هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمراسلتها ليز سلاي، تتحدث فيه عن العملية التي قتل فيها الطيران الأمريكي 100 من المقاتلين التابعين للنظام السوري.
وتجد الكاتبة أن هذه العملية تؤشر إلى تحول الحرب الأمريكية في سوريا عن ملاحقة تنظيم الدولة، لدعم حلفائها من مقاتلي سوريا الديمقراطية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن حكومة بشار الأسد وروسيا شجبتا قتل المقاتلين في شرق سوريا، ووصفتا العملية بـ"غير القانونية"، لافتا إلى أن القوات الأمريكية قامت باستهداف القوات الموالية للنظام السوري، في عملية ليلية، عندما اقتربت هذه القوات من قاعدة تحميها تابعة لقوات سوريا الديمقراطية.
وتذكر الصحيفة أن وزير الدفاع جيم ماتيس وصف العملية بالمحيرة، وتساءل عن السبب الذي دفع القوات السورية لمهاجمة القاعدة، وقال إنه تم الاتصال بالروس من خلال الخطوط الموجودة، وأضاف: "كنا نعلم أن هناك عناصر في هذه المعركة المعقدة خارج السيطرة".
وتقول سلاي إن هذا الاشتباك كان الأخطر بين القوات الأمريكية والسورية منذ بدء انتشار القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، لافتة إلى أن تعقيدات المعركة تشير إلى أن الحرب الأمريكية ضد تنظيم الدولة قد توسعت، تاركة واشنطن تسيطر على ربع الأراضي السورية.
ويلفت التقرير إلى أن سوريا وإيران طالبتا بخروج القوات الأمريكية من سوريا بعدما هزم تنظيم الدولة، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ترامب أعلنت عن استراتيجية جديدة في سوريا، يتم بموجبها الانتشار الدائم في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية حتى يتم تحقيق تسوية سلمية، وإنهاء الحرب السورية، والبدء بعملية انتقال سياسي دون رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتقول الصحيفة إنه "مع عدم وجود أي إشارة إلى اتفاق سلام أو وجود حل للأزمة السورية، فيبدو أن الجيش الأمريكي ربط نفسه في الحرب لأمد غير محدود، واحتمال البقاء الدائم لتأمين كيان كردي في شمال شرق سوريا، أدى إلى تقاطع عدد من القوى اللاعبة في الحرب السورية، التي مضى عليها سبعة أعوام، ووحد تركيا وروسيا وإيران والحكومة السورية ضد الوجود الأمريكي الفعلي".
وتنقل الكاتبة عن السفير الأمريكي السابق في دمشق والزميل في معهد الشرق الأوسط روبرت فورد، قوله، إن الولايات المتحدة "في مهمة زاحفة"، وأضاف أن "الأمريكيين تمكنوا من خلال استراتيجيتهم الدبلوماسية من عزل أنفسهم، لدرجة أن تركيا وإيران وسوريا تتفق على أن ما تفعله الولايات المتحدة في سوريا سيء".
وينوه التقرير إلى أن الكثيرين في الكونغرس بدأوا بالتساؤل عن خطورة تورط واشنطن بشكل أعمق في الحرب، من خلال نشر القوات في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، حيث قال السيناتور الديمقراطي عن فيرجينيا وعضو لجنة القوات المسلحة تيم كين، إن المواجهة تطرح أسئلة "حول استمرار وجودنا" في سوريا، معبرا عن قلقه العميق من إمكانية تورط إدارة ترامب في حرب واسعة دون تصويت الكونغرس أو وجود أهداف واضحة.
وتفيد الصحيفة بأن ماتيس رفض هذه الاتهامات، قائلا: "نحن هناك لقتال تنظيم الدولة.. وهذا ما كانت القوات تعمله في ذلك الموقع"، وأضاف: "لو أردنا المشاركة في الحرب لتحركنا إلى الجانب الآخر من النهر (الفرات) وواصلنا القتال".
وتستدرك سلاي بأن "الحرب تتعقد أكثر، فمع قيام القوات الأمريكية بضرب السوريين، فإن الجيش التركي يضغط في عمليته التي مضى عليها ثلاثة أسابيع، في شمال سوريا، ضد قوات حماية الشعب الكردية، وتهدد تركيا بالهجوم على مدينة منبج، التي تسيطر عليها قوات حماية سوريا الديمقراطية، بدعم من القوات الأمريكية".
ويورد التقرير أن العملية في دير الزور تتزامن مع زيارة قائد القوات الأمريكية في العراق وسوريا الجنرال بول فانك الثاني، الذي أكد لقوات سوريا الديمقراطية تقديم الدعم لها.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية كينو غابرييل، قوله إن قواته تشعر بأنها تهاجم من الأطراف جميعها، واصفا الهجوم بأنه "هجوم على المشروع السياسي الذي نحاول القيام به في سوريا".
وتبين الصحيفة أنه إذا استمر التوتر، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها ستجد نفسها في حرب على ثلاث جبهات: ضد تركيا وتنظيم الدولة والنظام السوري.
ويقول غابرييل إنه واثق من وجود العدد الكافي من القوات لصد التوغل التركي، والحفاظ على المواقع في دير الزور، ويضيف أن الهجوم على موقعهم هناك قامت به قوات الدفاع الوطني، وهي مليشيا موالية للنظام السوري، دربها حزب الله، ومولتها إيران.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول غابرييل إن الهدف هو منع تقدم قوات سوريا الديمقراطية شرقا، قرب الحدود مع العراق، حيث لا تزال في هذه المناطق بعض الجيوب التابعة لتنظيم الدولة.