هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في وقت تواصل فيه ما تسمى "الإدارة الذاتية" الكردية تسليم مناطق خاضعة لسيطرتها في الشمال والشرق السوري للنظام، تثار تساؤلات عن دور أمريكا الداعمة لها إزاء ما يجري.
وفي حين يزعم النظام السوري عبر وسائل إعلامه أن ما يجري وفق مفاوضات مع الإدارة الكردية، يلمح بعض المسؤولين الأكراد إلى وقوف أوامر أمريكية وراء ذلك، ما يثير الشكوك حول حقيقة الموقف الأمريكي.
وتعليقا على ذلك، أشار الباحث بالشأن السوري، سنان حتاحت، إلى احتمال تشجيع بعض قيادات "المنطقة الوسطى الأمريكية" للأكراد على التصالح مع النظام السوري، وتحديدا مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي بريت ماكغورك.
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "المسؤولين الأمريكان يتوجهون بالنصائح للقوات الكردية بأن يتفاوضوا مع النظام، ليحصنوا جزءا من المكتسبات العسكرية التي سجلت لهم في حربهم على تنظيم الدولة".
اقرأ أيضا: قيادي كردي لـ"عربي21": هذه أسباب اتفاقنا مع النظام السوري
وأشار إلى "منح الولايات المتحدة هامش من الحرية للمقاتلين الأكراد، لاتخاذ القرارات الأفضل لهم"، لافتا إلى "تشابه هذا الموقف الأمريكي مع موقفها في الجنوب، وذلك عندما وجهت واشنطن رسالة للفصائل هناك، أبلغتهم بأن عليهم التصرف وفق ما تقتضي مصلحتهم هناك، قبيل تصعيد النظام".
وقال: "إذا نظرنا إلى العلاقة التي تربط النظام بالقوات الكردية، ندرك أن الأخيرة لديها قابلية مسبقة للتلاقي مع النظام، لا سيما أن لديهما مصالح مشتركة متقاطعة"، مبينا أن "الإدارة الكردية، وجدت في التقارب مع النظام حماية لها من التهديدات التركية المتكررة".
واستدرك حتاحت: "لكن ليس بالضرورة أن يكون هذا التوجه الأمريكي الجزئي توجها عاما لسياسية وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فالأخيرة ما زالت تتنظر وضوح مخرجات قمة هلسنكي لتحديد سياستها المقبلة في سوريا".
من جانبه، أكد الصحفي في شبكة "فرات بوست" صهيب الجابر، أن ما يهم أمريكا في سوريا هو تأمين قواعدها العسكرية شرقي الفرات، موضحا أن ذلك يعود لسببين، الأول وصل قواعدها العسكرية في المنطقة مع العراق والشرق الأوسط، وبذلك تكون جاهزة لقطع الطريق الاستراتيجي المماثل لإيران متى تشاء، والثاني هو أن تكون جزءا من أي اتفاق سياسي قد تخلص إليه أطراف الصراع في سوريا بحكم تواجدها في المنطقة، وسوى ذلك لا يهم واشنطن.
وأضاف الجابر في حديث لـ"عربي21": "في القابل، فإن الوحدات الكردية ومنذ تسعينيات القرن الماضي حتى اللحظة لم تكن سوى حليفةً لنظام الأسد الأب وصولا لفترة حكم بشار الأسد، واستخدمها النظام في التسعينيات كورقة ضغط على الأتراك، أي حزب العمال الكردستاني "بي كا كا" وأفرعه الحالية من الوحدات إلى قسد وما شابه".
وقال إن "الوحدات الكردية لم ولن يكن لها عداء مع نظام الأسد، وهناك عقود ومواثيق بين الطرفين سواء على الصعيد التجاري أم العسكري".
اقرأ أيضا: أمريكا لـ"قسد": تنفيذ اتفاق منبج بات محسوما
ورأى الجابر أن "هذه التفاصيل لا تخفى على واشنطن، وهذا بالضبط ما يثبت اهتمام الأخيرة بحماية قواعدها شرقي الفرات، ولا شيء سوى حماية هذه القواعد، وهي أعلنت مرات عدة أن هدفها هو القضاء على تنظيم الدولة فقط، ووجهت بيانات عدة لنظام الأسد تأمره بالالتزام بهذه المهمة التي اعتبرت نظام الأسد شريكا فيها".
يذكر أن مصادر إعلامية تابعة لنظام الأسد لفتت خلال الآونة الأخيرة إلى أن تسلم النظام لـ"حي النشوة"، إلى جانب العديد من المواقع النفطية في الحسكة ودير الزور، ومناطق حدودية مع العراق، وسط صمت مطبق من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، والموجود في المنطقة.