هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد القيادي الإخواني السابق وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، كمال الهلباوي، أن تصريحات وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بشأن عدم وجود أي توجه للمصالحة مع جماعة الإخوان لن تثنيه عن المضي قدما في مبادرته التي أطلقها عبر "عربي21" منذ نحو شهر، والتي "تهدف لمحاولة إنهاء الأزمة المصرية وأزمات الأمة لم ولن تتوقف".
وقال، في تصريح خاص لـ"عربي21"، :" مع احترامي الكامل للوزير سامح شكري، إلا أنه لا يقرر سياسة مصر وخصوصا الأمن القومي، بل إنه يردد ما يقوله أصحاب القرار، ولو قال أصحاب القرار شيئا آخرا عكس ذلك اليوم أو غدا، سيردده الوزير سامح شكري".
وأضاف "الهلباوي":" للأسف انتهت الفترة التي كان يستقيل فيها وزراء خارجية مصر، عندما كانت لا تعجبهم السياسة الخارجية كما حدث مع إسماعيل فهمي، ومحمد إبراهيم كامل، وغيرهما".
ونوه إلى أن "التصريحات أو المواقف التي يتم إعلانها في وسائل الإعلام ليست بالضرورة أن تكون معبرة بحق عن المواقف الحقيقية، بل إن بعض تلك التصريحات يتم توظيفها واستخدامها في الصراع الدائم من قبل أطراف الأزمة، إلا أنه أحيانا تكون الحقائق مختلفة تماما عن هذه التصريحات الإعلامية التي قد يكون لها مآرب أخرى بعيدا عن حقيقة المواقف".
وأضاف: "مبادرتي لم تكن قصرا على الإخوان أو السلطة في مصر فقط، ولكنها مبادرة تهدف للسلم المجتمعي في الأمة كلها، بدءا بمصر باعتبارها أكبر دولة عربية وأيضا بالإخوان باعتبارها تمثل الآن مشكلة كبيرة".
اقرأ أيضا: وزير الخارجية المصري: لا نية للتصالح مع "الإخوان"
وذكر أن مبادرته تشير إلى "ضرورة اتخاذ الحوار منهجا بدلا من الصراع، وتوضح العدو الحقيقي للأمة بدلا من العدو المتوهم في هذه الظروف الصعبة، وتوجيه الطاقات بدلا من الصراع إلى بناء مستقبل يليق بالأمة، وهذا ما لا يرفضه عاقل في فصيل أو بلد".
واستطرد "الهلباوي" قائلا: "هناك صلح في مصر مع إسرائيل التي استباحت دماء المصريين أكثر من مرة، فكيف يتفق هذا مع كلام شكري الذي قال إنه لا صلح مع من استباح دماء المصريين".
وأضاف: "كما حدث حوار وصلح أيضا مع الجماعة الإسلامية والجهاد في فترة التسعينيات وما بعدها رغم أنهم كانوا يرفعون السلاح في وجه الدولة، ونحن نرى الآن منهم عناصر عظيمة جدا ترفض العنف حاليا مثل ناجح إبراهيم وكرم زهدي وغيرهما الكثير".
وتابع: "شكري قال كلاما مهما مفاده أن مصر لكل المصريين طالما التزموا بالقانون، وأنا هنا في المبادرة أتحدث عن الذين لم يرتكبوا أي جريمة من تلك الجرائم التي أشار إليها، والذين هم ملتزمون بالقانون ولم يرفعوا سلاحا، ومن هؤلاء آلاف من الشباب المعتقلين حاليا دون وجه حق، والذين كانوا ضد دخول الإخوان للسلطة".
وأردف: "أوافق سامح شكري بقوله إنه لا مصالحة مع من لا يلتزم بالقانون والدستور ويصر على استباحة الدماء ورفع السلاح في وجه أبناء وطنه، ولكن الضرورة تقتضي الحوار مع الجميع للإصلاح لأهمية الحوار وليس فقط بين الإخوان والسلطة، ولا يعرف قيمة هذا الحوار إلا العلماء، ويقوم به هؤلاء العلماء وليس السياسيين أو رجال الأمن، وهذا ما أنادي به في مبادرتي".
واستشهد عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان بالصراع السابق في دولة الجزائر في بداية التسعينيات الذي حصد آلاف الأرواح، ثم استقرت الجزائر فيما بعد، لافتا إلى أن هناك دول عربية وأخرى غربية شهدت صراعا مماثلا انتهى بوفاق وصلح بين المتصارعين.
وتحسّر "الهلباوي" على الطاقات الضائعة في هذا الصراع سواء البشرية أو المادية، مُعبّرا عن أمله في الحفاظ على هذه الطاقات للصراع القادم مع العدو الحقيقي، في إشارة إلى إسرائيل.
وشدّد على أن مبادرته "مستمرة وستمضي قدما في طريقها للأمام حتى يسود السلم المجتمعي في مصر وغيرها من بلاد الأمة العربية والإسلامية"، مضيفا: "لن تثنينا تصريحات شكري أو غيرها عن طريق الإصلاح، وعن القضاء على الصراع والإرهاب والتخلف والفساد، والسعي لبناء مستقبل يليق بمصر والأمة".
اقرأ أيضا: الهلباوي يطلق مبادرة جديدة لإنهاء أزمة مصر.. هذه تفاصيلها
وأوضح "الهلباوي" أنه "بالتأكيد هناك في مصر عقلاء كثيرون سواء داخل المؤسسات السيادية أو غيرها، وأنا متأكد 100% أن هؤلاء العقلاء يهمهم إخراج مصر من الصراع والقضاء على الإرهاب، وألا تتخلف أكثر مما هي عليه، كما يهمهم القضاء على الفساد، وهذا ما تأتي به المبادرة التي تتجه إلى العقلاء والحكماء في الأمة".