هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هاجم رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، المجتمع الدولي، واصفا
إياه بالمتراخي، وبأنه يكيل بمكيالين في الأزمة الليبية، ومهددا بأن صبرهم بدأ
ينفد، وسط تساؤلات عن سبب هذا الهجوم الآن وأهدافه.
وقال
السراج، خلال لقائه سفراء الدول الكبرى، إن "الانقسام السياسي لم يكن ليستمر
لو اتخذ المجتمع الدولي موقفا حازما وحاسما ضد المعرقلين للتوافق، مؤكدا أن
"التدخلات السلبية من دول إقليمية ودولية تمد في عمر الحالة الراهنة، حيث
يعتمد المعرقلون على تناقض تلك المواقف"، حسب كلامه.
"كيل بمكيالين"
وأشار
رئيس الحكومة الليبية إلى أن "هناك دولا تنحاز لصالح بعض أطراف الصراع، وهناك
من يزود بعض تلك الأطراف بالسلاح رغم قرارات الحظر، مضيفا: "الصبر بدأ ينفد
تجاه تراخي المجتمع الدولي، الذي فقد الكثير من مصداقيته في الشارع الليبي، لتعمده
اتباع سياسة الكيل بمكيالين".
وأضاف
السراج أن "مؤتمر باريس كان آخر محاولات التوافق الذي تباينت المواقف الدولية
تجاهه، قائلا إن بعض من حضر المؤتمر استغل هذا التباين للتنكر لمقرراته والتنصل من
التزاماته، كما أن هناك من خرق تلك المقررات بشكل جسيم، مثلما حدث في الموانئ
النفطية، في إشارة إلى قرار حفتر الأخير".
وطرح
هجوم السراج وغضبه من المجتمع الدولي الداعم له عدة تساؤلات من قبيل: ما أهداف هذا
الهجوم الآن؟ وهل هو "تحريض" من السراج لإصدار عقوبات دولية ضد حفتر
والبرلمان الليبي؟
مسايرة
الموقف الأمريكي
من جهته، رأى الباحث والناشط السياسي الليبي، محمد بويصير أن
"السراج يكتسب روحا جديدة من التغير في الموقف الأمريكي تجاه ليبيا، بعد أن
كان عليه أن يساير قوى عربية وأوروبية تحاول تحقيق مصالحها بتقاسم النفوذ في
ليبيا، وبالتالي إعاقة العملية السياسية".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "واشنطن ترى الآن
ضرورة إعادة الاستقرار إلى ليبيا في أقرب وقت، من خلال العملية السياسية،
والاهتمام برفع إنتاج النفط؛ لتحقيق تعويض جزئي لأي نقص ممكن أن يحدث في إنتاج
الخليج، أو عرقلة الملاحة في مضيق "هرمز"، نتيجة للتوتر مع إيران"،
حسب تقديره.
وتابع بويصير المقيم في أمريكا: "مواقف الأمريكيين الواضحة
والحاسمة أعطت السراج دفعة جيدة للأمام، وفي الأيام المقبلة سيكون أكثر قدرة نتيجة
لموقف أمريكا، التي أبلغت كافة الأطراف الإقليمية والأوروبية أنهم جادون، وأن
استقرار ليبيا هو لخدمة أحد متطلبات الأمن القومي الأمريكي"، كما قال.
رسائل للداخل والخارج
لكن الكاتب والناشط الليبي، نصر عقوب، أكد أن "السراج لا يمكنه
أن يتنفس إلا بالمجتمع الدولي، ولا يتصور أبدا أن يغضب من الدول الغربية النافذة
في ليبيا، والداعمة له ولحكومته، رغم اختلاف مصالح تلك الدول وتباينها، ورغم
انتهاكها المستمر لسيادة الوطن"، وفق تعبيره.
وأشار، في تصريحه لـ"عربي21"، إلى
أن "امتعاض السراج من موقف الدول الغربية هو دليل خشية وتوجس من تبدل مواقف
تلك الدول، وطلبه بضرورة أخذ موقف حازم من المعرقلين للاتفاق السياسي، وبإجراء
الانتخابات البرلمانية والرئاسية هي رسائل للداخل أكثر منها للخارج".
"صحوة ضمير"
وقال المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، إن "ما فعله السراج
لربما هي صحوة ضمير منه، وإنه لا يريد أن يتحمل مسؤولية ما حصل في ليبيا من أزمات
مؤخرا، ومواجهته للمجتمع الدولي مبررة جدا، وكلها حقائق دامغة، كون المجتمع الدولي
وضع "السراج" في حرج، وتركه يواجه العبث الفرنسي والإماراتي والمصري".
وأضاف: "وحقيقة أن المجتمع الدولي لم يقدم أي دعم يذكر للمواطن
الليبي، لكن السراج دون دعم المجتمع الدولي لا يملك أن يقدم أي شيء، وانفجار
السراج في وجه المجتمع الدولي هو طبيعي، وليس له علاقة بالانتخابات، لكنه رد فعل
على "الخذلان" الدولي المستمر"، وفق تصريحه لـ"عربي21".