هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرح اتصال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، باللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، تكهنات عدة حول دلالة التوقيت، وأهداف التواصل بعد أزمة مرض حفتر الأخيرة.
وبحث شويغو مع حفتر عبر جسر تلفزيوني، "قضايا الأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعلى وجه الخصوص، مكافحة الإرهاب الدولي وتسوية الأوضاع في ليبيا"، وفق بيان لوزارة الدفاع الروسية، الجمعة.
ويعد هذا أول تواصل بين موسكو وقائد القوات التابعة للبرلمان الليبي في طبرق، خليفة حفتر، بعد عودة الأخير من رحلة علاج "غامضة" في باريس.
قلق روسي
وخلال فترة غياب حفتر المثيرة للجدل، اكتفت الخارجية الروسية بالتعليق على مرضه بأنه "لم يصل لمرحلة حرجة، عبر تواصلها مع جهات رسمية في الشرق الليبي"، وفق ما صرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وقتها.
لكن رئيس مجموعة الاتصال الروسية الخاصة بالملف الليبي، ليف دينغوف، أكد أن "موسكو تابعت بقلق الأنباء عن الوضع الصحي لخليفة حفتر، فهو طرف من أطراف الصراع في ليبيا الذين تواصلت معهم روسيا، لكن فكرة الرهان على شخص واحد في ليبيا سخيفة"، وفق تعبيره.
وكان دينغوف، قد قال قبل مرض حفتر وغيابه، إن الأخير "يتوجه إلينا دائما لطلب المساعدة العسكرية، وفي مسألة التسليح، والتدريب العسكري، وهو يعول على روسيا كثيرا".
والأمر أثار تساؤلات عن دلالة التواصل الروسي مع حفتر، إن كان هناك صفقة جديدة، أم تأكيد على عودة قوة حفتر وسيطرته؟
"صفقة جديدة"
من جهته، رأى الكاتب والباحث الليبي، عزالدين عقيل، أن "موقف روسيا في ليبيا بالغ الغموض، وهي تتعامل بنظام الصفقات بدلا من استراتيجيات طويلة، وكون "الجيش" (قوات حفتر) بدأ يتحسن الآن فتح شهية موسكو للبحث عن صفقة جديدة لمشروعات إعمار سواء عسكرية أو مدنية".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "روسيا ربما كانت حاضرة في الاجتماعات والصفقات التي عقدها "حفتر" خلال فترة غيابه التي روجوا أنها بسبب المرض، لكن يبدو أنه كان في مخيم لتجهيز الخطوات المقبلة"، وفق توقعاته.
وتابع: "بالطبع كانت روسيا حاضرة مع فرنسا في تنظيم هذه الاجتماعات، وربما نرى قريبا تكتلا فرنسيا -روسيا في مواجهة تكتل بريطانيا وإيطاليا في ليبيا"، بحسب رأيه.
رسائل ودعم لحفتر
أما الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة، فقال: "أعتقد أنها رسالة واضحة من الروس للدول الكبرى التي تتعامل مع الملف الليبي بشكل مباشر وخاصة بريطانيا وأمريكا، لتقول: نحن هنا ولسنا في روسيا فقط"، مشيرا إلى أن هذه الدول "تتعامل بسياسة التفاهم على مناطق النفوذ".
وحول دلالة التواصل الروسي مع حفتر الآن، قال لـ"عربي21": "روسيا تؤكد تمسكها بحفتر ونهجه الواضح في محاربة الإرهاب".
اقرأ أيضا: عودة حفتر تربك خصومه.. غيابه كان خطة أم وعكة صحية؟
تواصل معنوي وشكلي
من جهته، أشار مدير منظمة "تبادل" الليبية (مستقلة)، إبراهيم الأصيفر، إلى أن "تواصل الدفاع الروسية مع حفتر أمر ليس بالجديد، وهو تواصل معنوي وشكلي لا أكثر، فالدور الروسي يكاد يكون محايدا في الأزمة الليبية، فلم تسجل أي حالة خرق من قبلها لقرار مجلس الأمن بشأن ليبيا".
وأضاف لـ"عربي21": "لكن حتى الآن يعد حفتر حليفا لروسيا، ودلالة الاتصال بعد غيابه غير المبرر لتؤكد موسكو أن الأخير لا يزال الرجل القوي الذي يمكنها الاعتماد عليه ودعمه".
حرب "درنة"
وأكد المحلل السياسي الليبي، محمد فؤاد، أن "روسيا ليست هي الداعم الرئيس لحفتر، لكن فرنسا ومصر والإمارات هي الداعمة الآن، وتبقى هناك الحرب المقبلة على مدينة درنة، واهتمام الروس بها، وكلها محاولات من موسكو للعب بالورقة الليبية"، وفق قوله.
اقرأ أيضا: ارتفاع خسائر قوات حفتر في "درنة".. ودعوات لحماية المدنيين
وتابع لـ"عربي21": "لكن يجب أن نؤكد أن صحة حفتر ليست على ما يرام، وأن أهم هدف من عودته هو ترتيب البيت الداخلي واختيار خليفة له بهدوء، وكل الأطراف الداعمة له تسعى اليوم في هذا الاتجاه ومحاولة إظهار أنه يسيطر على الوضع تماما".