توسعت الصحافة
الإسرائيلية في الحديث عن ظاهرة نشطاء المقاطعة الذين تواصل إسرائيل طردهم فور
وصولهم إلى مطار بن غوريون، وآخرهم الناشطة اليهودية الأمريكية أريئيل غولد التي
طردت يوم أمس من إسرائيل قادمة من الولايات المتحدة.
فقد ذكر غلعاد تسفيك
في موقع ميدا أن "غولد وهي من ولاية نيويورك، عضوة في عدة منظمات تابعة لحركة
المقاطعة العالمية بي دي إس، وخاضت في السابق مواجهات عنيفة مع قوات الأمن
الإسرائيلية، وتم اعتقالها في إثر ذلك، وهي من أكثر النشطاء عداء لإسرائيل، وتصفها
بأنها دولة عنصرية، وتتهم الصهاينة بأنهم يرتكبون جرائم حرب، وهي تعلم أطفالها أن
الحركة الصهيونية تنفذ جرائمها انطلاقا من اعتبارات التطهير العرقي".
جرائم ضد الفلسطينيين
وأضاف في تقرير مطول
ترجمته "
عربي21" أن "غولد زارت قبل ثلاث سنوات إسرائيل في إطار
فعاليات المنظمة اليسارية "كود فينك"، وقامت بزيارة حائط البراق، ورفعت
يافطات معادية لإسرائيل، ودعت لمقاطعة إسرائيل، كما اعتقلها الجيش الإسرائيلي عقب
مشاركتها في مظاهرات بقرية بلعين الفلسطينية بالضفة الغربية".
وأوضح أن "زيارة
غولد الأخيرة إلى إسرائيل جاءت عقب تقديمها طلبا للسلطات الإسرائيلية بأنها قادمة
لدراسة الديانة اليهودية في الجامعة العبرية، لكنها فور وصولها لمطار بن غوريون تم
استجوابها على الفور من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي قررت حرمانها من
الدخول، ورفض الموافقة على دراستها في الجامعة".
غولد فور طردها من
مطار بن غوريون، "دعت أنصارها للتوقيع على عريضة ضد هذه الخطوة الإسرائيلية،
متهمة وزيري الداخلية أرييه درعي والأمن الداخلي غلعاد أردان بأنهما قاما بذلك
لأنها تدافع عن حقوق الفلسطينيين، وتدعو لحمايتهم من الجرائم ضد الإنسانية التي
تنفذها إسرائيل ضدهم".
يقول الكاتب أن معاداة
إسرائيل لا تقتصر على غولد فقط، بل إن "ابنتها تبث مزاعم معادية عن إسرائيل،
ومنها أن خط السكة الحديد في القدس لا يخدم سكان شرقي المدينة من الفلسطينيين،
ووصفت الاتهامات الإسرائيلية المحرضة على مناهج التعليم الفلسطينية بأنها أكاذيب
صهيونية، كما شارك ابناها في مظاهرات ضد قوات الأمن الإسرائيلية".
ويواصل التقرير أن
غولد لم تكتف بذلك، "بل نظمت قبل ثلاث سنوات لقاء بين عدد من التلاميذ
والطلاب الأمريكيين اليهود مع باسم التميمي، والد الطفلة عهد، الذي تحدث عن كونه
مقاتلا من أجل الحرية، ودافعت عنه غولد، وشبهته بالناشط الحقوقي الأمريكي مارتن
لوثر كنغ، المعروف بمعارضته للعنف، وفي أعقاب هذه المحاضرة تم حرمان التميمي من
الحصول على تأشيرة الدخول للولايات المتحدة، ووصفت غولد الإجراء الأمريكي بأنه
محاولة لإخراس الصوت الفلسطيني".
هجمات السكاكين
فضلا عن ذلك، فقد
"التقت غولد مع عائلة التميمي في عدة مناسبات لدى زياراتها العديدة للضفة
الغربية، ودأبت على إصدار تصريحات ومنشورات مؤيدة لعهد التميمي في شبكات التواصل،
ولم تتردد بالإساءة لضحايا المحرقة النازية ضد اليهود، وقبل أربع سنوات نشرت يافطة
كتب عليها "أوقفوا المحرقة في غزة".
