هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس، قيادة القوات المسلحة المغربية، إلى "التركيز النوعي" في تكوين أفراد الجيش المغربي، بحثا عن "الكفاءة والتميز".
وقال الملك القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الأمر اليومي الصادر الاثنين 14 أيار/ مايو الجاري، بمناسبة الذكرى 62 لتأسيس الجيش المغربي: "حرصا على تسخير كل الإمكانات اللازمة والموارد المادية والبشرية الضرورية للرفع من مستوى تجهيزاتكم العسكرية وصقل كفاءاتكم وقدراتكم المعرفية، وفق رؤية مندمجة ومتكاملة في بلورة خططها وغاياتها".
وتابع الملك: "حفاظا لجيشنا على وتيرة متنامية تدعم طاقاته البشرية وتضمن تحديث بنياته التحتية وتجهيزها بالمعدات والخدمات التقنية المطلوبة".
وزاد: "أصدرنا أوامرنا بإعداد وتنفيذ هذه المناهج والخطط، بالتركيز النوعي الذي ينشد ملاءمة برامج التكوين والتدريب في كافة مجالات الأمن والدفاع، ويراعي التكامل التام مع ما يوافق خصوصياتنا الوطنية وتقاليدنا العسكرية، وما تقتضيه مواجهة التحديات الراهنة من مستلزمات الكفاءة والتميز، لإعداد وتأهيل العنصر البشري، المتشبث بقيمه الوطنية والدينية الأصيلة، والمدرك لتاريخه العسكري العريق الحافل بالأمجاد والبطولات".
وأشد الملك بـ"الضباط وضباط الصف والجنود"، قائلا: "إن شعوركم بالفخر والشرف بالانتماء لجيشنا الباسل، المتأهب على الدوام لخدمة الوطن والمواطنين، لا يضاهيه سوى تجندكم المستمر للدفاع عن وحدتنا الترابية، والذود عن حدودنا البرية والجوية والبحرية، ومشاركتكم المتميزة في تنفيذ المخططات الأمنية المشتركة، فضلا عن مساهماتكم القيمة في مختلف أشكال العمل التضامني الوطني، وإننا لنغتنم هذه المناسبة لنعبر لكم جميعا، رجالا ونساء، عن تقديرنا الأبوي لما تقدمونه من تضحيات ولما تبذلونه من جهد ومثابرة".
كما أثنى على تدخلاتهم الإنسانية، "ولا يفوتنا في سياق أدائكم للواجب بتفان، أن نشيد بمجهودات وحدات الإنقاذ والإغاثة التابعة لقواتنا المسلحة الملكية والدرك الملكي. فقد تعبأت إلى جانب كل المتدخلين والفاعلين المختصين، بوسائل التدخل السريع جوا وبرا، من أجل فك العزلة، خصوصا عن المناطق النائية والجبلية، وتقديم المساعدات بما فيها الخدمات الطبية المتعددة التخصصات من لدن المستشفيين الميدانيين العسكريين، اللذين أصدرنا أوامرنا السامية بنشرهما في كل من منطقة تنغير وشيشاوة، لمواجهة مضاعفات التقلبات المناخية".
وأشار إلى التعاون العسكري الأفريقي، مسجلا أن "من نتائج هذا التعاون المثمر الثنائي أو متعدد الأطراف ما يقدمه بلدنا من تسهيلات ومساعدات لأشقائنا الأفارقة من أجل استقبال أفراد قواتهم المسلحة داخل المدارس والمعاهد العسكرية المغربية، ليستفيدوا من فرص ومؤهلات تكويننا العسكري في جميع التخصصات على قدم المساواة مع أشقائهم المغاربة".
وأضاف: "ونسجل باعتزاز، المجهودات والتضحيات الجسام التي تقوم بها تجريدات قواتنا المسلحة الملكية المشاركة في عمليات حفظ الأمن والسلم في كل من جمهوريتي الكونغو الديمقراطية وإفريقيا الوسطى، وكذا مجهودات الطاقم الطبي العامل بالمستشفى العسكري بالزعتري، من أجل حماية المدنيين وتقديم العون والمساعدات الإنسانية لهم".
التوجيهات والأوامر الملكية تأتي شهرا بعد توتر غير مسبوق عرفته الحدود الجنوبية الشرقية للمغرب، بعد قيام مسلحي جبهة البوليساريو (تطالب بانفصال الصحراء) بتجاوز المنطقة العازلة بين الجانبين، حرك بعدها المغرب قوات ضخمة إلى الصحراء.
اقرأ أيضا: الخلفي: مستعدون للخيار العسكري ولا حل إلا بوجود الجزائر في مفاوضات البوليساريو
حديث العاهل المغربي عن التوجه الجديد للقوات المسلحة المغربية، جاء أياما بعد تقرير لمنظمة "غلوبال فاير باور" الأمريكية لتصنيف قدرات الجيوش حول العالم، حيث حلت القوات المسلحة الملكية في المرتبة السابعة في ترتيب أقوى الجيوش الأفريقية لعام 2018.
وتصدرت الترتيب كل من مصر والجزائر على التوالي، فيما حل الجيش الجنوب الأفريقي بالمركز الثالث، والجيش النيجيري في المركز الرابع، بينما حل الجيش الأنغولي بالمركز الخامس تبعه الجيش الإثيوبي بالمركز السادس.
اقرأ أيضا: تقرير أمريكي: مصر والجزائر في صدارة أقوى الجيوش بأفريقيا
وجاءت كل من السودان وليبيا بالمركزين الثامن والتاسع، بينما احتل الجيش التونسي المركز الحادي عشر والجيش الموريتاني المركز 30 بالقائمة الأفريقية التي شملت تقييم قدرات 34 جيشا بالقارة السمراء.