توقفت صحيفة
إسرائيلية، عند مشهد "التناقض" الذي بث الاثنين على القنوات التلفزيونية المختلفة، ففي الوقت الذي كانت تحتفل فيه "إسرائيل" والولايات المتحدة بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة
القدس المحتلة، كانت هناك مشاهد قتل الفلسطينيين في
غزة على يد قناصة الجيش الإسرائيلي.
مشاهد متناقضة
ورأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير أعده الكاتب والمعلق الإسرائيلي المعروف، حيمي شليف، أن ما بث من مشاهد "التناقض المطلق على الشاشات؛ بين احتفال إسرائيل في القدس، وبين الدماء والنار على الفلسطينيين في غزة، جدير بالافتتاحية الخالدة لكتاب "بين مدينتين" لتشارلز ديكنز".
وأكدت الصحيفة، أن "عشرات القتلى ومئات المصابين على حدود قطاع غزة أفشلوا عرض بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب في القدس".
ولفتت أنه "كلما زاد عدد المصابين؛ ظهرت الجماعة التي اجتمعت في مبنى السفارة الأمريكية الجديدة في حي أرنونا بالقدس كغريبة، وعديمة الرحمة في الأساس".
وتابعت: "كلما زادت التقارير والتغريدات عن اليوم الدموي في القطاع، وهو اليوم الأقسى منذ حرب 2014؛ كلما تبلورت المزاعم بأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، يمكن أن يساعد في تحقيق السلام بشكل مدهش"، وفق الصحيفة التي أوضحت أن هذا "ادعاء مثير للتهكم ومضحك في الأساس".
واعتبرت الصحيفة العبرية، أن "إسرائيل" تعرضت لـ"ضربة إعلامية قاضية، والسبب؛ أنه من جهة يقف جيش مسلح من قمة الرأس حتى أخمص القدمين، وفي الجهة الأخرى؛ جمهور مسلح بالطائرات الورقية والحجارة"، مؤكدة أن هذا "العدد الكبير من القتلى وأضعافه من الجرحى، لن تساعد معه ادعاءات وسائل الإعلام الأكثر ذكاء".
حلف المتطرفين
وقالت: "نحن نقول لأنفسنا إن الأمر يتعلق بحركة حماس التي تسيطر على منطقة انسحبت منها إسرائيل، لكن الرأي العام العالمي يرى فقط القوي مقابل الضعيف، والمحتل مقابل الواقع تحت الاحتلال، وإسرائيل التي لا ترحم مقابل فلسطينيين لا أمل لهم".
وفي سياق حديثها عن الاحتفال الإسرائيلي الأمريكي أمس بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، نبهت "هآرتس"، أنه "أظهر بمضمونه وبالمشاركين فيه؛ أن الرأي العام العالمي بالنسبة لنتنياهو وقادة إسرائيل، غير مهم".
وتابعت: "يوجد لإسرائيل (نتنياهو) ملك واحد هو ترامب، والذي حظي من مؤيديه بلقب "الملك المخلص"، مثل قورش الكبير في حينه، والذي منه سيأتي الخلاص"، وفق ما ذكرته الصحيفة العبرية.
وأشارت إلى أن "مشاركة الواعظيْن الإنجيلييْن في الاحتفال؛ جون هايغو وروبرت جيفرس، أظهرت حجم الانتصار وقوة سيطرة الأصوليين المسيحانيين الذين يتوقون لنهاية العالم، على العلاقة المدهشة بين تل أبيب وواشنطن".
وذكرت "هآرتس"، أن "هايغو وصف هتلر ذات مرة بالصياد الذي أرسله الله، كما تنبأ جيفرس بإرسال اليهود الذين سيرفضون اعتناق المسيحية إلى جهنم"، مضيفة: "لكن في عهد نتنياهو ترامب؛ فإن الكراهية الدينية لليهود، باطلة إزاء التأييد الكبير لسياسة الحكومة الاستيطانية".
وفي نهاية تقريرها، خلصت الصحيفة العبرية، إلى أن "الكراهية المشتركة للإسلام، هي الصمغ الذي يربط الآن حلف المتطرفين (في إسرائيل والولايات المتحدة)".