هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رغم إعلان الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الخميس، أنها "أنهت جولة التصعيد الأخيرة في غزة من طرف واحد، وأن الهدوء الآن مرهون بسلوك الاحتلال في الساعات القادمة"، تواصل طائرات الاحتلال قصفها لمواقع متفرقة في القطاع، وتقابلها ردود فعل المقاومة بإطلاق صواريخ وقذائف تجاه مستوطنات غلاف غزة والمدن المحتلة.
وفي ظل حالة التصعيد الجارية، تباينت قراءات الصحف
الإسرائيلية في أعدادها الصادرة الخميس، ووضعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عنوانا لمقالها الافتتاحي بـ"هكذا تندلع الحروب"، مؤكدة أنه "حتى لو كان
هذا سوء فهم، فإن ضربة موقع حماس أول أمس كانت مزدوجة".
وأوضحت الصحيفة أن "حماس لم تفقد فقط اثنين من
عناصرها، بل تم هذا بحضور كبار حماس من الخارج، ما يشكل إهانة لكرامتها"،
مضيفة أنه "الآن بعد النار على سديروت تبدأ الحسابات الرياضية، في ظل انتظار
رد إسرائيلي قاس".
وتساءلت "يديعوت": "كم سيكون قاسيا،
وهل الصواريخ التي سقطت على سديروت وأحدثت إصابات، هي فرصة لتنفيذ الخطة الكبرى،
بمعنى إسقاط النار من الجو والأرض على أقسام كبيرة من أساسات نظام حماس العسكرية
والمدنية في غزة؟".
اقرأ أيضا: مصدر بالمقاومة لـ"عربي21": جولة التصعيد انتهت من طرف واحد
وتابعت: "أم مواصلة الإبقاء على حقنة محسوبة من
التآكل التدريجي في قدرات حماس"، مبينة أن "أي نار تدمر منشآت حماس، لكن
لا تدفعها للخروج إلى الهجوم الشامل"، بحسب تقدير الصحيفة الإسرائيلية.
واعتبرت الصحيفة أن "الأوضاع الجارية من شأنها
أن توصلنا إلى نقطة المواجهة الكبيرة"، مستدركة قولها: "لكن هل نريد أن
يحصل هذا الآن؟"، معتقدة أنه "في الوقت الحالي الطرفان لا يريدان ذلك،
لكن هكذا تندلع الحرب بلا قصد، وبلا رغبة وبلا سبب حقيقي".
وتوقعت أن "تقود جولة التصعيد الحالية إلى ساحة
مفتوحة لتدهور شامل"، مشيرة إلى أن "التقديرات في الجيش الإسرائيلي كانت
تشير إلى أن حماس غير معنية بمواجهة شاملة في هذا الوقت وأن التجلد سيبقى، ولن ترد
على حادثة قتل اثنين من عناصرها قبل يومين".
مفاوضات تحت النار
وشددت الصحيفة على أن "إطلاق صواريخ حماس تجاه
المستوطنات تسبب في تمزيق كل الأنسجة الرقيقة، التي بدأت تتم حول جهود
التهدئة".
من جهتها، هاجمت صحيفة "معاريف"
الإسرائيلية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قائلة إنه "لا يوجد زعامة
في إسرائيل، لأن الزعامة التي يفترض بها أن تتخذ القرار بشأن غزة، لا تتخذ
القرار".
وقالت الصحيفة في مقال نشرته الخميس، إن
"إسرائيل تدير مفاوضات تحت النار مع حماس، وهذه الحقيقة ولا شيء غيرها"،
معتبرة أن "الخطأ لا يتحمله الجيش الإسرائيلي لأنه مقاول تنفيذي"، على
حد تعبيرها.
وطالبت الصحيفة "إعطاء الجيش الإسرائيلي
الأوامر لتحقيق النتائج، لأن الجيش لا يقرر في السياسة"، موضحة أن "المذنب
هو من ليس له سياسة في غزة، ويهرب من القرارات الصعبة، لأجل تخليد الوضع
الراهن"، في إشارة من الصحيفة إلى نتنياهو.
اقرأ أيضا: تصعيد إسرائيلي بغزة واستشهاد مواطن.. والمقاومة ترد (شاهد)
ورأت "معاريف" أنه "لمعالجة مشكلة
غزة يجب أن يتقرر؛ إما احتلالها أو إعادة السلطة الفلسطينية إليها في ظل الدفع إلى
الأمام بالمصالحة الفلسطينية، وفي ظل التنازل عن إعادة جثماني الجنديين
الإسرائيليين في هذه المرحلة".
وأكدت الصحيفة أن "الخلاص لن يأتي من مبعوث
الأمم المتحدة ولا من المخابرات المصرية ولا من المال القطري؛ لأن القرار يجب أن
يتخذ في إسرائيل بشجاعة، من قبل من انتخب لغرض اتخاذه سواء كان من اليمين أو
اليسار أو الوراء أو الأمام"، وفق قولها.
في حين، علقت صحيفة "إسرائيل اليوم" على
التصعيد الجاري بالقول إن "إسرائيل قريبة من تحطيم القواعد"، مبينة أن
"إسرائيل وقفت في هذه الجولة مرة أخرى، أمام الحاجة إلى الحسم، بهدف تغيير
قواعد اللعب في القطاع".
خطوات عسكرية جوية
وأكدت أن "النيران التي وصلت إلى سديروت لم تكن
الأولى، لكنها كانت شاذة في حجمها ونتائجها"، موضحة أنها "بينت كم هو
خطير الاستناد إلى اختبار النتيجة كشرط حصري للعمل".
وشككت الصحيفة في أن "حماس تريد حربا"،
مستدركة قولها: "لكن حماس لن تسمح بحصول انهيار في القطاع المحاصر والفقير،
أمام تعثر المصالحة المسؤول عن فشلها رئيس السلطة محمود عباس".
وأردفت: "إسرائيل هي الأخرى تجد صعوبة في أن
تقرر ما الذي تريده"، لافتة إلى أن "وزراء الكابينيت الذين اجتمعوا هذا
الأسبوع يميلون في معظمهم في صالح التهدئة، رغم أن السبيل إليها طويل وملتوٍ".
وذكرت أن "حماس تؤمن حقا بأن إسرائيل تخشى
القتال وتصدق التقارير التي تتحدث أن تل أبيب تفضل التجلد، كي تواصل تركيز
الانتباه على الساحة الشمالية"، متابعة بالقول إنه "حان الوقت لإيضاح
غير ذلك لحماس"، بحسب "إسرائيل اليوم".
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن "ذلك يستوجب حربا، ولكنه يستوجب
جاهزية حقيقة للوصول إليها، من خلال خليط من الخطوات العسكرية الجوية مع رسائل
سياسية، يجب أن توضح لحماس أنها تجاوزت الخط، وإذا لم تنسحب وتتعهد بتغيير طريها،
فإنها ستؤدي بالجبهة إلى التصعيد".