هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة تسفي ميزال إن "الكشف عن اللقاء السري الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في أيار/ مايو الماضي لبحث علاقاتهما الثنائية، ومستقبل الوضع القائم في غزة، يؤكد رغبة السيسي في أنه يخشى التعاون العلني مع إسرائيل، ويفضله أن يبقى بعيدا عن التداول الإعلامي".
وأضاف ميزال في مقاله على موقع المعهد المقدسي للشؤون العامة، وترجمته "عربي21" أن "السيسي لم ينجح بعد بسبب عدم قدرته على إخراج علاقاته السرية مع إسرائيل إلى العلن وتحت الأضواء، وتابع: "صحيح أن وجود تعاون أمني بين القاهرة وتل أبيب أمر إيجابي يستحق الثناء، لكن لا يعقل بعد أربعين سنة من العلاقات الرسمية بينهما، أنه بدلا من أن تتقدم وتتطور نجدها تشهد تراجعا ونزولا درجة".
وأوضح أنه "بعد الانقلاب الذي قام به السيسي، وانتخابه رئيسا لمصر في 2014، ما زال يفضل، الإبقاء على اجتماعاته ولقاءاته مع الإسرائيليين بعيدا عن الكاميرات، ويصر أن تكون سرية، رغم أن ما بينهما من تنسيق أمني عالي المستوى قد يحقق لهما الكثير مما يسعيان إليه، بعكس الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي دأب على استضافة رؤساء حكومات ورؤساء إسرائيليين".
وأشار إلى أن "الموضوع الفلسطيني قد يكون السبب برغبة السيسي في عدم كشف لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين، لكننا حققنا اتفاق السلام مع مصر، الدولة العربية الكبرى، من أجل المساعدة في جسر الهوة بيننا وبين الفلسطينيين، أو تقريب وجهات النظر بين إسرائيل والعالم العربي، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، ولذلك لم يحصل ولا لقاء رسمي علني مصري إسرائيلي في عهد السيسي باستثناء قمة الأمم المتحدة في نيويورك".
من جهة أخرى، قال المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، إيتمار آيخنر إن "وزارة الخارجية الإسرائيلية أصدرت تقريرا يوجه ضربة مميتة لإمكانية تصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي عبر تركيا، ويفضل أن يتم تصديره إلى أوروبا عبر مصر بدلا منها، لاسيما من الناحية الاستراتيجية، في ظل التقارب مع مصر، والتوتر مع تركيا التي تعتبر لاعبا خطيرا ومتقلبا".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "مركز الأبحاث السياسية بوزارة الخارجية أعطى دوائر صنع القرار بدائل لتصدير الغاز الإسرائيلي لأوروبا، مفضلا المسار المصري على نظيره التركي، لأنه يحقق لإسرائيل عوائد اقتصادية وسياسية واستراتيجية، في حين أن المسار اليوناني عوائده تعود لرجال الأعمال فقط وليس للدولة".
وأكد أن "هذا البحث يعتبر وثيقة هامة لأنه يفضل المسار المصري على نظيريه التركي واليوناني، حيث تصدر إسرائيل غازها الطبيعي من حقل تامار منذ عام 2016، ولحق به حقل لفيتان، ما يوفر كميات متواضعة للدول الإقليمية المجاورة كالأردن ومصر والسلطة الفلسطينية، وهناك توجهات لتصدير كميات أخرى لدول خارج إطار البحر المتوسط".
اقرأ أيضا: انعقاد قمة سرية بين السيسي ونتنياهو.. متى جرت؟
وأوضح البحث أن "تركيا تعتبر الأقرب للأسواق الأوروبية، لكن توتر علاقاتها مع إسرائيل وقبرص، بجانب سياستها مع شركات الطاقة العالمية في المنطقة، تمس بفرصها لأن تنال نصيب الأسد في تصدير الغاز الإسرائيلي، رغم أن تركيا تتطلع لأن تحظى بهذه الفرصة".
وختم بالقول إن "الاعتبارات السياسية الإسرائيلية في رفض المسار التركي تتغلب على مزايا قربها الجغرافي المجاور لأوروبا، ومنظومة الحقول والمستودعات الخاصة بالغاز الموجودة فيها متطورة أكثر من مصر، لكن الأسباب السياسية التي تتسم بها علاقات تركيا مع جاراتها يخفض من فرصها".