هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الكاتب في صحيفة "إسرئيل اليوم" عمانويئيل نافون الخميس، إن "العلاقات الأوروبية الإسرائيلية تمر بمراحل متباينة من التقارب والتباعد، بسبب التعقيد الذي يميزها، لاسيما عشية زيارة رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان، التي لاقت انتقادات إسرائيلية واسعة، بسبب تصريحات منسوبة إليه وممارسات موصوفة بمعاداة السامية".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن
"هذا الأمر قد ينطبق على علاقات إسرائيل مع العديد من الدول الأوروبية مثل
بولندا والنمسا وإيطاليا، فالنمسا لديها أحد أحزاب الحكم الممثلة في الحكومة هو
حزب "الحرية" ذو الماضي المعادي للسامية، لكنه اليوم بات مؤيدا
لإسرائيل، مما يطرح التساؤل أمام صناع السياسة الخارجية الإسرائيلية: من يتقدم على
الأخرى في إقامة العلاقات مع الدول: المبادئ والقيم أم المصالح القومية؟".
وأوضح نافون، الباحث في معهد القدس للدراسات الاستراتيجية،
أن "تقديم قراءة تقييمية للعلاقات الأوروبية-الإسرائيلية تستوجب الإجابة عن
سؤالين هامين؛ الأول هل يجب الابتعاد عن حكومات شرق أوروبا لاعتبارات قيمية بسبب
جذورها النازية، والثاني هل على إسرائيل انتهاج سياسة واضحة تجاه هذه الحكومات،
وهل يخدم ذلك مصالحها القومية؟".
وأكد أنه "عند الإجابة عن هذين السؤالين يجب أن
تفرق إسرائيل بين دولة وأخرى، خاصة وأن الحديث يدور عن بولندا وهنغاريا والتشيك
وسلوفاكيا، وفي هذه الحالة يمكن لإسرائيل أن ترى نماذج فريدة من نوعها في كل واحدة
من تلك الدول، فالتشيك رئيس حكومتها أندريه بابيش لديه انتقادات قاسية باتجاه
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويتهمه بأنه مجرد ملياردير ليس لديه رؤية تجاه
العالم، ويتسبب بمشاكل مستمرة للويلات المتحدة".
لكن الغريب أن "الرئيس التشيكي مايلوس زمان،
مؤيد لإسرائيل، وأصدر موقفا وحيدا تقريبا في كل أوروبا حين دعم علانية نقل السفارة
الأمريكية للقدس".
اقرأ أيضا: نتنياهو يبحث الملف النووي الإيراني مع 3 دول أوروبية
وضرب مثالا آخر عند الحديث عن "المستشار
النمساوي الشاب سابيستيان كورتس الذي أبدى مواقف مثيرة للإعجاب في أوساط
الإسرائيليين، فقد تحدث بقسوة تجاه الرئيس الإيراني بسبب إنكار المحرقة، ونفي حق
إسرائيل في الوجود، وطرد من بلاده عشرات الأئمة المسلمين الأتراك، وتجاهل تهديدات
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
وأضاف أن "كورتس خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل
كسر العرف البروتوكولي المتبع في الاتحاد الأوروبي وقام بزيارة حائط البراق،
واعترف أخيرا بمسؤولية بلاده عن المحرقة النازية".
وزاد نافون، المحاضر في جامعة تل أبيب ومعهد
هرتسيليا متعدد المجالات، أنه "من اللافت أن كورتس يقف على رأس حزب محافظ،
لكنه أقام ائتلافا مع حزب الحرية ذي الجذور النازية، فزعيمه الأول أنتون رينتهيلر
كان وزيرا نازيا وضابطا في منظمة الإس إس التابعة للحزب النازي الألماني، لكن
الزعيم الجديد للحزب هاينتس كريستيان شتراخا يتجاهل التاريخ النازي للحزب، ويبدي
مواقف مؤيدة لإسرائيل، والغريب أن هذا الحزب له خط سياسي مؤيد لروسيا".
وأضاف أن "استعراض هذه النماذج أمام إسرائيل
يجعل المشهد الأوروبي أكثر تعقيدا مما يظن كثير من الإسرائيليين، فنحن لسنا أمام
مجموعة موحدة من المعادين للسامية النازيين، مما يطرح السؤال حول مدى صدقية
وصوابية أن تقاطع إسرائيل كل هذه الدول بسبب ماضيها السيئ، أو بعض سلوكيات شركائها
في الائتلاف الحكومي".
وأوضح أن "إسرائيل اليوم لا تقاطع مثلا الصين
وروسيا حفاظا على مصالحها القومية، والزعماء الإسرائيليون الذين يطالبون اليوم
بإلغاء زيارة الزعيم الهنغاري، لم يطالبوا مثلا بإلغاء زيارة مماثلة لفلاديمير
بوتين، مما يعني أنهم يتبعون سياسة مزدوجة".
وختم بالقول إنه "لا يجب أن ننسى أن دولا مثل
التشيك ورومانيا وهنغاريا أوقفوا مؤخرا قرارا للاتحاد الأوروبي يدين نقل السفارة
الأمريكية إلى القدس، وهو القرار الذي بادرت إليه فرنسا، بل إن الرئيس التشيكي
ورئيس وزراء رومانيا أبدوا دعمهم للخطوة الأمريكية".