هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أبدت
وسائل الإعلام الإسرائيلية مزيدا من التغطية الواسعة لمآلات مسيرات العودة
الفلسطينية، التي تبلغ ذروتها الاثنين 14 أيار/ مايو، وسط مخاوفها من عدم امتلاك
الجيش والحكومة لحلول سحرية لهذه المسيرات، التي سيتخللها وصول آلاف الفلسطينيين
إلى خط الهدنة.
رون
بن يشاي، الخبير العسكري بصحيفة يديعوت أحرونوت، قال إن "الجيش الإسرائيلي
يتجهز لما وصفه "التسونامي البشري" الذي سيجتاح خط الهدنة شرق قطاع غزة؛ لأن هذا المشهد سينقل وضع غزة من كونه خطيرا ليصبح قابلا للاشتعال، ما سيجعل الأيام
القادمة مناسبة جيدة لمعرفة حجم جاهزية الجيش لمواجهة متوقعة في غزة، في ظل
الانتشار المكثف للجيش والشرطة، في وقت ستزداد فيه فرص الاحتكاك بين الجانبين".
وأضاف، في مقاله المطول الذي ترجمته "عربي21"، أنه
"بغرض تخفيف حدة الخسائر البشرية القادمة، فإن المهمة المفصلية القادمة للجيش
تتمثل في منع مئات وآلاف الفلسطينيين من اجتياز الحدود من غزة، ووصوله للتجمعات الاستيطانية في النقب الغربي، وفي
الضفة الغربية تزداد الجهود الأمنية لمنع تنفيذ عمليات مسلحة، وتسلل للمستوطنات،
رغم أن الضفة حتى اللحظة ما زالت تنعم بالهدوء، بفعل التنسيق الأمني مع السلطة
الفلسطينية، وربما تشهد القدس بعض التوترات الأمنية".
وأشار
إلى وجود "قناعة في أوساط الجيش بأن التجربة مع الفلسطينيين تفيد بأنه كلما
زاد عدد الخسائر البشرية فإن ذلك يشكل دافعا لزيادة المواجهات معهم، كما أن ارتفاع
أعداد القتلى الفلسطينيين ستتسبب بأضرار إعلامية ودعائية ودبلوماسية وقانونية
لإسرائيل؛ لأنه سيسفر عن عزلتها، وستجابه بمزيد من دعوات المقاطعة، وتقديم كبار
ضباطها للمحاكمات الدولية، وربما تبدأ تخرج دعوات لفرض عقوبات عليها من المجتمع
الدولي".
وأوضح
أن "الجيش يسعى لتعزيز قواته بصورة مكثفة على طول السياج الفاصل مع غزة، من
خلال توافد عشرات الوحدات، واللجوء لوسائل تقنية لتفريق المتظاهرين؛ لمنعهم من وصول
الجدار الحدودي، من خلال جنود تدربوا في قيادتي المنطقتين الجنوبية والوسطى على
تفريق الجموع الغاضبة".
وختم
بالقول إن "الجنرالات الكبار غادي آيزنكوت رئيس هيئة أركان الجيش، وروني
ألشيخ مفتش عام الشرطة، ورئيس جهاز الشاباك نداف أرغمان، وكبار الضباط تحت إمرتهم
يعملون في الميدان تحضيرا ليوم الاثنين، باعتباره اختبارا لإسرائيل في المجالين السياسي
والعسكري".
تال
ليف-رام، الكاتب العسكري في معاريف، قال إن "أحداث غزة الوشيكة خلال الساعات
القادمة تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن التصعيد الأمني بات أمامنا، وأن
الفلسطينيين يستعدون للمرحلة القادمة من المواجهة، التي يتوقع أن تكون أشد عنفا،
باعتبار أن الفلسطينيين لم يعد لديهم ما يخسرونه".
اقرأ أيضا: تنبؤات إسرائيلية لمسيرات العودة يوم 14 مايو.. وتخوفات
وأضاف، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، أنه
"تحضيرا لهذا اليوم الكبير، فقد توقفت الفصائل عن تنفيذ أي عمليات إطلاق قذائف
صاروخية وهجمات أخرى حول الجدار الفاصل، ما يعني أن هناك سيطرة شبه مطلقة لها على
ما يحصل، والسؤال اليوم لا يتعلق بكيفية انتهاء أحداث هذا الأسبوع، وإنما كيف
سيواصل الفلسطينيون مسيراتهم لاحقا، مع علمهم أن تأثيرها على إسرائيل والمجتمع
الدولي قد يتراجع بعد يوم غد الاثنين".
وأشار
إلى أن "وصول مسيرات الفلسطينيين لذروتها، الاثنين، يطرح على إسرائيل احتمالين
لا ثالث لهما: إما الذهاب نحو تصعيد ميداني مع غزة، أو الدخول في مفاوضات غير
مباشرة مع حماس؛ لإيجاد ترتيب سياسي يؤدي لهدوء إضافي، لا سيما أن الحركة تعتقد أن
الوضع في غزة ما زال يتصدر اهتمام المجتمع الدولي".
وختم
بالقول إنه "طالما أنه ليس هناك مؤشرات واضحة للدخول بهذه التسوية، فإن الجيش
يستعد للخيار الأكثر ترجيحا، وهو التصعيد العسكري الأمني أمام قطاع غزة، ليس
بالضرورة أن تطلق إسرائيل عمليتها العسكرية الواسعة خلال الساعات القادمة، لكن
الوضع سيبقى متصاعدا بصورة تدريجية خلال الأسابيع القادمة".
وألمح إلى أنه "بعد انتهاء مسيرات الاثنين قد يعود من جديد إطلاق القذائف الصاروخية، أو
إعطاء المسيرات الشعبية بعدا عسكريا معينا كوضع عبوات ناسفة على طول الجدار،
وإرسال خلايا مسلحة للمس بجنود الجيش الإسرائيلي على الجدار، وربما المس بالعائق
المادي الذي يجري العمل به لوقف مشروع الأنفاق".
جاكي
خوجي، الخبير الإسرائيلي بالشؤون العربية، قال في صحيفة معاريف إن "الوضع المتفجر في غزة لا بد أن
يتم حله من خلال عروض سياسية، وليس عمليات عسكرية؛ لأنه من بين الطائرات الورقية
المشتعلة وإطارات السيارات المحترقة تقف أمامنا وقائع قد تحصل في الساعات القادمة
تتمثل باجتياح بشري لآلاف الفلسطينيين نحو السياج الفاصل، كي يعملوا على إزالته".
وأضاف، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، أن "الجيش
ينتظر الفلسطينيين في الجانب الثاني من الحدود، وقد يعودون من جديد إلى غزة، لكن
ذلك سيجعل من اختراق الحدود أمرا قابلا للتحقق، ما يعني الدخول في مرحلة استنزاف
للجيش، لتصبح هذه المنطقة الحدودية ساحة للملاحقات الأمنية والعسكرية، فمن يريد العيش
بهذه الطريقة، ما يعني أن عدم ذهاب إسرائيل نحو إيجاد حلول لمشاكل غزة، فإن
الأخيرة ستلاحقها داخل حدودها".