كشفت مصادر إعلامية كردية، عن بدء قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، بإنشاء مراكز رصد ومراقبة في مناطق شرق الفرات شمالي
سوريا بدعم سعودية، وذلك تمهيداً لانسحاب القوات الأمريكية.
وقال موقع "باسنيوز" الكردي، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على إنشاء (مراكز رصد ومراقبة) بدعم من دول عربية في مناطق شرق الفرات، بعد انسحابها من سوريا، بدعم من دول خليجية وعربية، وعلى رأسها المملكة العربية
السعودية.
وفي هذا الصدد، يرى عضو الائتلاف الوطني السوري السابق حسين البسيس، أن الولايات المتحدة في الوقت الحالي من أولوياتها تقزيم المشروع الإيراني في المنطقة وتفكيكه، والحد من تهديدات إيران لدول تعتير حليفة لأمريكا في الشرق الأوسط.
واعتبر في حديثه لـ"
عربي21"، أن إنشاء الولايات المتحدة مراكز رصد ومراقبة في شرق الفرات لمراقبة تحركات إيران والقوى الموالية لها في المنطقة يعطي انطباعا عن مدى قوة تحالفات أمريكا مع دول المنطقة، والضغط بقوة باتجاه تعديل اتفاقية الملف النووي وتحقيق مصالح أمريكا الحيوية في المنطقة
وأشار البسيس إلى أن المتتبع للتحركات السعودية في منطقة شرق الفرات وتحديدا بعد زيارة السبهان للمنطقة يرى أنه يبدو أن السعودية أصبح لديها أولويات لدعم إنشاء مراكز الرصد والمراقبة التي تعمل بمواجهة المشروع الإيراني الذي يمتد من طهران لبيروت مرورا بسوريا.
وأضاف أنه من المحتمل مستقبلا تواجد بعض القوات العربية فيما يسمى التحالف الإسلامي سيما وأن السعودية عموده الفقري، وبالتالي هذا يعتبر مقدمة لتواجدها في المنطقة ورسالة لبعض الدول الإقليمية المحيطة بسوريا.
من جهته، أوضح نائب رئيس التحالف الوطني لقوى الثورة في الحسكة محمود الماضي، أن إنشاء مراكز مراقبة ورصد في الشمال السوري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تمهيدا لانسحابها ليس جديدا فمنذ فترة أعلن عن دخول قوات عربية إلى المنطقة.
ويرى في حديثه لـ"
عربي21"، أنّ كلّ هذه الأمور تسير وفق تفاهمات دولية أمريكية تركية بالمرتبة الأولى لأنّ المنطقة الشرقية وخصوصا الجزيرة لا يمكن أن يسوّى أمرها بدون موافقة الدولة التركية ويبدو أنّ الصورة لم تتضح بعد.
ولفت الماضي إلى أن هناك مشروعا أمريكيا لحرس الحدود الذي أعلن عنه منذ بداية العام والذي تقوده ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية وكان محدودا ومقتصرا على منطقة المالكية في المثلث العراقي السوري التركي وهناك أخبار عن نيّة أمريكية لتعزيز هذا المشروع ورفده بقوات إضافية من المنطقة بدعم لوجستي سعودي إماراتي.
كما أكد أن إنشاء مراكز الرصد والمراقبة هي بالتأكيد ستكون باتفاق تركي أمريكي وليس عربيا وما تم الاتفاق عليه في منبج مؤخّرا بين الطرف الأمريكي والتركي لا يخرج عن هذا المشروع.
كما يعتقد الماضي أنّ كلّ محاولات التفاهم الدولية للخروج بتسوية لمنطقة الجزيرة تخصّ بالذات تصفية ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية وتفكيك منظومتها استجابة للمطلب التركي الذي لا يمكن أن تتجاهله أمريكا ومن ثمّ إيجاد مخرج لمحاولة النظام السوري بإعادة السيطرة على الجزيرة.