هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف باحثان عسكريان إسرائيليان عن وثيقة أعدها الجيش في نيسان/ أبريل الماضي، لتصنيف التهديدات المركزية أمام إسرائيل، وطبيعة التعامل معها، بما في ذلك إمكانية التواصل مع الدول العربية المعتدلة، وإمكانية اللجوء لإجراء تجنيد كامل لصفوف الاحتياط في الجيش.
وقال الباحثان إن "الجيش الإسرائيلي يتجهز
لحدوث بعض التغييرات الجوهرية في الشرق الأوسط، مع توفر حالة الجاهزية للتعاون
الإقليمية، وإمكانية نشوب أزمات في المنطقة".
تغيرات إقليمية
وأكد غابي سيفوني وغال فينكل في مقالهما المشترك
بموقع ويللا، وترجمته "عربي21" أن "الوثيقة الجديدة المعدلة للجيش
هي تحديث لوثيقة سابقة أصدرها عام 2015، التي شرحت طبيعة التفكير السائد داخل
صفوفه، وقد جرى على تلك الوثيقة المعنونة (استراتيجية الجيش الإسرائيلي)، تحسينات
وتطويرات خلال السنوات الماضية، لاسيما في ظل التغيرات الجوهرية التي شهدتها
المنطقة".
وأضاف سيفوني، وهو جنرال احتياط، ويعمل رئيس شعبة
الجيش والاستراتيجية في معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن
"من بين التغييرات التي طرأت على الوثيقة؛ التحول في الحديث من المواجهات
الإقليمية إلى التعاون الإقليمي، من خلال ظهور شبكة مصالح مشتركة مع عدد من الدول
العربية المعتدلة لمواجهة التهديدات المشتركة، وقد تم تحديد طريقتين محوريتين
للتعامل مع هذه التحديات الأمنية: الأولى هي الحسم أمام العدو، والثانية تصميم
طريقة لمنع توسيع رقعة المواجهات، بما في ذلك تطوير القوى البشرية العسكرية
الإسرائيلية النظامية والاحتياط".
اقرأ أيضا: المفاضلة الإسرائيلية تجاه غزة: حرب واسعة أو هدنة طويلة الأمد
وأكد الباحثان أن "الوثيقة حددت المحور الشيعي
باعتباره النطاق الأخطر في حال حدوث مواجهة عسكرية معه، وهو المكون من إيران،
مرورا بحزب الله، ووصولا للنظام السوري، وانتهاء بالمليشيات الشيعية الناشطة في
سوريا، بجانب النفوذ الإيراني المتزايد في أكثر من جبهة: لبنان، فلسطين، اليمن،
العراق".
واستدرك فنكل، وهو باحث إسرائيلي في الشؤون الأمنية
والاستخباراتية، بالقول إن "الساحة الفلسطينية ما زالت تشكل الجبهة الأكثر
ترجيحا لنشوب مواجهة عسكرية فيها، في ظل سيطرة حماس على غزة، وبجانبها عدد من
الفصائل المسلحة، فيما تسعى هذه القوى لتنشيط عملها في الضفة الغربية من خلال
عمليات منفردة، وهذه الجبهة الفلسطينية في كلا الساحتين: غزة والضفة، تحاربان
إسرائيل، وتسعيان للمس بحرية حركة جيشها، وجباية أثمان سياسية واقتصادية، وقانونية
منها".
قائمة الأعداء
التهديد الثالث كما تراه الوثيقة العسكرية للجيش
الإسرائيلي يتمثل في "التنظيمات الجهادية العالمية التي تعمل في كل أرجاء
العالم، ولا تتركز في إسرائيل، سواء العاملة على حدود سوريا، أم في سيناء المصرية، ما يشير لوجود رغبة مشتركة بين إسرائيل واللاعبين الإقليميين والدوليين لمواجهة
هذه الجماعات، ويشجع الجيش الإسرائيلي على التعاون مع نظرائه في المنطقة والعالم
لتحقيق ذلك".
الباحثان يتحدثان عن أنه "مقابل كل هذه المخاطر
تسعى إسرائيل للبحث عن قائمة المصالح المشتركة لتبديد أي آفاق باندلاع مواجهة
عسكرية، من خلال رفع مستوى التنسيق مع الدول البراغماتية والجماعات المعتدلة، بما
فيها الدول التي تعقد معها اتفاقيات سلام، واستغلال حاجتها للتنسيق المشترك مع إسرائيل
لتقوية قدرتها على مواجهة التهديدات المختلفة".
وقالا إن "أحد الطرق المتبعة في هذه الوثيقة
تتركز على الحسم العسكري الإسرائيلي في حال اندلاع أي مواجهة عسكرية كبيرة
وجوهرية، بحيث تصل إسرائيل إلى حالة يفقد فيها العدو، الرغبة والقدرة معا، للعمل
ضدها، والطريقة الثانية هي زيادة تأثير إسرائيل لإحباط أي تهديدات متوقعة، بحيث
يتم ردع أطرافها، وإبعاد شبح أي مواجهات واسعة ظاهرة في الأفق، وحين تقرر إسرائيل
خوض مواجهة عسكرية تكون في الظروف الأكثر راحة لها".
اقرأ أيضا: ترحيب إسرائيلي بسعي روسيا لإبعاد إيران عن الجنوب السوري
وأكدت الوثيقة أن "الطريقة المتبعة في معظم
الأحيان لدى الجيش في السنوات الأخيرة، تتمثل بانتهاج استراتيجية المعركة بين
الحروب، بما فيها تنفيذ العمليات العسكرية المحدودة، وخير دليل على ذلك استهداف
القواعد العسكرية الإيرانية وضرب منظومات الدفاع الجوي في سوريا الشهر الماضي".
الوثيقة العسكرية الإسرائيلية رأت أن "كل ذلك يتطلب
تطوير القدرات العسكرية البشرية للجيش، لاسيما سلاح المشاة، والاستعداد لوضع طارئ
يتم فيه استدعاء جيش الاحتياط كله دفعة واحدة، رغم أن الطريق لوصول هذه الحالة ما
زالت بعيدة، لكن الفرضية في حد ذاتها مهمة للوصول بالجيش لحالة من الجاهزية
الكاملة، وتحقيق شعار (جيش الشعب)".