هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تزايدت في الآونة الأخيرة عمليات الاغتيال التي طالت قيادات تنتمي لوحدات حماية الشعب الكردية، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، في شمال سوريا، وشمال شرقها، حيث كان آخرها استهداف القيادي في استخبارات "PYD"، هفال جودي آمد، إضافة إلى اغتيال مسؤول العلاقات العامة في "مجلس الرقة المدني" عمر علوش.
ويقول الصحافي الكردي "الآن حسن"، إنّ الاغتيالات التي حصلت في صفوف الحركة الكُرديّة، ومنها اغتيال عمر علوش، تأتي لخلق حالة من الترهيب في مناطق الشمال السوري، واستكمالا لسيطرة الجيش التركيّ وحلفائه من المعارضة السورية المسلحة على مدينة عفرين، في سبيل السيطرة على مناطق أخرى ضمن عملية "غصن الزيتون"، حيث أعلن أكثر من مسؤول تركي عن نيتهم التوجه إلى منبج، وكوباني/ عين العرب، وتل تمر، وصولا إلى القامشلي.
اقرأ أيضا: تركيا: سنتوجه لمنبج وربما نهاجم سنجار وجبل قنديل بأي وقت
ويعتقد، في حديث لـ"عربي21"، أن الاغتيالات هذه لم تحقق أهدافها إلى الآن، فصاحبة الكلمة الفصل في الخطوات التركيّة التالية هي الولايات المتحدة الأمريكيّة، المسيطرة على كل من منبج ومنطقة شرق نهر الفرات.
من جهته، قال عضو الأمانة العامة للتحالف الوطني لقوى الثورة في الحسكة، محمود الماضي، "إن تكرار ظاهرة الاغتيالات ضدّ قياديين في مليشيا الوحدات الكردية، مثل "فراشين" في الشدادي، و"هفال جودي" آمد في منطقة أبو راسين جنوب محافظة الحسكة، و"عمر علوش" و"إبراهيم السّلامة" في الرّقة، له دلالة واضحة على أنّ هذه المليشيات بعد أن انتهت مهمّتها راحت تصفّي بعضها بعضا".
واعتبر في حديث لـ"عربي21" أن "الوحدات الكردية تتبع نهج العصابات، التي من شأنها في كلّ زمان ومكان تصفية قيادتها، مثل النظام السوري صاحب التجارب السابقة بتصفية مسؤولين كبار في المخابرات والأمن وضبّاط برتب عالية عندما انتهت مهامهم، وبالتالي وجوب التّخلّص منهم ومن العمليّات والملفّات السّرّيّة التي يعرفونها، وهكذا هو حال مليشيا الوحدات الكردية".
ويعتقد أنه "حان الوقت لتتخلّص هذه المليشيا من بعض القياديين في صفوفها، الذين ارتكبت في عهدهم انتهاكات صارخة لمبادئ حقوق الإنسان في ريف القامشلي والحسكة والرّقة، فضلا عن الارتباطات مع الاستخبارات الأمريكية والدّولية فيما يخصّ العلاقة مع تنظيم الدولة وأسرار الصّفقات معها".
أما عضو مكتب العلاقات في تيار المستقبل، محمود نوح، فيرى أن "وحدات الحماية الكردية الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي المحسوب على حزب العمال الكردستاني يخضع لسيطرة قيادات من أكراد تركيا".
وقال لـ"عربي21"، إن وحدات الحماية الكردية تعدّ "من أهم التنظيمات العسكرية المخترقة من عدة دول مثل إيران والعراق وتركيا والنظام السوري وروسيا وأمريكا، وبالتالي فكل جهة تستخدم قيادات في هذه الوحدات لمصالحها الخاصة".
وأردف، "عندما تتكشف خيوط تلك الاختراقات تؤدي إلى تصفيات داخل هذه الوحدات، لافتا إلى عدة حالات تصفية وقعت في صفوف الوحدات الكردية، منها حالات علنية وأخرى سرية، حيث يتم تصوير عملية الاغتيال السري على أنه استشهاد، ويتم دفنه بمراسيم علنية، بينما الاغتيالات العلنية تنسب ضد جهة مجهولة".
اقرأ أيضا: بعد عفرين.. هل تلاشى حُلم أكراد سوريا بالحكم الذاتي؟
وفي الشأن ذاته، أكدت مصادر لـ"عربي21" هروب القيادي البارز في حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د"، عبد الله الحامدي، الملقب (دلكش)، من مناطق سيطرة "ب ي د" في الحسكة باتجاه تركيا.
وقال مدير موقع الخابور، إبراهيم الحبش، إن القيادي عبد الله الحامدي هرب مع ابنه إلى تركيا، بعد انشقاقه عن صفوف وحدات الحماية الكردية.
وأشار، في حديث لـ"عربي21"، إلى أن "الحامدي" شغل عدة مناصب في مليشيا وحدات الحماية الكردية، منها رئيس مفرزة "هيمو" في القامشلي، ويتهم بضلوعه في جرائم ضد الإنسانية، منها تهجير الأهالي من ناحيتي (تل براك و تل حميس) شمالي الحسكة، بالإضافة إلى نهب ممتلكاتهم.