هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
للمرة الثانية خلال أيام قليلة، ظهر أحمد قذاف الدم، ابن عم العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، ليهاجم الثورة الليبية، وانتقاد ما وصفه بـ"الفوضى" في البلاد.
والغريب في الظهور الأخير لقذاف الدم أنه جاء على شاشة قناة ليبية تبث من الأردن ويملكها رجل الأعمال والسفير الليبي السابق في الإمارات، العارف النايض، وهو ما أثار حفيظة الليبيين.
هجوم
وهاجم قذاف الدم، خلال المقابلة التي أجريت معه في قصره الكبير في مصر، الثورة التي قام بها الليبيون ضد نظام القذافي، مؤكدا أنه "استعان بأبناء خاله وهي قبيلة أولاد علي الموجودون أغلبهم في مدينة مطروح المصرية، كي يتدخلوا في الأزمة".
ووصف المنسق السابق للعلاقات الليبية- المصرية، "الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة بأنه غير جاد وأنه محاولة لإدارة الصراع وفقط"، مضيفا: "ليبيا الآن دولة ذليلة، ووفاء للقذافي لابد من استعادة دولة حرة"، وفق كلامه.
وقال قذاف الدم إن "الإخوان في ليبيا لا يتجاوزون 400 شخص لكنهم يسيطرون على الحكومة في ليبيا"، مشرا إلى أن "ليبيا دفعت ملياري جنيه مصري لنظام الرئيس المصري السابق محمد مرسي للقبض عليه (قذاف الدم)، لكنه واجههم بالرصاص"، حسب تعبيره.
صفقات
ورأى مراقبون أن ظهور قذاف الدم على قناة ليبية في هذا التوقيت، هو بمثابة استفزاز لكثير من الليبيين الرافضين لعهد القذافي ومن يمثله، في حين رأى البعض أنه من حقه الظهور كون ليبيا الآن تسمح بطرح كل الآراء.
لكن الظهور طرح عدة تساؤلات حول: صفقة تدار في الخفاء بين قذاف الدم وتياره وبين مالك القناة العارف النايض في الانتخابات المقبلة؟ أم هو لقاء مدفوع الأجر كونه تسويقا لشخصية قذاف الدم ورجالاته؟
"منزلق قبيح"
من جهته، أكد رئيس منظمة ليبيا السلام (مستقلة)، محمد عبيد، أن "ظهور هذا الشخص (قذاف الدم) عبر القنوات الليبية هو استفزاز كبير للشعب الليبي في مجمله، كونه شخصية مكروهة ولا تحمل إلا الفتن والضغينة"، حسب وصفه.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "لست أدري كيف تسمح إدارة هذه القناة بظهوره في مقابلة خاصة ولا أجد أي مبرر لهذا العمل غير المسؤول، لكن ربما تكون هناك تحالفات تُجرى الآن استعدادًا للانتخابات القادمة".
واستدرك قائلا: "واستبعد أن ينزلق النايض في هذا المنزلق القبيح، وفي كل الأحوال وحسبما تعلمنا وشاهدنا، كل شيء جائز إلى أن يصير العكس"، حسب قوله.
"انتهازية"
وقال المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، إن "اللقاء بمثابة تحالف الحاقدين على ثورة 17 فبراير (ثورة ليبيا 2011)، وتحالف بين من يمثل النظام السابق أو جزءا منه وبين تيار الانتهازيين وأصحاب المصالح والمال الفاسد، في إشارة للنايض".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "دلالة الظهور في شهر الثورة الليبية هو تأكيد أنها كانت مؤلمة لهم من جانب، ومن جانب آخر هي جزء من الترتيبات الانتخابية للمرحلة القادمة"، وفق تقديره.
دعم "النايض"
الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة، رأى من جانبه؛ أن "هناك من أتباع النظام السابق من تصالح مع ثورة فبراير ولاقى دعم حتى من البرلمان الليبي، ومنهم الطيب الصافي، لكن قذاف الدم الذي ما زال يدافع عن القذافي ونظامه، يراه الليبيون مجرد شخص تافه ولم ينسوا له أنه قال يوما إنه مصري الجنسية وليس ليبيا حتى لا يتم القبض عليه في زمن حكم الرئيس مرسي".
وبخصوص مصلحة "النايض" من اللقاء، قال بوغرارة: "النايض يبحث عن دعم، والاثنان لهما مصلحة مشتركة في الوصول إلى السلطة، وقذاف الدم وقد يدعم النايض ليكون رجلهم في المرحلة القادمة"، وفق قوله لـ"عربي21".
وتابع: "النايض وابن عمته محمود جبريل كانا متصالحين مع سيف القذافي قبل ثورة فبراير، لذا لا مشكلة لديهم للتحالف مع أي تيار يضمن لهم الوصول للسلطة".
سبق صحفي
لكن العضو السابق في المؤتمر الوطني الليبي، محمد عبدالكريم دومة، أشار إلى أن "قذاف الدم يظهر في مناسبات كثيرة بهذا الشكل، ولا علاقة له بثورة فبراير بقدر ما هو حمله دعائية استعدادا للانتخابات القادمة"، مضيفا لـ"عربي21": "أما قناة "النايض" فهي تبحث عن سبق صحفي لا أكثر ولا أقل"، كما قال.