هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا للكاتب سايمون هوبر، يقول فيه إن الأطفال في المملكة المتحدة سيدرسون في المدارس بأن المطالبات بحقوق اقتراع المرأة كن متطرفات، في الوقت الذي يشيد فيها السياسيون البريطانيون بقيادة تلك الحركة، التي حصلت على حق النساء في التصويت قبل قرن من الزمان.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن خطة الدرس المقترحة للمعلمين في مدينة ليستر، التي تم إعدادها بالتعاون مع فريق محاربة التطرف "برفنت"، تدرج تلك الحركة النسائية مع النازيين وتنظيم القاعدة وجيش التحرير الإيرلندي وناشطي حقوق الحيوان.
ويبين هوبر أن الأشخاص الذين يقفون خلف تلك المادة يحاججون بأنهم لم يقصدوا تشبيه الحركة النسائية بالنازية، بل إنهم يريدون تشجيع الحوار والتفكير النقدي فيما يتعلق بالتطرف.
وينقل الموقع عن منسقة المشروع لبرنامج "ريسبكت" المسؤول عن إنتاج خطة الدرس، ربيحة حنان، قولها بأن العرض تناول كيف استخدم العنف في الماضي "لتحقيق أهداف مختلفة، بعضها كان إيجابيا".
ويستدرك التقرير بأن الناقدين قالوا لـ"ميدل إيست آي"، إنه أغضبهم تضمين تلك الحركة النسائية، وقالوا إن خطة الدرس كانت سيئة التقدير وجارحة، مشيرا إلى أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي ووزيرة الداخلية أمبر رود، المسؤولة عن استرتيجية (برفنت)، كانتا من بين السياسيين الذين أشادوا بالقائمات على تلك الحركة النسوية يوم الثلاثاء؛ بمناسبة مرور 100 عام القانون الذي أقره البرلمان، الذي منح النساء حق التصويت لأول مرة.
ويلفت الكاتب إلى أن العديد من عضوات البرلمان ارتدين أحزمة تحمل عبارة "حق التصويت للنساء"، أو لبسن أشرطة بألوان الأخضر والأبيض والأرجواني، وهي ألوان الحركة النسائية التي طالبت بحق النساء في التصويت.
ويورد الموقع نقلا عن ماي، قولها في خطاب لها، بأن حق التصويت لم يتم تسليمه طوعا، لكنه "انتزع انتزاعا على مدى سنوات من النضال"، وأشادت بـ"الشجاعة والرؤية" اللتين تمتعت بهما زعيمة الحركة إميلين بانكهيرست، لافتا إلى أن رئيسة الوزراء ارتدت شريطا بألوان تلك الحركة خلال وقت الأسئلة في البرلمان يوم الأربعاء.
وقالت ماي في خطاب لها، أعلنت فيه أن الحكومة مستعدة لتمويل إقامة نصب لبانكهيرست في مانشستر: "سمعت عن حملة النساء (التاريخية) من جدتي، التي كان أبواها ناشطين في الحركة ذاتها، وكانا يعرفان عائلة بانكهيرست"، وقالت بعد ذلك في لندن: "لا نسمع ما يكفي عن تلك المتطرفات في عهد الملك إدوارد".
وينقل التقرير عن رود، التي تشغل أيضا منصب وزيرة النساء والمساواة، قولها بأن الحكومة تفكر في منح تلك النساء المحتجزات بسبب نشاطهن عفوا متأخرا، وأضافت: "قبل مئة عام قدم جيش من النساء الشجاعات تضحيات ضخمة؛ لتمهيد الطريق أمام الحقوق المتساوية التي تتمتع فيها البلد اليوم".
ويكشف هوبر عن أن المادة التعليمية، التي تحمل عنوان "التطرف ليس جديدا"، والتي تستهدف أطفالا بين 11 و14 عاما، تظهر تلك الحركة النسائية من زاوية أخرى تماما، فيذكر عرض الـ"باور بوينت" أنه "بين عامي 1900 – 1910 تحولت حركة النساء المطالبات بحق التصويت إلى العنف، فحرقت الكنائس، وهوجم السياسيون، وألقيت القنابل الحارقة على البيوت، وفي حزيران/ يونيو 1913 قامت إميلي ديفيدسون برمي نفسها تحت أقدام حصان الملك وماتت؛ وذلك لجلب الانتباه لحملة مطالبة المرأة بحق التصويت".
ويذكر الموقع أن العرض ينتقل بعد ذلك إلى النازيين، حيث يذكر أنه في الفترة "بين 1939 – 1945 قام النازيون بتنفيذ خطة لإبادة أكثر من 6 ملايين يهودي وغجري وذوي الإعاقات".
وينوه التقرير إلى أن برنامج "ريسبكت"، الذي أنتج المادة، يصف نفسه بأنه "مصدر تعليم على الإنترنت يقدم خطط دروس جاهزة حول قضايا تتعلق بالمواطنة، والتعصب، والتطرف، والاستخدام الآمن للإنترنت، والانتماء لبريطانيا، وغير ذلك".
