هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت جماعة الإخوان المسلمين أن ما تُعرف بالعملية الشاملة التي يقوم بها الجيش المصري، بالتعاون مع وزارة الداخلية في شبه جزيرة سيناء، والظهير الصحراوي لوادي النيل، هدفها الرئيس هو "تبرير المزيد من جرائم الاعتقال، والإخفاء القسري، والقتل العشوائي، والتوسع في أحكام الإعدام، واعتقال وإرهاب أي صوت معارض"، مشدّدة على رفضها التام لما وصفته بـ"تسليم سيناء للصهاينة".
وقالت الجماعة في بيان لها مساء السبت: "من الثوابت التي لا تقبل
خلافا أن التصدي لأي إرهاب يستهدف مصر شأن وطني راسخ، كما أن الحفاظ على ترابها
واستقلالها فريضة وطنية وواجب ديني، إلا أن الحرب الدائرة الآن على أرض سيناء لا
علاقة لها بكل ذلك".
وأشارت إلى أن الشعب المصري تعوّد من "الانقلاب العسكري الفاشي
الكذب البواح، خاصة ما يتعلق بحملاته المتكررة على سيناء بزعم مكافحة الإرهاب، التي لم تتمخض إلا عن صناعة الإرهاب ذاته، وقتل وتشريد المدنيين، وتدمير مدن
بكاملها، مثلما حدث مع مدينة رفح".
وأضافت: "اليوم يشن الانقلاب حملة عسكرية جديدة مصحوبة برفع
حالة الاستنفار القصوى في ربوع مصر، ومتزامنة مع أنباء عن مناورات صهيونية جرت على
حدود غزة، وسط تزايد الأنباء عن اقتراب فرض تنفيذ (صفقة القرن)، التي من بين بنودها
تحويل سيناء لوطن بديل للشعب الفلسطيني، وتصفية القضية الفلسطينية بشكل
نهائي".
ونوهت إلى أن "هذه الحملة العسكرية انطلقت في ظل قانون الطوارئ،
مصحوبة بحملة إعلامية ضخمة، تزعم تعرض مصر لخطر كبير، تبريرا لمزيد من جرائم
الاعتقال، والإخفاء القسري، والقتل العشوائي، والتوسع في أحكام الإعدام، واعتقال
وإرهاب أي صوت معارض".
واستطردت "الإخوان" قائلة: "إننا أمام عملية عبثية
للتغطية على فشل الانقلاب الذريع في توفير أساسيات الحياة للمواطنين، ومحاولة
استمالتهم لتأييد السيسي في مهزلة الانتخابات الرئاسية المزعومة".
وطالبت جماعة الإخوان المسلمين الجيش المصري بأن "ينأى بنفسه عن
تلك الخيانة الكبرى، وألا يربط وضعه ومستقبله بهذا الانقلابي الخائن
(السيسي)"، مؤكدة أن "ما يجري بحق سيناء وأهلها بتمكين الصهاينة منها هو
جريمة كبرى وخيانة لن ينساها التاريخ".
ودعت جماعة الإخوان الشعب المصري للانتباه جيدا لما يدبر بحق مصر،
مضيفة: "بالأمس كانت تيران وصنافير، واليوم سيناء".
وذكرت جبهة المكتب العام للإخوان أن "حماية مصر أمر حتمي، وواجب
وطني، ولكن قيادة هذا الجيش غير مُؤتمنة، ومجرمة في حق الوطن، وما تفعله الآن في
سيناء جزء من مُخطَّط شيطاني؛ لإخلاء سيناء من أهلها تحت شعار (صفقة القرن)".
وقالت في بيان لها، أمس السبت: "من فرّط سابقا في تيران
وصنافير، ولاحقا في الحدود البحرية الشمالية وآبار الغاز والبترول ثم نهر النيل، لن
يكون صعبا عليه أن يُخلي سيناء كاملة ويُسلّمها لأعداء الأُمّة، فسيناء مصرية،
وأهلها مصريون أُصلاء، والسيسي وعصابته خونة".
وأضافت: "ما يُنفّذه المجرم السيسي من تأميم المجال العام،
واتساع عمليات الاعتقالات والإخفاء القسري، والقتل والتصفيات، والتنكيل بمنافسيه، كل هذا إنما يفعله كي يصل للحظة الخيانة الكاملة دون معارضة، فهل سيستمر صمت المصريين
عن كل هذا؟ هي لحظة تاريخية على الجميع فيها التكاتف، وتجاوز جميع الخلافات، وعلى
أهل سيناء النضال من أجل أرضهم، ومَن أراد مواجهة الإرهاب فليواجهه، ولكن لا يقم
بإخلاء وتهجير وإباحة الأرض للصهاينة".
وأعلن الجيش المصري، السبت، مواصلته لليوم الثاني قصفا جويا ضد
"تجمعات وبؤر إرهابية ومخازن أسلحة وذخائر"، فضلا عن تمشيط أمني لكافة
المناطق السكنية، شمال ووسط سيناء.
يأتي ذلك ضمن خطة المجابهة الشاملة التي أعلنها الجيش، الجمعة، في
بيان متلفز تحت عنوان "سيناء 2018" بتكليف رئاسي، والتي تستهدف
"مواجهة عناصر إرهابية في شمال ووسط سيناء ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير
الصحراوي غرب وادي النيل".
وقال المتحدث العسكري للجيش، العقيد تامر الرفاعي، في بيان له، إنه تم
توجيه ضربات جوية حتى الساعات الأولى من صباح السبت، ضد "تجمعات وبؤر إرهابية
ومخازن أسلحة وذخائر ومناطق الدعم اللوجيستي المكتشفة، ومواد متفجرة شمال ووسط
سيناء".