هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "تقدم العلاقات المصرية الإسرائيلية في جميع المجالات، لم تشمل بعد الصحفيين المصريين، لأنهم ما زالوا يقاطعون إسرائيل، رغم حضور عدد منهم في احتفالات السفارة الإسرائيلية في القاهرة لإحياء الذكرى السبعين لإقامة إسرائيل".
وأضاف
تسفي بارئيل خبير الشؤون العربية بمقاله في صحيفة هآرتس، وترجمته "عربي21" أن "حضور عدد من الصحفيين
المصريين لاحتفال السفارة الإسرائيلية في فندق ريتش كارلتون بالقاهرة، ما زال يشغل شبكات
التواصل الاجتماعي في مصر، مع العلم أن مثل هذا الاحتفال ليس جديدا، وقد عرف من
مهام السفارة إلى أن اندلعت ثورات الربيع العربي، لكن معظم الصحفيين المصريين
الذين كانوا يدعون لهذه الاحتفالات، إن لم يكونوا جميعهم، دأبوا على رفض المشاركة،
وتفضيل عدم الذهاب، لكنه قبل سبع سنوات حين اندلعت الثورة المصرية واقتحام السفارة
الإسرائيلية في القاهرة، توقفت السفارة عن تنظيم هذه الاحتفالات".
وأشار
بارئيل الذي يمتلك شبكة علاقات واسعة مع الأوساط السياسية المصرية، أن "مشاركة
أي من الصحفيين المصريين في احتفالات السفارة الإسرائيلية كان يعتبر جريمة خطيرة،
لأنه يعارض الحظر المطلق لأي تطبيع مع إسرائيل، الذي أقرته نقابة الصحفيين
المصريين أوائل ثمانينيات القرن الماضي، عقب التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد، وفجأة
استبدلت مقاطعة هذه الاحتفالات باعتبارها مخاطرة كبيرة، وليس جريمة محظورة".
ونقلت
الصحيفة عن محمد سعد عبد الحفيظ عضو نقابة الصحفيين المصريين قوله، إن "مشاركة
أي من الصحفيين المصريين في احتفالات الكيان الصهيوني، هي مخالفة لقرار النقابة
الذي يحظر أي تطبيع، سواء جاء حضوره مهنيا أو شخصيا".
ويوضح
الكاتب أن "الأمر في الأوساط الصحفية المصري تعدى حظر الاتصال بالإسرائيليين ليصل
حد التهديد، حيث يتم استدعاء أي صحفي يشارك في الاحتفالات الإسرائيلية، وسبق أن تم
طرد أحد الصحفيين المصريين من النقابة، وسحبت عضويته، رغم أن إكرام يوسف الصحفية المصرية، تفاخرت بعلاقتها الودية مع الملحق الصحفي في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة".
الصحفي
البارز إلهامي المرغني قال إننا "يجب أن نقاطع فندق ريتش كارلتون نفسه الذي استضاف
هذا الاحتفال الإسرائيلي، ورغم أن النظام المصري الموقع على اتفاق سلام مع إسرائيل،
ولا يهمه سوى إرضاء ترمب وإسرائيل، لكننا يجب أن نقاطع كل الشركات المصرية، ورجال
الأكاديميا، وغيرهم، ممن يتعاونون مع إسرائيل، وعلينا نشر أسمائهم ضمن قائمة المطبعين".
بارئيل
قال إن "من يتحدث من الإسرائيليين بسعادة عن التعاون والتنسيق بين الجيشين الإسرائيلي
والمصري، والاتصال الدائم بين عبد الفتاح السيسي وبنيامين نتنياهو، وحربهما
المشتركة ضد الجماعات المسلحة، يجب عليه أن يهدأ، ويأخذ نفسا طويلا، فكل ذلك لم
تصل آثاره للصحفيين المصريين بعد، ونظرتهم المعادية لإسرائيل، لأن مقاطعتها بنظرهم
ما زالت جزءا لا ينفصل عن النظرة القومية لغالبيتهم".
وأوضحت
الصحيفة الإسرائيلية أن "الصحفي المخضرم القديم مكرم محمد أحمد رئيس المجلس
الأعلى لتنظيم الإعلام يدعم السلام مع إسرائيل، ودأب على إجراء لقاءات عديدة من
نظرائه الإسرائيليين، قال لهآرتس في لقاء سابق حين كان رئيسا لتحرير صحيفة المصور، إن قرار منع الصحفيين المصريين من زيارة إسرائيل ولقاء صحفيين إسرائيليين يمس
بحرية الصحافة، لكنه اليوم حين تولى رئاسة هذا المجلس قال لهآرتس إنني اليوم في
موقع آخر، يتطلب مني الدفاع عن استقلال الصحافة، بما فيها عدم تطبيع العلاقات مع إسرائيل".
وختم
الكاتب مقاله بالقول إن "فترة السيسي الحالية تشهد أجواء من قمع الصحافة،
ومستويات متقدمة من الرقابة الخطيرة التي يفرضها نظامه على الصحفيين، حتى إن هذا
المجلس الإعلامي أغلق أكثر من ثلاثين موقعا إخباريا على شبكة الإنترنيت، من بين
خمسمائة موقع تم إغلاقها بأوامر من الحكومة المصرية، وهناك 21 صحفيا مصريا خلف
القضبان، والعشرات منهم تم استدعاؤهم للتحقيقات الأمنية، وبعضهم تم منعه من
الكتابة الصحفية في وسائل الإعلام المصرية".