ويفيد الكاتب بأن البرنامج يتبع لمجلس ليستر البلدي، وهو مرتبط بفريق "برفنت" فيها، الذي يذكر على موقعه أنه يدعم إنتاج خطط الدروس، منوها إلى أن الملاحظات المرفقة توضح بأن الهدف هو مساعدة الطلاب على "فهم معنى التطرف، وإعطاء أمثلة على الأشكال المختلفة.. ليفهموا أن التطرف يشجع على عدم التسامح، وعدم احترام الآخرين، وقد ينتهك حقوق الإنسان، وقد يؤدي إلى العنف".
وبحسب التقرير، فإن من الأهداف الأخرى مساعدة الطلاب على فهم "كيف يتأثر الناس بالتطرف، من خلال قلقهم بشأن قضايا عادلة أو غير ذلك، وللتعرف على الصفات السائدة بين المتطرفين"، مشيرا إلى أن الأسئلة المقترحة للنقاش تتضمن: "هل هناك فرق بين أن يكون الشخص متحمسا أو مصمما على تغيير شيء وبين كونه متطرفا؟ وإن كان الهدف متطرفا فهل دعمه سيئ دائما؟ سيئ أحيانا ؟ أم ليس سيئا؟".
وتقول حنان، التي ألفت العرض، لـ"ميدل إيست آي": "طبعا لا نقول إن النازيين أو متطرفي حقوق الحيوان متساوون مع حركة النساء للحصول على حق التصويت، لكن ما يفعله عرض الـ(باور بوينت) هو أنه ينظر إلى كيفية استخدام العنف في الماضي لعدد من القضايا المختلفة، بما في ذلك قضايا إيجابية، ونحاول أن نساعد الأطفال على استكشاف هذه القضايا، والتوصل إلى طرق أفضل للحصول على الحقوق دون استخدام العنف".
ويورد هوبر نقلا عن المنسق لبرنامج "بريفنت" في ليستر ويليام بالديت، الذي شارك في إنتاج المادة، قوله إنه قصد من تلك المادة تشجيع الحوار والتفكير النقدي، ويضيف: "من السخف القول بأن المادة تقارن حركة تحرر المرأة مع النازية، فهذه الخطة تشكل جزءا من سلسلة من خطط الدروس التي تشجع على الحوار حول التطرف والإرهاب، وينظر الى التفكير النقدي على أنه أداة ضرورية للشباب.. وتستخدم حركة النساء مثالا على مجموعة كانت لديها آراء متطرفة وتحدت السلطة القائمة، إن الفكرة هي استكشاف مفهوم التطرف على مدى التاريخ، وإبراز حقيقة أن استخدام العنف يعوق أي قضية، بغض النظر عن مدى نبلها".
ويتابع بالديت قائلا: "يجب علينا أن نثق بأن يكون أساتذتنا قادرين على إدارة حوارات مثيرة للجدل ومستفزة مع الأطفال، فيما يتعلق بالمواضيع المعاصرة، وألا يقوضوا جهودهم بتشويه تلك المواضيع".
ويستدرك الموقع بأن عضوة البرلمان عن حزب الخضر كارولاين لوكاس، التي صنفتها الشرطة خلال دورات تدريب للمدرسين بأنها متطرفة؛ بسبب مشاركتها في المظاهرات المناهضة لاستخراج النفط والغاز عن طريق تكسير الصخور، قالت لـ"ميدل إيست آي" إن هناك سوء تقدير في نبرة الدرس.
وتقول لوكاس: "إن تصنيف حركة تحرر النساء على أنها متطرفة إلى جانب النازيين في خطة الدرس تلك تبدو لي أنها سوء تقدير، وقد انتقد برنامج (برفنت) على نطاق واسع في السابق، ومواد دراسية كهذه قد تقوض العمل الضروري لوقف التطرف في المملكة المتحدة".
وتضيف لوكاس: "يأتي هذا الكشف بعد أن استخدم اعتقالي في مظاهرة ضد تكسير الصخور (لاستخراج النفظ والغاز) مثالا على التطرف، يجب عدم الوقوع في مثل هذه الأخطاء، وأحث برنامج (برفنت) على مراجعة المواد التي يستخدمونها".
وينقل التقرير عن متحدثة باسم حزب مساواة النساء، قولها إن خطة الدرس "مهينة وسخيفة".
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول المتحدثة: "من السخف أن تدرج أساليب حركة تحرر المرأة في السياق ذاته مع النازيين وأحداث 11 أيلول.. والمقارنة بين أعمال إرهابية أو أعمال إبادة ممنهجة لملايين الناس ونساء يحاربن من أجل الحصول على حقوق إنسان أساسية مهينة وسخيفة".