رحبت قبائل وعشائر
سورية، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين
تركيا والولايات المتحدة الأمريكية،
والذي يقضي بانسحاب "وحدات الحماية الكردية" التي تشكل القوة الرئيسة في قوات
سوريا الديمقراطية، مِن مدينة
منبج بريف حلب الشرقي.
وأعلن مجلس قبيلة شمر
في بيان اطّلعت عليه "
عربي21"، ترحيبه، بدخول قوات المراقبة التابعة
للجيش التركي إلى منطقة منبج، معتبرا أن دخول القوات التركية إلى المدينة، بوابة
آمنة لعودة آلاف النازحين والمهجرين إلى بلداتهم وقراهم، بعد انسحاب "PYD" من المنطقة.
وفي هذا الصدد، أشار
المتحدث الرسمي للمجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الأسعد، إلى أن
ترحيب العشائر والقبائل السورية جاء بسبب أن غرب وشرق الفرات هي مناطق عشائرية
بنسبة 95%، حيث أنها قد عانت من تصرفات وانتهاكات الإدارة الذاتية الكردية ومجلسها
العسكري الـ"PYD".
واتهم الأسعد في حديثه
لـ"
عربي21"، "PYD" بارتكاب
انتهاكات بحق العشائر العربية منها جريمة التغيير الديمغرافي وأسماء المدن والقرى،
وفرض التجنيد الإجباري والقسري وخطف القاصرين والقاصرات، بالإضافة إلى فرض المنهاج الكردي في المدارس العربية،
وارتكاب جرائم مروعة، ونهب وتعفيش الممتلكات الخاصة والعامة، والاعتقالات
العشوائية والخطف والاغتيالات لابناء القبائل العربية والكردية.
وشدد الأسعد على أن الاتفاق
التركي الأمريكي حول منبج يعتبر خطوة مهمة لمستقبل منطقة الجزيرة والفرات عامةً من
أجل الخلاص من ميلشيا "PYD" قسد، حيث أنهم واثقون بأن الاتفاق سيكون له تكملة للوصول إلى اتفاقيات أخرى حول
تل أبيض ورأس العين والقامشلي والرقة والحسكة.
وحسب الأسعد، فإن بعض
الدول المعنية في الملف السوري ومنطقة الجزيرة والفرات وبالتالي عودة حوالي مليون
نسمة من اللاجئين والنازحين إلى منازلهم في محافظات الحسكة والرقة، حيث سيتم تشكيل
مجالس محلية من أبناء المدن والبلدات لإدارة شؤونها مدنياً وعسكرياً، وبالتالي
سيتم فرض الأمن والأمان في المنطقة عموماً، وبالتالي هذا ما يطمح له الشعب السوري
بعيداً عن نظام الأسد والميليشيات الإرهابية.
من جهته، يرى المعارض
السياسي السوري عبد الغني حمادة في حديثه لـ"
عربي21"، أن ترحيب العشائر
العربية المكون الأكبر للسكان والأغلبية العظمى في منبج يأتي في سياق الاعتماد
عليها في تشكيل المجلس المحلي والمؤسسات المدنية والشرطة التي ستضبط الحياة
المدنية فيها.
وأردف أن العشائر
العربية ستضمن من خلال الاتفاق التركي الأميركي موقعها في تسيير أمور المدنية
وإعطاء دورها لخدمة المواطنين، بينما تضمن تركيا في ذات الوقت بسط سيطرتها على
مناطق غرب الفرات لضمان أمن حدودها الجنوبية السورية.
وأكد حمادة أن الاتفاق
سيكون بلا شك له دور في عودة النازحين واللاجئين إلى بيوتهم وممارسة حياتهم
الطبيعية في ظل الحماية التركية، وبالتالي إنهاء حياة التشرد والنزوح ومعاناة
استمرت عدة سنوات.
ويرى أن تركيا في حال
نجاحها في هذا الاتفاق وعودة المهجرين إليها سيدفع باقي المناطق للحذو حذوها،
وبالتالي يعتبر هذا الاتفاق بادرة خير بالنسبة للسوريين المهجرين الآخرين.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا قد توصلتا مؤخراً إلى اتفاق على
"خارطة طريق" حول مدينة منبج شرق حلب، يقضي بخروج وحدات الحماية الكردية
من المدينة وتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة.