هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي إن "الخيارات الإسرائيلية تجاه الوضع المتفجر في قطاع غزة، قد توصل صناع القرار فيها إلى مرحلة أن يعلنوا فيها عجزهم الحقيقي عن التعامل مع مشكلاته، بعد أن أعياهم البحث في جميع الخيارات المتاحة؛ بين إعادة الاحتلال، والهدنة الطويلة، والحل السياسي، مما لم يبق أمامهم سوى الاهتمام بمستوطني غلاف غزة فقط".
وأضاف الجنرال إيلي بن مائير في مقاله التحليلي بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "آلاف الكلمات كتبت، وآلاف أخرى سوف تكتب حول الوضع المتدهور في غزة، وكيفية الطرق الكفيلة بحل هذه المشاكل، رغم وجود قناعة تتوسع بين العديد من الأوساط السياسة والعسكرية في إسرائيل، بأنه لا حل عملي في المدى الاستراتيجي لمعضلة حماس في غزة، سواء كان سياسيا أو عسكريا، وأن الحلول المتاحة هي في المدى التكتيكي فقط، بما يعني إدارة الصراع مع حماس من الناحية الإجرائية".
احتلال غزة
وأوضح بن مائير، الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" أنه "من أجل كسب مزيد من الوقت، والحفاظ على قوة الردع، قد تواصل إسرائيل العمل بصيغة "الجولات" الصغيرة من
المواجهات مع حماس مع أضرار منخفضة قدر الإمكان".
واستدرك قائلا: "صحيح أن هذا الكلام لا يسر من يسمعه ويقرؤه من الإسرائيليين، رغم أني لا أقلل من القلق والذعر الذي يعيشه مستوطنو غلاف غزة، ويعانون من حالة عدم الهدوء، سواء معاناة مادية أو نفسية أو اقتصادية، لكني مضطر للقول إنني لا أرى في الأفق حلا استراتيجيا بعيد المدى مع غزة".
وأكد أن "تحليل الوضع السياسي والعسكري في غزة يشير إلى عدة خيارات أولها الحل العسكري، ويعني إعادة احتلال غزة، ففي حين لدى الجيش الإسرائيلي القدرة والإمكانية على القيام بهذه المهمة، لكن التبعات الاستراتيجية لهذه الخطوة تبقى هي المعضلة بالنسبة لإسرائيل".
وشرح قائلا إن "إسقاط حماس سيأخذ معه خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، ويتطلب من الجيش بقاء طويل الأمد نسبيا في القطاع، وفي النهاية فإن البدائل المتوفرة عن حماس لحكم غزة لن تخرج عن العناصر الجهادية المسلحة، كما أنه ليس واضحا بعد إذا ما ستحاول السلطة الفلسطينية في هذه الحالة العودة للقطاع رغم أنها لا تتمتع فيه بأي شعبية".
الهدنة الطويلة
وأوضح بن مائير الذي يعمل اليوم مديرا في شركة سايبر الأمنية، أن "العمليات العسكرية المتوسطة مثل الجرف الصامد أو الرصاص المصبوب لن تحل مشكلة غزة، والسيطرة عليها من حماس، من وجهة نظر إسرائيل، صحيح أنها ستضر بقدرات حماس العسكرية لفترة زمنية مؤقتة، لكنها ستتسبب بأذى كبير للفلسطينيين في القطاع، وفي حين أنها قد توفر هدوءا نسبيا لبعض الوقت، لكنها لن تحل المشكلة من جذورها".
الجنرال الإسرائيلي انتقل للبديل الثاني واصفا إياه بأنه "المعاكس تماما للبديل الأول، ويتمثل بتوقيع اتفاق هدنة طويل الأمد، على صيغة وقف لإطلاق النار، وهو خيار لن يحل المشكلة نهائيا، بل إن هذا الاتفاق سيمكن لحكم حماس في غزة، ويحولها مع مرور الوقت إلى أمر واقع، ويتطلب من إسرائيل التعامل معها كجهة شرعية في القطاع".
وأوضح أن "إسرائيل ستربح المزيد من الوقت من هذا الخيار، لكن المشكلة الجوهرية المتمثلة بوجود حماس في غزة وتقويها العسكري لن تجد طريقها إلى الحل، بل إن اتفاق الهدنة هذا سيجعل من حماس صاحبة المبادرة والقرار، متى تلتزم به ومتى تنتهكه من خلال الدخول في جولة تصعيد جديدة".
الحل السياسي
أما البديل الثالث من وجهة نظر الجنرال الإسرائيلي فهو "الحل السياسي بعيد المدى مع حماس، بدعم دولي من مصر وقطر والولايات المتحدة وروسيا، رغم أن المشكلة في هذا الاتفاق لها بعدان: الأول أن حلا من هذا النوع سيكون ضد مصالح السلطة الفلسطينية، التي تعمل في الشهور الأخيرة على زعزعة الاستقرار في غزة، ومن جهة ثانية فإن هذا الاتفاق إن لم يكن مرتبطا بحل القضية الفلسطينية كلها فسيكون عبثيا، وربما لا يجد هذا الحل كثيرا من التأييد في المجتمع الدولي".
ويخلص بن مائير إلى القول إن "كل ما تقدم يعني أن إسرائيل ليست أمام حلول سحرية للمشكلة القائمة في غزة، وبالتالي يتركز عملها في توفير الحماية لمستوطني غلاف غزة، وتعويض أضرارهم عقب كل تصعيد، وسيبقى الحال كذلك طالما أن إسرائيل لا تملك حلولا مناسبة لما تعانيه في غزة".