هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اعترفت جامعة كامبريدج العريقة في بريطانيا بأنها تعاني من "مشكلة كبيرة" تتعلق بالسلوك الجنسي، بعد تلقيها 173 شكوى خلال الأشهر التسعة الماضية، التي أعلنت فيها عن نظام الإبلاغ دون ذكر الاسم.
وتقول صحيفة "الغارديان" إن غالبية الشكاوى (119 شكوى) هي من طالب ضد طالب، فيما سجلت سبع حالات ضد موظفين في الجامعة، أما بقية الشكاوى فلا علاقة للأساتذة أو الطلاب فيها.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، نقلا عن الجامعة، قولها إنها توقعت أعدادا كبيرة من التقارير؛ نظرا لطبيعة النظام السرية، الذي تم العمل فيه في أيار/ مايو 2017، كجزء من حملة "كسر الصمت"، وتعاملت مع النتيجة على أنها نجاح كبير.
وتقول الصحيفة إن ضحايا السلوك الجنسي السيئ في كامبريدج وغيرها من الجامعات، التي تعرضت لضغوط من أجل مواجهة سوء السلوك السيئ، أقل احتمالا بكثير لمتابعة الشكاوى الرسمية، لافتة إلى أن الجامعة قالت إنها تلقت في الفصل الدراسي السابق، في الفترة ما بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر ست شكاوى فقط.
وينقل التقرير عن أستاذ القانون الإنجليزي الخاص ومساعد رئيس التعليم في كامبريدج غراهام فيرغو، قوله: "إن التحدي للجامعة هو أن شكوى أو اثنتين في العام لا تمنح الحكومة الفرصة لصياغة رد على مشكلة أوسع"، وأضاف: "من خلال برنامج (مجهول) فإن لدينا أعدادا من أصوات كامبريدج ممن أبلغوا عن المشكلات التي يواجهونها، وتدعم اعتقادنا أن لدينا مشكلة كبيرة من ناحية سوء السلوك الجنسي، وما نحتاجه الآن أن يتلقى الذين تأثروا العناية والإرشاد اللازمين".
وتفيد الصحيفة بأن عددا من الجامعات أدخلت برنامج الإبلاغ السري ذاته، ومن بينها جامعة مانشستر، إلا أن كامبريدج هي الأولى التي تنشر أرقاما عالية، منوهة إلى أن أهم ما في البرنامج هو أن المُبِلغ والمُبَلغ عنه يظلان مجهولين، ويقدم الموقع على الإنترنت مساعدة حول كيفية الإبلاغ الرسمي عن حالة انتهاك جنسي.
وينقل التقرير عن مجموعة 1752، التي أنشئت لمعالجة مشكلة تحرش الأساتذة بالطلاب في مؤسسات التعليم العالي، قولها إن أرقام جامعة كامبريدج أبرزت المخاوف من استخدام عملية الإبلاغ الرسمية في الجامعات.
وتورد الصحيفة نقلا عن الزميلة في الجمعية الملكية الفلكية في كلية إمبريال في لندن والمشاركة في مجموعة 1752، إيما تشامبان، قولها: "نعلم أن الكثير من الطلاب في بريطانيا لا يؤمنون بإجراءات الضبط الرسمية داخل المؤسسات، ويرونها غير مناسبة وتمييزية".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول تشامبان إن "برنامج الإبلاغ السري لن يؤدي إلى النتيجة التي يتوصل إليها التحقيق المحايد للضبط ذاتها، وليس معروفا الكيفية التي ستقود فيها إلى التغيير في الثقافة، وتحويل الجامعة إلى مكان آمن للطلاب".