هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ظلت الصين "مدفن" لقمامة العالم الصناعي، إلى أن أصدرت
قانونا في يوليو 2017، بمنع استيراد القمامة لتدويرها.
القانون
خلف أزمة كبيرة في الدول الصناعية الكبرى مثل أمريكا وبريطانيا واليابان.. وتكدست
القمامة في شوارعها.. غير أن دولا آسيوية لا تحظى بأية رقابة دستورية على أداء
الحكومة، من بينها فيتنام، تطوعت لحل أزمة تلك الدول، واستقبلت "النفايات
الأجنبية".
"الوثائق التي قدمتها بكين لمنظمة التجارة العالمية، قالت إن أن
النفايات الصلبة القابلة لإعادة التدوير تحتوي على العديد من المواد الملوثة
والخطيرة والمضرّة بالبيئة. كما أن العمّال الذين يعالجون هذه النفايات يتعرضون إلى
تأثير خطير وتسممات كيميائية داخل بيئة تنعدم فيها أدنى مقومات الحماية.
ولتقديم
المزيد من ضمانات حماية البيئة وصحة الشعب، قررت الصين تعديل لوائح وقوانين
استيراد النفايات، ورفضت إدخال النفايات الصلبة عالية الخطورة. وتم تفعيل هذا
القانون في نهاية عام 2017".
بالتأكيد.. توجد دول أخرى، رضت بأن تكون مدافن بديلة للزبالة عن
الصين، بعض التقارير قالت ماليزيا بجانب فيتنام.. غير أن المفاجأة كانت من النائبة
بالبرلمان شيرين فراج ـ لبرنامج مساء dmc ـ والتي كشفت في طلب إحاطة، عن أن مصر استوردت "زبالة" من
الخارج بـ15 مليار جنيه!
اللافت..
أن هذه الفاتورة كانت عام 2017.. أي بالتزامن مع قرار الصين بوقف استيراد
النفايات.. فماذا نفهم من هذا التزامن؟!
طلب
الإحاطة كشف أيضا، عن أن مصر لم تكتف باستيراد 60 نوعا من الزبالة وإنما أضافت
إليها عددا من الأنواع الأخرى شديدة الخطورة على البيئة والصحة العامة!
الزبالة
الجديدة.. قرر استقبالها، وزيرا الصناعة والبيئة السابقان!! واللذان
"خلعا" إلى حيث يرفلان في المنتجعات المخملية.. ويتركان الشعب الفقير
والمريض، يتقلب في أكوام زبالات العالم المستوردة!!
المفارقة
هنا.. أن الشوارع والميادين والبيوت في مصر، تنام الليل وتقضى النهار كله، وهي في
أحضان أطنان الزبالة التي لا تفارقها.. ثم تدفع 15 مليار جنيه ـ وهى الفقيرة قوى ـ
لشراء "زبالة" الخواجات!!
لماذا
نستورد الزبالة.. وعندنا من الزبالة ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر؟!.. لحساب
من ولصالح من في الداخل والخارج.. خرجت كل هذه الملايين من الدولارات؟!.. ليس
لشراء دواء –مثلا- للمرضى.. أو طعام صحي نظيف للمصريين.. أو لقماش يستر جسد
الفقراء.. أو لتزويج الفتيات غير القادرات.. أو لتحسين الخدمة الصحية في
المستشفيات التي بات الداخل فيها مفقودا والخارج منها مولودا.. أو بناء مدارس
آدمية.. أو لمد مظلة التأمين لتشمل كل من لا بطن له ولا ظهر.. وإنما دفعت هذه
الفاتورة المستفزة من جسد مصر الموجوع والمنهك.. لحل مشكلة الزبالة للدول الصناعية
الكبرى.
عن صحيفة المصريون المصرية