إلى ميناء رادس التونسي اضطرارياً ولأجل غير مسمّى، في أعقاب حملة مقاطعة شعبية ونقابية في تونس والوطن العربي رافضة للتطبيع البحري مع دولة الاحتلال.
وقالت الحركة، في بلاغ لها، إن الحملة التونسية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (TACBI) كانت قد كشفت أن سفينة ترفع العلم التركي تقوم بصفة منتظمة بنقل حاويات قادمة من مدينة حيفا لحساب شركة الملاحة الإسرائيلية "زيم" في اتجاه تونس، وأنّ هذه السفينة المسمّاة "كورنيليوس أ" التابعة لشركة الملاحة التركية "آركاس"، هي مكلفة فعلياً من شركة "زيم" الإسرائيلية ضمن اتفاقية شراكة بين الشركتين.
وأضافت الحركة، أن سفينة الشحن التابعة لشركة "آركاس" التركية، والمكلفة لصالح شركة الملاحة الإسرائيلية "زيم"، اضطرت لتغيير مسار رحلتها مراراً، وعلى مدى أسبوعين، خوفاً من حملة المقاطعة الشعبية التونسية التي قادها كلّ من الاتحاد العام التونسي للشغل (UGTT) والحملة التونسية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (TACBI)، لترسو في نهاية المطاف في ميناء مالطا، يوم الخميس الموافق 16 آب/ أغسطس الجاري.
اقرأ أيضا: إسرائيل تطرد المزيد من نشطاء المقاطعة "بي. دي.أس"
واعتبرت الحركة أن الاتحاد العام التونسي للشغل (UGTT) الذي يتبنى حركة المقاطعة (BDS)، لعب دوراً حاسماً في التصدي للتطبيع البحري مع إسرائيل، حيث أعلن نيته إغلاق موانئ تونس في حال دخول السفينة المذكورة المياه التونسية، مطالباً الحكومة والسلطات البحرية التونسية بكشف حقيقة هذه السفينة والشركة التي تقف وراءها.
ودعا الاتحاد، مع الحملة التونسية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية للكشف عن نشاطات هذه الشركة في تونس، والذي امتدّ وفقاً للاتحاد لسنوات وبشكل سرّي، والتحقيق في التفاف وكلاء شركة الملاحة الإسرائيلية (ZIM) على القانون التونسي الذي يجرّم التعامل التجاري مع الشركات الإسرائيلية.
وكانت الأجسام النقابية الفلسطينية الرئيسية قد حيّت الموقف المبدئي المناهض للتطبيع الذي عبّر عنه قولاً وفعلاً الاتحاد العام التونسي للشغل وناشدته باستمرار منع رسوّ السفن الإسرائيلية أو التي تعمل لصالح الشركات الإسرائيلية، بحسب البلاغ ذاته.
وانضمت حملات حركة المقاطعة (BDS) في الوطن العربي، من الأردن ومصر والمغرب والخليج العربي، لجهود الحملة التونسية (TACBI) والاتحاد العام التونسي للشغل واللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، في عاصفة إلكترونية تحت وسم (ZIM_degage#)؛ أيّ لترحل “زيم”، طالبت فيها الحكومة التونسية بالتدخل ومنع السفينة من تفريغ حمولتها في موانئ تونس.
وانضمت حملة المقاطعة في تركيا (BDS Turkey) للجهود القائمة، حيث طالبت شركة “آركاس” بوقف التعامل مع شركة الملاحة الإسرائيلية (ZIM)، لما يشكله ذلك من تواطؤ في خرق قرار المقاطعة العربية لدولة الاحتلال ومن تلميع لجرائم الاحتلال، لا سيما تلك المتورطة فيها شركة “زيم” بشكل مباشر.
اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: حركة مقاطعة إسرائيل تكتسب مزيدا من القوة
وكشفت الحركة عن أن شركة الملاحة الصهيونية "زيم" ساهمت منذ تأسيسها في العام 1945، في نقل المستعمرين من حول العالم إلى فلسطين المحتلة، مساهمةً بشكل مباشر في عملية التهجير القسري التي تعرض ويتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل الاستعمار-الاحتلالي الإسرائيلي، كما أنها تلعب دوراً هاماً في نقل السلاح والعتاد إلى جيش الاحتلال.
ودعت حركة BDS، النقابات العربية لأن تحذو حذو الاتحاد العام التونسي للشغل وتمنع السفن الإسرائيلية أو التي تحمل بضائع إسرائيلية من الرسوّ في الموانئ العربية، موجهة "كل التحية لتونس وشعبها الحرّ واتحاداته النقابية الرائدة وقواه الحيّة لمنعهم تدنيس موانئ تونس الشقيقة بسفن الاحتلال وبضائعه، ورفضهم التطبيع البحريّ مع دولة الاحتلال، في تأكيدٍ جديدٍ على الموقف الشعبي التونسي الرافض للتطبيع".
وشددت على أن "رفض التطبيع مع الاحتلال هو واجب وطني وقومي وأخلاقي في الوطن العربي في كل وقت، فهو واجب ملحّ بشكل خاص في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة والنقب والأغوار لحملة مسعورة من التطهير العرقي والنكبة المستمرة، ويتعرض فيه مليونا فلسطيني في غزة لحصار بريّ وجويّ وبحريّ إسرائيلي وحشي منذ 12 عاماً، تمنع فيه بحريةُ الاحتلال القوارب المحملة بالدواء والمساعدات الإنسانية من الوصول إلى شواطئ غزة، ويحرم الاحتلال فيه الصيادين الفلسطينيين من حقهم الطبيعي والقانوني في الصيد قبالة شاطئ غزة أبعد من 3 أميال بحرية، ويتمّ قنص واعتقال الصيادين بشكلٍ يومي. لنحاصر العدو الذي يحاصر غزة".
وأكدت الحركة، في بلاغها، أن حملات المقاطعة في العالم العربي مستمرة في حراكها ضد الخطّ الملاحي الصهيوني (ZIM) ونشاطاته في كلّ قطر عربي، حيث أطلقت (BDS مصر) حملتها الهادفة إلى إنهاء كافة أشكال تواجد خطّ "زيم" في مصر، تزامناً مع الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية المستمرة. وفي المغرب، أيضاً، ومنذ العدوان الإسرائيلي على غزة في عام 2014، تقود المبادرة المغربية لمقاطعة إسرائيل (BDS المغرب) حراكاً اجتماعياً وسياسياً ضدّ هذا الخطّ، وستستمر حملات المقاطعة ضد شركة "زيم" في عدة دول عربية وأجنبية في الفترات القادمة.
اقرأ أيضا: أكبر اتحاد طلابي بالهند يقاطع HP تضامنا مع الفلسطينيين