نيويورك تايمز: كيف تحاول إدارة ترامب زيادة الضغط على إيران؟

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحافي مايكل شويرتز، يقول فيه إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صعدت من جهودها لوضع المزيد من الضغوط على إيران يوم الاثنين.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن إدارة ترامب أخذت السفراء لدى الأمم المتحدة في جولة لتعرض عليهم ما قالت إنها بقايا صواريخ وأسلحة أخرى وفرتها إيران، بشكل غير قانوني، لـ"الثوار" اليمنيين، بالإضافة إلى دعوه السفراء لمأدبة غداء في البيت الأبيض مع الرئيس ترامب، الذي حثهم على مواجهة "أنشطة إيران التي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط".

ويذكر شويرتز أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي كشفت عن بقايا الصواريخ وغيرها من المعدات العسكرية الشهر الماضي، حيث أنها عرضتها في وقتها دليلا على أن إيران خرقت الحظر التي تفرضه الأمم المتحدة، الذي يمنع إمداد الحوثيين بالسلاح، حيث قتل ما يقدر بـ10 آلاف شخص في الحرب الدائرة في اليمن على مدى ثلاث سنوات. 

وتنقل الصحيفة عن خبراء الأسلحة، قولهم في الوقت الذي عرضت فيه بقايا ما قال المسؤولون العسكريون إنها صواريخ بالإضافة لطائرة دون طيار وقذيفة مضادة للدبابات، إن ذلك العرض لم يثبت بشكل قاطع خرق إيران للمقاطعة.

ويفيد التقرير بأنه لم يكن واضحا يوم الاثنين عما إن كانت هيلي، التي قادت الجولة لزملائها في مجلس الأمن في قاعدة أناكوستيا بولينغ، قد قدمت أي أدلة جديدة لدعم رواية الإدارة، مشيرا إلى أن الصحافيين لم تتم دعوتهم لتلك الجولة، لكن هيلي وفرت صورا أظهرت كتلا معدنية متضررة، وطائرة دون طيار وغيرها من الأشياء، التي كانت معروضة مع معلومات عن مكان وزمان العثور على تلك القطع.

ويورد الكاتب نقلا عن هيلي، قولها في بيان لها: "نريد أن نحضر أعضاء مجلس الأمن ليروا هذه المادة ليستطيعوا القرار بأنفسهم.. ونعتقد أن ما رآه المجلس اليوم يجعل من الواضح أن الأدلة على أن إيران تهمل بشكل صارخ التزاماتها الدولية تتراكم".

وتلفت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف غرد على "تويتر"، قائلا بأن الجولة الميدانية كانت محاولة "لخلق رواية قائمة على (إيرانفوبيا) في مجلس الأمن الدولي، من خلال الطعام والشراب والأدلة الكاذبة".

ويبين التقرير أن ترامب وسفيرته هيلي لم يشرحا ما تأمل الإدارة بتحقيقه من تلك الجولة، حيث أن إيران لا تزال تخضع لعقوبات للأمم المتحدة تحد من مبيعات الأسلحة، بالإضافة إلى أن روسيا والصين اللتين تمتلكان حق الفيتو في مجلس، في الغالب لن تسمحا بفرض المزيد من العقوبات.

ويورد شويرتز نقلا عن ترامب، قوله في تعليقات متلفزة في بداية الغداء، بأن السفراء شاهدوا "عرضا للصواريخ الإيرانية والأسلحة التي حولها النظام إلى حلفائه المتطرفين في اليمن"، لافتا إلى أن السفراء قاموا بعدها بزيارة لمتحف ذكرى المحرقة في واشنطن؛ لمشاهدة عرض عن الجرائم التي يتم ارتكابها في الحرب السورية، و"هي قضية أخرى ينقسم بشأنها مجلس الأمن".

وتنقل الصحيفة عن ديفيد برسمان، الذي عمل سفيرا لأمريكا لدى الأمم المتحدة إبان حكم أوباما، الذي يعمل الآن شريكا في شركة المحاماة "بويس شيلر فليكسنر"، قوله: "هناك حاجة ملحة لجعل مجلس الأمن والدول الأعضاء حول العالم يركزون على الأشياء السيئة التي تقوم بها إيران.. لكن ما يقلقني هو أن ذلك لا يبدو جزءا من استراتيجية أوسع تؤدي إلى فرصة لالتقاط الصور". 

وينوه التقرير إلى أن معظم السفراء، الذي يمثلون 14 عضوا آخر، امتنعوا عن التعليق علنا حول الجولة، مشيرا إلى أن سفير بريطانيا جوناثون ألين غرد على "تويتر" قائلا إنه عرض على الممثلين "أدلة واضحة" بأن الحوثيين في اليمن استخدموا أسلحة من صناعة إيرانية، لكن لم يكن واضحا لديه إن كانت الحكومة الإيرانية قد خرقت الحظر، ونشر صورا تظهر لحاما على صاروخ، ما يشير إلى أن الصاروخ "قطع من وسطه ربما لتهريبه"، وقال إن التاريخ يشير إلى أن الصاروخ وصل إلى اليمن بعد بدء الحظر على بيع الأسلحة لليمن.

ويكشف الكاتب عن أن معظم المواد قدمت من الحكومة السعودية، وهي خصم إيران الإقليمي الرئيسي، حيث تدور حرب بالوكالة بين السعودية وإيران في اليمن، فيما تقول منظمات حقوق الإنسان إن الطرفين متورطان في التسبب بكارثة إنسانية ضخمة، لافتا إلى أن السعودية، التي أيدت الحكومة اليمنية، تقود تحالفا قام بحملة من الغارات الجوية المكثفة في اليمن منذ آذار/ مارس 2015.

وتقول الصحيفة إن لجنة في الأمم المتحدة توصلت هذا الشهر في تقرير سري إلى أن إيران انتهكت حظر بيع الأسلحة لليمن، من خلال فشلها في منع الحوثيين من الحصول على صواريخ إيرانية الصنع، بما في ذلك الصاروخ الذي سقط بالقرب من المطار خارج العاصمة السعودية الرياض، في تشرين الثاني/ نوفمبر.

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن تقرير لجنة في الأمم المتحدة لم يتهم إيران بإمداد الحوثيين بالسلاح.