هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير عسكري إسرائيلي الأحد، إن "الحرب ليست الآن على جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو"، مؤكدا في الوقت ذاته أنه "ربما تشهد الفترة القادمة جولات تصعيد مع قطاع غزة، في ظل تآكل الردع الإسرائيلي".
وأشار الكاتب الإسرائيلي يوسي ملمان في تقرير نشرته
صحيفة "معاريف"، إلى أنه "نهاية الأسبوع مرت هادئة
نسبيا مع قطاع غزة"، لافتا إلى أن "الآلاف من الفلسطينيين تظاهروا
الجمعة قرب الخط الفاصل، وتحدوا جنود الجيش وحاولوا المس بالجدار، وأطلقوا بالونات
حارقة، وأطلقت دبابات إسرائيلية النار".
واستدرك ملمان قائلا: "مع هذا فإن الصواريخ لم
تطلق وسلاح الجو الإسرائيلي لم يقصف؛ وهذا روتين يفضلون في الطرفين وصفه بوقف
النار"، معتبرا أن "هذا ليس وقفا للنار، ولكنه مهمة أخرى مع القليل من
الأحداث".
وذكر أن الأمر الوحيد الواضح أن "حكومة بنيامين
نتنياهو لا تريد الحرب، وقلنا هذا هنا عدة مرات وتلقينا تذكيرا هو الأبرز الخميس،
وهو يوم المعركة الأكبر من حرب 2014"، معتبرا أن عقد "الكابينت"،
يأتي "لرغبة نتنياهو في أن يري أنه يتشاور مع وزرائه".
وأشار إلى أن "كل الوزراء يقولون إنه لا يمكن
الاستمرار هكذا، ولكنهم لم يقترحوا أي حل؛ لا الخروج بحملة عسكرية ولا الموافقة
على تسوية لا يريدونها أو لا يؤمنون باحتمالاتها".
اقرأ أيضا: هآرتس: خطط اغتيال قادة حماس وصلت إلى مرحلة متقدمة
ولفت إلى أن "وزيرين فقط تحدثا عن الحاجة لضربة
قوية؛ أفيغدور ليبرمان، الذي أطلق أصواتا قتالية، مع علمه بأن اقتراحه لن يقبل،
ووزير التعليم نفتالي بينيت، الذي يطرح خطة مشوقة، حتى وإن كانت موضع خلاف جديد".
واقترح بينيت أن "يتم بشكل طوعي إخلاء مستوطنات
غلاف غزة، قبل أن تبدأ المعركة، وتخرج إسرائيل لحرب جوية بكل قوة"، وفق ما أورده
الخبير الذي لفت إلى أن الوزير بينيت "هو ضد الدخول البري، لأن سلاح الجو
يمكنه أن يلحق ضررا جسيما بحماس وبنيتها التحتية العسكرية".
وتحدث في نهاية الأسبوع ضابط كبير في الجيش
الاسرائيلي، عن "وجود خطة مرتبة عند قيادتي المنطقة الجنوبية والجبهة
الداخلية، لإخلاء المستوطنات القريبة من غزة في حالة الحرب".
وذكر ملمان أنه "رغم شعور بينيت بأن هناك من
يساند مقترحه، إلا أن معظم الوزراء يعارضون وينتقدون خطته، بدعوى أنها تتعارض
والفكرة الصهيونية، وأنها ستمنح صورة النصر لحركة حماس"، مؤكدا أن "الحرب
ليست الآن على جدول الأعمال، لأن رئيس الوزراء يفعل كل شيء كي يمتنع عنها، لعلمه
أنه في غضون بضعة أشهر ستجرى انتخابات".
في حين "يوصي جهاز الأمن الإسرائيلي بالعمل على
تسوية، ولكن نتنياهو وليبرمان غير مستعدين لأن يقودا خطوة غايتها اتفاق وقف نار
مقابل رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة يشمل؛ فتح كامل للمعابر، وإعمار القطاع بما في
ذلك بناء محطة توليد طاقة، ومنشأة تحلية وغيرها"، وفق ملمان.
اقرأ أيضا: وفد قيادي من حماس يعود للقاهرة لبحث التهدئة وأوضاع غزة
وعلل الكاتب الإسرائيلي ذلك بأن "حكومة
نتنياهو قيدت نفسها، بطرحها شرطا مسبقا لكل تسوية كهذه، وهي صفقة تبادل للأسرى"،
مشيرا إلى أن "رد تل أبيب على ما يجري تداوله حول الصفقة، هو استعداد إسرائيل
لإعادة جثامين فلسطينيين وبضعة أسرى أحياء بلا دم على الأيدي"، بحسب تعبيره.
ورأى ملمان أنه "على نتنياهو إبداء زعامة
وشجاعة أكبر للجمهور ولعائلات الجنود الذي اجتازوا الحدود، ويخبرهم بأن قدسية حياة
عشرات آلاف الإسرائيليين في الجنوب، أهم من كل بقايا الجثامين والإسرائيليين منهكي
النفس"، على حد قوله.
واستبعد أن يحرز "الكابينت" الذي عقد
الأحد، تقدما في مناقشة أمر التسوية مع حركة "حماس"، وقال إن
"احتمال تحقيق تسوية ليس كبيرا، وذلك في ظل غياب استراتيجية واضحة لدى حكومة
متهكمة وعديمة المشورة".
وتوقع ملمان أن يكون هناك مزيد من التصعيد والجولات
والضربات، مشددا على أن "هناك شيئا واحدا واضحا، أن الردع الإسرائيلي تآكل".
وأوضح أن "ثلاث سنوات ونصف من الهدوء في
الجنوب، وحماس تملي قوانين اللعب الجديدة، ومع ذلك فإن نتنياهو الذي انخفض التأييد
له في استطلاعات الرأي بسبب خطواته في غزة، يفهم أنه إذا واصل على هذا النحو، فإن
مكانته قد تتضرر".