هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سخر كاتب إسرائيلي من ما سماه "تقديس المجتمع الإسرائيلي لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي"، والذي أصيب بـ"دهشة وصدمة" عقب إسقاط المضادات الأرضية السورية لمقاتلة الـ"إف-16" الإسرائيلية مطلع الأسبوع الماضي.
وفي تقرير نشرته صحيفة هآرتس العبرية أوضح الكاتب الإسرائيلي روغل ألفر أنه "لم يحدث أبدا أن تم التعامل مع نبأ سقوط طائرة مقاتلة بمثل هذه الصدمة والدهشة، التي أظهرها أولئك الذين اعتبروا أن إسقاط المقاتلة الإسرائيلية بنيران سورية قبل أسبوع، بشائر سوء".
وذكر ألفر أن "اليهود في إسرائيل جن جنونهم، وتعاملوا مع بقايا طائرتهم المحترقة كما لو أنها طوطم قبيلي (رمز) تم تحطيمه وحرقه، تماما كما لو أنه تدنيس للقدسية أو انتزع لفخرهم الوطني"، متسائلا باستنكار: "أي طقوس عبادة جرت حول هذه الطائرة؟".
"إله معبود"
وأضاف: "من المشكوك فيه طوال تاريخ القتال الجوي، أن هناك طائرة حظيت بتعامل ديني مثل هذا، وكأن الأمر يتعلق بإله (معبود) خيب الآمال، وتبين أنه يموت"، وفق وصفه.
وأشار الكاتب إلى أن "طائرة سلاح الجو بالنسبة لليهود في إسرائيل، هي سلاح إلهي من المفترض أن يضمن هذا التفوق الجوي ويمنحهم القوة الإلهية القاهرة"، مضيفا أن "الطائرة كان يجب أن تكون غير قابلة للمس، والطيارون الذين قادوها كان يجب أن يكونوا ملائكة لا يرتكبون الأخطاء البشرية".
وقال: "صور الإصابات المباشرة التي سببتها الطائرات الإسرائيلية لأهداف صغيرة وبعيدة على الأرض، والتي بثها التلفزيون وأثارت دهشة المشاهدين، وتظهر فيها إشارة الصليب التي تحدد الهدف الذي ستضربه الطائرة، كل ذلك يشهد على القوة العظمى للطائرة الإلهية والطيارين الملائكة".
"ملكة السماء"
وتابع بلغة تهكمية: "إنهم يشاهدون كل شيء من فوق، لا شيء مهما كان صغيرا يستطيع التملص منهم، ولا شيء سيهرب من نار الانتقام الإلهي (في إشارة لتقديس طائرة إف-16)"، مضيفا أن "الطائرة الإسرائيلية توجد في كل مكان وتصل لأي مكان، ذراعها طويلة وهي المفترسة الكاملة، إنها ملكة السماء".
ويشير إلى أن لسان حال الإسرائيليين هو "كيف يمكن أن يتحطم طوطمنا (رمزنا) إلى شظايا؟ فأي إهانة وطنية تملكت اليهود في إسرائيل، وأي ذعر ساد عند سماع النبأ المروع بشأن الكارثة التي حدثت؟ فالمجتمع الإسرائيلي يرفض أن يصدق".
ويتابع متسائلا: "هل يمكن التصور أن هناك شخصا يمكنه تحدي زيوس؟ هذا لا يعني إلا أن السوريين انتهكوا النظام العالمي. هذه صفاقة من قبلهم. وهذه ذروة المتلازمة الإلهية للقوات الجوية الإسرائيلية: ليس من المفروض أن يدافع السوريون عن أنفسهم، وإنما الصلاة للطائرة المقاتلة الإسرائيلية كي تتجنبهم".
ويرى الكاتب الإسرائيلي أنه "كان لرئيس قيادة سلاح الجوي الإسرائيلي، العميد تومر بار، تفسير غير طبيعي للحادث، وقال هذه وقاحة سورية بإطلاق الصواريخ علينا".
ويعلق ألفر على ذلك بالقول: "كان يجب على السوريين أن يسجدوا للطائرة الإسرائيلية والامتناع عن ضربها والمس بها وإثارة غضبها، لأنه يفترض بالبشر احترام سيادة الآلهة، هذه وقاحة من جانبهم"
ويختم بالقول: "السوريون كان عليهم أن لا يدافعوا عن أنفسهم، بل يجب عليهم الصلاة كي تحميهم الطائرة القتالية الإسرائيلية".