هل تلغي تطبيقات توصيل الطعام مستقبل المطاعم التقليدية؟

نشرت مجلة "نيويوركر" الأمريكية تقريرا عن الانتشار الواسع لتطبيقات توصيل الطعام ومدى تأثيرها على المطاعم التقليدية.

وقالت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21" إنه عندما قامت ميشيل غوتيه بافتتاح مطعمها الخاص  Mulberry & Vine في عام 2013، تمنت أن يكون هنالك عدة أماكن أخرى تقدم الوجبات السريعة والصحية، كان موقع مطعم غوتيه ممتلئا بالنساء وعدد قليل من الرجال.

وجبات "Mulberry & Vine" أخذت تتصدر قوائم تطبيقات الطعام مثل  Uber Eats. طلبات توصيل الطعام لم تكن في البداية من الأولويات لكنها الآن تمثل حوالي ثلاثين في المئة من مبيعات المطعم.

في السنوات الأخيرة تطبيقات الأونلاين مثل Uber Eats، Seamless، and GrubHub تحولت من تطبيقات تسلم الطعام لشريحة صغيرة إلى مصدر جديد مزدهر للمبيعات لجميع المنشآت الغذائية.

ولكن غوتيه كغيرها من أصحاب المطاعم الآخرين يرسمون صورا أكثر تعقيدا وقالت: "نحن نعلم حقيقة أنه كلما زاد توصيل الطعام من خلال التطبيقات، انخفضت أرباحنا" وذلك لأنه ما بين عشرين وأربعين في المائة من الإيرادات تذهب لطرف ثالث.

وقالت: "حساب الربحية بشكل دقيق أصبح أمرا صعبا"، وأضافت: "أعتقد أنها مشكلة أكبر بكثير مما يدركه الكثيرون، وأننا  نخسر بشكل كبير مقابل تطبيقات توصيل الطعام".

في عام 2016 شكلت مبيعات تطبيقات توصيل الطعام نحو 7% من إجمالي مبيعات المطاعم في الولايات المتحدة، وفي تقرير نشر في يونيو الماضي، توقع المحللون أن هذا العدد قد يصل إلى 40% من مبيعات المطاعم كافة، ونسبة أعلى من ذلك في المناطق الحضرية وبين المطاعم غير الرسمية التي تعتمد على تطبيقات توصيل الطعام.

وتكمن المشكلة في أن المستهلكين يستخدمون عددا من تطبيقات توصيل الطعام للحصول على وجباتهم في الأماكن التي يفضلونها، مما جعل المطاعم التجارية تخسر بعض أعمالها الأساسية كـخدمة مبيعات الجلوس وخدمة الـ  takeout.

وقال جوستين روزنبرغ المدير التنفيذي لسلسلة "Honeygrow": "إن هذه التطبيقات هراء ولقد تحدثت إلى العديد من المدراء في عدد من المطاعم وهم يرفضون هذه التطبيقات".

وقالت المجلة: "لعلنا نقف هنا على السبب الذي يجعل رسوم خدمة التوصيل التي تبلغ ثلاثين في المئة مشكلة كبيرة جدا، لنأخذ مطعما متوسط السمعة يخصص 30% من إيراداته لتكلفة المكونات، و30% لتكلفة اليد العاملة، والباقي لمرافق والتأمين واللوازم والربح وغيرها، طريقة واحدة تمكننا من حل هذه المعضلة ألا وهي إعادة تجهيز المطاعم بشكل يتناسب مع متطلبات التسليم عن طريق الإنترنت".

هذا ما حاول الشيف ديفيد تشانغ والمستثمر هومان رادفار فعله عندما أسسا مطعما سريعا غير رسمي في عام 2016 وكان يعتمد على التوصيل فقط.

ولكن بعد أقل من عام قاما بتعديل المطعم ليسمح أيضا باستقبال زبائن لخدمة takeout وعندما تم سؤال المدير التنفيذي آندي تايلور عن السبب قال إن تكلفة إيصال الطعام مرتفعة جداً بغض النظر عن التوفير في شكل المطعم.

وأضاف: "لا أعتقد أن نموذج توصيل الطلبات فقط يمكن أن يكون مربحا جدا".

المطاعم الصغيرة التي تفتقر إلى النفوذ للتفاوض مع الطرف الثالث أو الموارد اللازمة لتكييف مرافقها هي الأكثر عرضة للخطر من نمو تطبيقات التوصيل.

ومن الجدير بالذكر أن تطبيقات التوصيل ليست مربحة بشكل مجد بعد ولكن أملهم هو أن حجم المبيعات سوف يرتفع يوما ما ويدفعهم لتحقيق هذه الغاية.

DoorDash وهو أحد منافسي Uber Eats بدأ يعرض على المطاعم تجربة تأجير مطابخ صغيرة عن بعد بحيث يتمكنون من توسيع نطاق التسليم الخاص بهم.