هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انشغلت الصحافة الإسرائيلية بالمباحثات التي أجراها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مع مضيفه الروسي فلاديمير بوتين، وتركز حديثهما حول التواجد الإيراني في سوريا.
صحيفة مكور ريشون نقلت عن تسافي ماغين، السفير الإسرائيلي الأسبق في موسكو، قوله إن "نتنياهو أبلغ بوتين أن إسرائيل لن تقبل بأي تواجد لإيران أو حلفائها في أي جزء من الأراضي السورية، وليس فقط قرب الحدود مع الجولان، كما كان الطلب الإسرائيلي سابقا، وقد جاءت زيارة نتنياهو الحالية لموسكو بطلب من بوتين شخصيا، وهي مسألة لها دلالة كبيرة، كما كان الزعيم الغربي الوحيد الذي شارك في مايو الماضي باحتفالات انتصار الجيش السوفيتي الأحمر على ألمانيا النازية، وقد شارك في هذه الاحتفالات بدعوة من الزعيم الروسي".
وأضاف في حوار ترجمته "عربي21" أن "نتنياهو أبلغ بوتين أن تل أبيب لن تحتمل أي تواجد لإيران أو حلفائها في أي جزء من الأراضي السورية، وأنه يجب الحفاظ على اتفاق فصل القوات لعام 1974".
وأوضح ماغين، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن "وجود نتنياهو بجانب بوتين يعدّ رسالة لعدة أطراف، أولها الإيرانيين، ليس فقط رسالة، وإنما كمن يضع إصبعه في عيونهم، كما أن الأوروبيين لا يحبون رؤية هذا المشهد الذي يجمعهما، حتى أن هذا اللقاء قد يعدّ رسالة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي سيلتقي بوتين الاثنين القادم، وكأن الكرملين أراد أن يبلغ جميع هذه الأطراف أن نتنياهو موجود بطريقة أو بأخرى في دائرة داعميه".
واستدرك ماغين بأن "لقاء نتنياهو بوتين الذي ناقش الملف الإيراني في سوريا، يؤكد أن الموضوع الإيراني مغلق بينهما، ومتفق عليه منذ زمن بعيد، والدليل أن إسرائيل تهاجم قواعد إيرانية في سوريا، بما يقابله صمت روسي مطبق، وكأن ما تقوم به تل أبيب يحقق مصالح لموسكو أيضا".
وختم بالقول إن "روسيا لا تريد للإيرانيين أن يبقوا في سوريا، كما أن الأسد لا يريدهم، وإسرائيل كذلك، وتستطيع روسيا لو أرادت أن تقطع قدرة الإيرانيين على التأثير في الأسد، لكن من يقوم بدفع الإيرانيين خارج سوريا فعليا هم الإسرائيليون، وكأن روسيا تشغل إسرائيل في هذا الموضوع، أو على الأقل تساعدها، بمعنى أن كل ما تقوم به إسرائيل في سوريا منسق مع الروس".
موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين نقل عن البروفيسور زئيف حنين، الخبير في الشؤون الروسية بجامعة أريئيل، قوله إنه "رغم المصالح المتبادلة والرغبات المشتركة، فإن قدرة الروس محدودة تجاه الأنشطة العسكرية للقوات الإيرانية في سوريا، وليس لديهم تلك القوة القادرة على إخراج إيران من هناك".
وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "هناك اتفاقا بين الزعيمين وصل إلى المستويات العملياتية لدى الجيش في موسكو وتل أبيب، مفاده أن الإيرانيين قاموا بالمطلوب منهم في سوريا، وقد آن أوان رحيلهم منها، لكن محدودية القدرة الروسية تجاه الإيرانيين جعلتهم يتفقون معهم على عدم اقترابهم من الحدود الإسرائيلية مسافة 40-60 كيلومترا، سواء كانت قوات إيرانية مباشرة أو مليشيات تابعة لها، هذا ما تم الاتفاق عليه سابقا بين روسيا وإسرائيل، وربما ذهب نتنياهو لموسكو للتأكد من سريان هذا الاتفاق، أو الاستعداد لسيناريو آخر جديد".