هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في الوقت الذي تتواصل فيه مباحثات التهدئة بين حماس وإسرائيل في القاهرة، وفيما سيجتمع اليوم المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية الإسرائيلية، ظهرت خلافات جدية بين كبار وزراء الحكومة الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة هآرتس أن زعيم حزب البيت اليهودي وزير التعليم، نفتالي بينيت، هو أول وزير إسرائيلي يعلن رسميا عن وجود ترتيبات لاتفاق تهدئة مع حماس.
ونقلت عنه في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "وزراء حزبه سيصوتون ضد إبرام اتفاق التهدئة مع حماس الذي سيحولها إلى حزب الله رقم 2، لأنه بعد 130 يوما من المسيرات والطائرات الورقية والقذائف الصاروخية من المحظور أن نعطي جائزة لحماس دون أن يعيدوا لنا أسرانا".
وأضاف أن "ما يقدمه وزير الحرب أفيغدور ليبرمان لحماس هو خطأ جسيم؛ لأن الاتفاق سيمنحها فرصة التقوي العسكري استعدادا للجولة القادمة، ويعطيها حصانة كاملة، وفرصة لحيازة المزيد من القذائف الصاروخية التي ستهدد كامل أرجاء الدولة، وامتلاك زمام المبادرة في الظروف الملائمة له بعد أن توقن أن قوة إسرائيل الردعية قد تضررت".
وختم بالقول إنه "لا يدعم احتلال قطاع غزة، أو الدخول البري إليه، لكنه قدم خطة بديلة لاستئصال المجموعات المسلحة في غزة من جذورها، ولم تقبل بعد في الحكومة".
مصادر سياسية إسرائيلية مطلعة على سير مباحثات التهدئة قالت لصحيفة يديعوت أحرونوت إن "بينيت يتصرف دون مسؤولية، وينطلق من اعتبارات حزبية تافهة؛ لأن حماس حين تسمع حديثه عن الأسرى الإسرائيليين ستعتقد أن لديه ورقة قوة يمكن أن تبتز إسرائيل من خلالها، ومع ذلك فإنه يواصل التصرف بالطريقة ذاتها".
ونقلت في تقرير ترجمته "عربي21" عن أوساط حزب يسرائيل بيتنا، الذي يقوده ليبرمان، أن "عادة بينيت المسارعة لوسائل الإعلام مع شعارات فارغة من مضمونها، وهو يقوم بهذه الممارسات انطلاقا من هذه الشعارات، والمزاودة بها على الجيش والمؤسسة الأمنية، مع أنه من الأفضل له أن ينشغل بظاهرة انتشار العنف المدرسي بين الطلاب في المدارس".
صحيفة إسرائيل اليوم نقلت عن وزير الاستخبارات يسرائيل كاتس، عضو المجلس الوزاري المصغر عن حزب الليكود، قوله إنه "محظور أن يعطى أبو مازن فرصة العودة لقطاع غزة ضمن أي ترتيبات للتهدئة مع حماس، ويجب ألّا تعود السلطة الفلسطينية للسيطرة على غزة بناء على التفاهمات التي يجريها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".
وأضاف في حوار ترجمته "عربي21" أن "كل محاولة لإيجاد معبر آمن بين غزة والضفة الغربية تخترق حدود إسرائيل ستشكل تهديدا مباشرا ومسا قاسيا بأمنها، وبالميزان الديموغرافي بين إسرائيل والفلسطينيين".
وختم بالقول إن "سياسة إسرائيل تجاه غزة يجب أن تكون واضحة، وتتمثل بفصل أمني وجغرافي عنها، لمنع التوتر والاحتكاك معها، مع أن حماس لن تتنازل نهائيا عن السيطرة على غزة، وكل اقتراح من هذا النوع فارغ ومنفصل عن الواقع".