هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت مجلة "إيكونوميست" إن التناقس السعودي الإماراتي يهدد بتفكك اليمن إلى "دويلات".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الدولتين الرئيستين في التحالف ضد الحوثيين تعملان على بناء حقائق على الأرض، من خلال السيطرة على المطارات والموانئ وحقول النفط والغاز الطبيعي، وإقامة قواعد عسكرية، كما تعمل الإمارات في جزيرة سقطرى، التي تحولت إلى قاعدة عسكرية إماراتية.
وتلاحظ المجلة التنافس في منطقة المهرة، التي يتحدث سكانها بلغة خاصة، وهي قريبة من الحدود مع عُمان، حيث تسيطر القوات السعودية على مطار الغيضة مركز المحافظة، فيما تقوم القوات الإماراتية بالإشراف على عمليات الإغاثة، التي كان يوزعها الهلال الأحمر الإماراتي.
وتقول المجلة إن "السلام والهدوء، اللذين كانت تعيش في ظلهما المهرة، كسرهما وصول الإماراتيين والسعوديين إلى المحافظة".
ويلفت التقرير إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية دخل اليمن بناء على طلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي طرده الحوثيون من العاصمة صنعاء عام 2014، مشيرة إلى أن التدخل لم يغير من سيطرة الحوثيين على العاصمة وخمس البلاد، فيما يسيطر التحالف والقوات الموالية له على بقية البلاد، و"كلما تعززت سيطرة هؤلاء على مناطقهم زادت فرص تفكك البلاد إلى مناطق تأثير ونفوذ".
وتفيد المجلة بأن الرياض تركز اهتمامها على خطوط التجارة البرية من المحيط الهندي، لافتة إلى أن أبوظبي تعمل من خلال استراتيجية أوسع، وهي السيطرة على الموانئ البحرية وطرق التجارة البحرية.
وينوه التقرير إلى أن السعوديين يعملون من مطار الغيضة، الذي سيطروا عليه في تشرين الثاني/ نوفمبر، وحصلوا على دعم شيوخ القبائل، من خلال توزيع الأسلحة والأموال والجوازات السعودية، مشيرا إلى قولهم إن الهدف هو منع عبور شحنات الأسلحة الإيرانية على الموانئ البحرية.
وتكشف المجلة عن أن السعوديين يقومون في سيئون إلى الغرب بتدريب القوات الموالية لهادي، ويعملون في الوقت ذاته مع نائب الرئيس علي محسن وحلفائه من حزب الإصلاح لإعادة بناء الجيش اليمني.
ويذكر التقرير أن الإمارات سيطرت على عدد من الموانئ اليمنية، المكلا وعدن ومخا، وتسيطر على محطة الغاز المسال الوحيدة في اليمن في منطقة بلحاف، الواقعة بين شبوة والمكلا، وعلى خط تصدير النفط في الشحر، منوها إلى أن جزيرة سقطرى تبدو بشكل متزايد مثل قاعدة عسكرية إماراتية، فيما تدير الإمارات قاعدتين عسكريتين في منطقة حضرموت، ودربت قواتها حوالي 25 ألف مقاتل.
وتورد المجلة نقلا عن محللين، قولهم إن سيطرة الإمارات على الموانئ اليمنية هي محاولة لتعزيز موقع ميناء جبل علي، من خلال تحويل خط الملاحة إليه.
وبحسب التقرير، فإن هناك من يرحب بالسعوديين والإماراتيين، حيث يقول المسؤول في حضرموت عبد الهادي التميمي: "انس الأفكار القديمة عن السيادة.. يمكن أن نستفيد كلنا من التجارة".
وتبين المجلة أن الإمارات تقوم بتمويل مستشفى جديد ومحطة توليد كهرباء للمنطقة، لافتة إلى أن المسؤولين في سيئون يثنون على قوة مكافحة الإرهاب التي دربها السعوديون لتعمل حاجزا ضد تنظيم القاعدة، ويقول السكان المحليون إن الجنود الذين دربهم الإماراتيون أكثر انضباطا من الجنود النظاميين، وأقل ابتزازا على نقاط التفتيش.
ويستدرك التقرير بأن هناك من يخشى أن يؤدي الزحف السعودي والإماراتي إلى خسارة السيطرة، في ضوء إدارة السعوديين والإماراتيين مراكز اعتقال منفصلة، و"عادة لا يطلعون المسؤولين المحليين عن خططهم".
وتقول المجلة إن المهربين في المهرة يشتكون من خسارة عملياتهم، لافتة إلى أن معظم سكان المهرة يتحدثون لغتهم السامية الخاصة، ويخشون من فرض الدول الخليجية عليهم اللغة العربية، بالإضافة إلى أن منح الجوازات يثير القلق من إمكانية ضم المناطق، ففي سقطرى يعيش 60 ألف يمني، أما المهرة فيعيش فيها 160 ألف نسمة.
ويوضح التقرير أن التوتر يزداد بين الجماعات الوكيلة المدعومة من السعوديين والإمارات، ففي الوقت الذي تعمل فيه السعودية على إعادة تأهيل جيش الشمال، بقيادة علي محسن، فإن الإمارات تقوم بتدريب جماعات جنوبية، ترغب بالانفصال عن الشمال، والعودة إلى سنوات ما قبل الوحدة عام 1990، مشيرا إلى أن الانفصاليين قاموا بالسيطرة على عدن الشهر الماضي، فيما يعتقد البعض أنها حركة تمت بموافقة سعودية، كجزء من سياسة "فرق تسد" التي تمارسها الدول الخليجية.
وتعلق المجلة قائلة إن "تزايد عدد المليشيات التي تدعمها دول الخليج يعمل بشكل متزايد على تفكك اليمن، واستفادت القبائل من الفوضى، وبدأ من يزعمون أنهم يمثلون (الدويلات) التي شكلت تاريخيا المحمية البريطانية في عدن، بنفض الغبار عن أعلامها القديمة".
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أن مجلسا يديره عبدالله بن عيسى آل عفرار، الذي يطلق على نفسه اسم سلطان المهرة وسقطرى، أعلن عن مواجهة "الاحتلال" الذي تقوده السعودية، وقال: "نخشى ألا نتحد مرة أخرى".