دعوات إسرائيلية لتصعيد الرد على غزة ووقف التسهيلات

تراجعت الدعوات الإسرائيلية المطالبة بتخفيف وطأة المأساة الإنسانية في قطاع غزة، مقابل زيادة وتيرة المطالبات بالرد على استمرار المسيرات، وإطلاق الطائرات الورقية المشتعلة.

ونقل موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين عن الجنرال عميرام ليفين القائد السابق للمنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أن "ظاهرة الطائرات الورقية يمكن حلها، والتخلص منها، بعد أن تتخلص الحكومة الإسرائيلية من القيود التي تضعها حول يديها، والتوقف عن العمل بطريقة غير حازمة، لأنها تبدو غير جادة في العمل لوقف هذه الظاهرة المتفاقمة في غلاف غزة".

وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "الحكومة الإسرائيلية لا تملك خططا واضحة للتعامل مع هذا التهديد، وتكتفي بالقول لمستوطني غلاف غزة بملء الفم: انتظروا قليلا، تحملوا بعض الوقت، لأننا منشغلون في الجبهة الشمالية، وبالتالي فإن المشكلة ليست عسكرية، وإنما في غياب خطة استراتيجية، وعدم تنفيذها، ما ورطنا مع إيران بفتح جبهة أمامها، في الوقت الذي قيدت فيه أيدينا للتعامل مع حماس في غزة".

الكاتب بصحيفة "إسرائيل اليوم" أريئيل كهانا قال إن "التعامل الإسرائيلي مع غزة ينبغي أن يكون عنوانه عدم التساهل ووقف تقديم المساعدات"، منتقدا التصريحات الصادرة عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حين دعا لاتخاذ خطوات للتخفيف عن غزة، وإعلان وزير الحرب أفيغدور ليبرمان الذي اتفق مع قبرص على إقامة ميناء لغزة، ومباحثات وزير الطاقة يوفال شتاينيتس مع البيت الأبيض لتطوير مشاريع الغاز قبالة غزة، وقبلهم جميعا الجهود التي يبذلها مستشارا الرئيس دونالد ترامب، جيسون غرينبلات وجاريد كوشنر، للبحث في خطط ومشاريع اقتصادية إنسانية خاصة بالقطاع.

اقرأ أيضا: فلسطينيون يدشنون حملة على "التواصل" لإسقاط "صفقة القرن"

وأضاف في مقال مطول ترجمته "عربي21" أن "كل ذلك يحصل في الوقت الذي تواصل فيه حماس السيطرة على القطاع، ولن تتوقف حربها ضد إسرائيل حتى لو عاشت غزة في رخاء اقتصادي، هكذا يخبرنا التاريخ، منذ أن انسحبنا من غزة في 2005 وحتى الحرب الأخيرة -الجرف الصامد- في 2014".

وأوضح أن "من يعتقد بأن تخفيف المعاناة الإنسانية عن سكان غزة سيخفف عداءهم تجاهنا مخطئ وواهم، لذلك يجب أن يتركز التفكير الإسرائيلي تجاه غزة في عدم التساهل والتخفيف، وإنما في استمرار الخنق حتى الانهيار، لا يجب وقف الضغط عن القطاع، العكس هو الصحيح، الحل في هذه الحالة ليس التسويات والصفقات، وإنما قطع رأس الأفعى في غزة".

الكاتب بصحيفة معاريف يوسي أحيمائير قال إن "الغزيين يواصلون إرباك الجيش الإسرائيلي في المسيرات التي يواصلونها والطائرات الورقية المشتعلة التي يطلقونها، رغم أنها لا توقع خسائر بشرية، لكن محظور الاستمرار بهذه اللعبة الخطيرة، لأنها تسفر عن إحراق حقول زراعية واسعة، فمنذ أكثر من شهر والمزارع الإسرائيلية تحترق، ويتحول اللون الأخضر إلى سجادة سوداء، وتتضرر الحيوانات في المحميات الطبيعية دون أن يكون هناك رد إسرائيلي حاسم يضع حدا لمرة واحدة وإلى الأبد لهذا النوع الجديد من العمليات المعادية".

وأضاف في تحليل ترجمته "عربي21" أنه "في كل يوم هناك عشرات الحرائق، بعد أن كان التهديد الجوي القادم من غزة هو عنوان المواجهة بين الجانبين منذ الانسحاب من غزة عبر القذائف الصاروخية وقذائف الهاون، ثم ظهر التهديد التحت-أرضي للأنفاق المتفجرة التي أنفقت عليها حماس موازنات مالية هائلة، واليوم تتجه الحركة إلى نوع جديد من الأسلحة وهي الطائرات الورقية".

وختم بالقول إن ذلك "يطرح أسئلة جوهرية حول توقيت نجاح إسرائيل في القضاء على السلاح الثالث الذي ابتدعته حماس ضد إسرائيل، بعد أن تحولت الطائرات من لعبة أطفال إلى سلاح خطير".

اقرأ أيضا: خطة إسرائيلية عربية مقترحة من 4 مراحل لحل "مشكلة غزة"