يقول
الموقع
الإسرائيلي أن "غولد عضوة في منظم "صوت يهودي من أجل السلام JVP" التي تتضمنها
القائمة السوداء لوزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية، وتعتبرها من أكثر
المنظمات عداء لإسرائيل، لأنها تتهمها بتنفيذ حملات تطهير عرقي ضد الفلسطينيين،
واستضافت الفدائية الفلسطينية رسمية عودة التي قتلت عددا من الإسرائيليين في هجوم
مسلح بالقدس عام 1969، وتعلن المنظمة دعمها للجيل الجديد من المسلحين الفلسطينيين،
لاسيما منفذي هجمات السكاكين، واعتبرتها جزء من المقاومة الفلسطينية الشعبية".
كما أن "أليس
روتشيلد العضوة البارزة في هذه المنظمة لم تتوانى في تعميم الشعارات التي تصدرها
حماس مثل "الأقصى في خطر"، ويجب الدفاع عنه".
وختم التقرير في
استعراض ما وصفه السجل الأسود للناشطة غولد بالإشارة إلى أنه "قبل عامين تم
توقيفها لدى محاولتها اقتحام القاعة التي تعقد فيها المنظمة الأمريكية المؤيدة لليهود
الإيباك مؤتمرها السنوي، ومنع المدعوين من دخول المكان، وقالت أنها كأم يهودية ترى
أن
الاحتلال الإسرائيلي لا يمثل القيم اليهودية، وطالبت الولايات المتحدة بوقف
تمويل المذبحة الجارية في غزة".
كما كانت "غولد
ضمن الحملة العالمية التي دعت الولايات المتحدة والدول الأوروبية بعدم الانسحاب من
الاتفاق النووي مع إيران، وطالبت في مناسبة أخرى منع دخول بعض الأشخاص لحضور خطاب
الرئيس دونالد ترمب خلال حملته الانتخابية لأن خطابه يبث كراهية وعنصرية".
يشاي فريدمان الكاتب
بصحيفة
مكور ريشون سلط الضوء على منظمة Code Pink، التي تعتبر غولد عضوة فيها، وتعتبرها
إسرائيل من أكثر المنظمات عداء لها، وأشدها خطرا عليها، وتعمل اليوم في أنحاء
مختلفة في الولايات المتحدة.
اتهام الموساد
وأضاف في مقال ترجمته
"
عربي21" أنه "فور طرد غولد من مطار بن غوريون، عممت على شبكات
التواصل أن إسرائيل طردتها، وحظيت بتعاطف وتضامن العديد من المنظمات حول العالم،
مثل: كسر الصمت، كتلة السلام، ومدونين كبار على مستوى العالم، وعبر الكثير منهم عن
انزعاجهم من القرار الإسرائيلي الذي يمنع يهودية من دخول إسرائيل بسبب آرائها
النقدية ضدها، متسائلين: أين تذهب إسرائيل باليهود؟".
وزعم أن "هذه
المنظمة وغيرها من المنظمات المعادية لإسرائيل "تضم عددا كبيرا في الولايات
المتحدة من الصحافة العالمية والساسة الأمريكيين السابقين وممثلي هوليوود وغيرهم
من النشطاء الذين يصدرون تصريحات وخطابات ضد إسرائيل، ومنهم فاين ميدسين الذي طلب
من قرائه مقاطعة شبكة سي إن إن لأنها تستضيف رجال منظمة الإيباك، وهم في حقيقتهم
عملاء لجهاز الموساد، ويتحكمون في القناة، وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003
أصدر منشورات تتهم الموساد بقتل مئات العراقيين".
وأضاف أن "هناك
آرت أوليفير الذي يتهم الموساد بالتورط بأحداث تفجير برجي التجارة العالمي في
نيويورك في 2001، وكيفين بارت الذي ينكر المحرقة النازية في أربعينات القرن الماضي
من النازيين ضد اليهود، ويتهم اليهود بالوقوف وراء أحداث سبتمبر 2001".
وأوضح المقال أن
"غولد التي طردتها إسرائيل أمس من مطار بن غوريون، سافرت لإيران عام 2014
للمشاركة في مؤتمر معادي للسامية وكارهي اليهود، وأجرت مقابلات مع الصحافة
الإيرانية، وهذه من أهم الأسباب التي تجعل هذه المنظمة الثالثة الأكثر عداء
لإسرائيل، وتمنع دخول أعضائها إليها، لأنها لا تتورع عن العمل مع منظمات تعلن
عداءها لإسرائيل والشعب اليهودي".