هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة إسرائيلية الجمعة، إن "السلطات الإيرانية تنشغل في الوقت الحالي في تداعيات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاتفاق النووي، على حساب جهودها في التمركز العسكري في سوريا".
وأوضحت صحيفة "هآرتس" في مقال للكاتب الإسرائيلي عاموس
هرئيل، أن "الساحة الإيرانية تقاطع فيها الأسبوع الماضي عمليتان منفصلتان،
الأولى خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، والثانية تبادل الضربات بينها
وبين إسرائيل في سوريا".
وذكرت أن "جهاز الأمن الإسرائيلي يلخص الأحداث
بوجود شعور بالرضى إسرائيليا، في ظل إحباط الهجوم المضاد الإيراني، وقصف أهداف
الحرس الثوري في سوريا".
وتوقعت الصحيفة الإسرائيلية أن تغير إيران من
سياستها في سوريا، مبينة أن "كل عملية جديدة سينظر إليها حسب تأثيرها المحتمل
على الأزمة النووية"، معتبرة في الوقت ذاته أن "إعلان ترامب جاء في وقت
حساس بالنسبة للنظام الإيراني، في ظل زيادة البطالة وارتفاع التضخم ومظاهرات
الاحتجاج الداخلية، إلى جانب الخوف من عقوبات دولية جديدة ستلغي صفقات كبيرة وقعت
بعد اتفاق 2015".
وأكدت أن "قائد الحرس الثوري الإيراني لا يزال
يحظى بمكانة نجم في إيران، بحسب استطلاع أجري مؤخرا، وهو الرجل المحبوب أكثر في
الدولة"، مشددة على أن "خطواته في سوريا لم تكن نزوة، بل جزء من
استراتيجية بعيدة المدى، حظيت بدعم الزعيم الروحي علي خامنئي".
اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: واجبنا الاستعداد لصراع طويل ومركب في سوريا
وأشارت إلى أن "حرس الثورة يحظى الآن بـ40 في
المئة من ميزانية الدفاع في إيران، والدولة تستثمر تقريبا مليار دولار في السنة في
المساعدة العسكرية لشركائها في الشرق الأوسط، حزب الله في لبنان، ونظام الأسد في
سوريا، والحوثيين في اليمين، وبدرجة أقل حماس والجهاد الإسلامي في غزة".
ورأت أن "سلسلة العمليات الإسرائيلية لن توقف عمليات إيران في سوريا إلى الأبد"، مضيفة أنها "ستجعل إيران تأخذ فترة
زمنية أكبر للتفكير والتخطيط من جديد".
وتابعت الصحيفة قولها إن "تقديرات الجيش
الإسرائيلي بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق، أن إيران ستقدم تنازلات مهمة في
اتفاق جديد"، مستدركة قولها: "لكن سلسلة الهجمات على المواقع العسكرية
الإيرانية في سرويا، من شأنها أن تضبط سليماني قبل أن يدهور المنطقة، ويعرض إنجازات نظام الأسد الداخلية للخطر".
وشددت على أن "الرسائل التي أرسلتها موسكو مؤخرا
باستقبالها نتنياهو عشية الهجوم الأخير في سوريا، إضافة إلى التصريح المفاجئ لنائب
وزير الخارجية الروسي حول الحاجة إلى إعادة فحص الاتفاق النووي؛ لم تغب عن عيون
طهران، ولكنها تسمع كاتجاهات إيجابية للتطورات".