هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خاض زعيم الانقلاب عبدالفتاح السيسي معركة تكسير عظام مع جميع منافسيه المدنيين والعسكريين على حد سواء، ولكنها كانت الأشد مع أبناء مؤسسته العسكرية لما يمثله وجودهم من خطورة حقيقية على مستقبله السياسي، إلى جانب تراجع شعبيته، وخوفه من التفاف المصريين حول أي مرشح يخلصهم من حكمه، وفق عدد من السياسيين والمراقبين، وأنصار "ثورة 30 يونيو" سابقا.
وكان المتحدث باسم حملة الفريق سامي عنان، حازم
حسني، قد توقع في تصريحات سابقة
لـ"عربي21" من أن معركة الانتخابات "ستتحول إلى معركة تكسير عظام،
وأنه من الممكن أن ينكل بنا وببرنامجنا الانتخابي"، وهو ما حدث لاحقا بإزاحة
الفريق عنان، واعتقاله، والاعتداء على معاونه المستشار هشام جنينه.
وبحسب السياسيين والمراقبين فقد تفاوتت درجة تعامل
نظام السيسي مع المرشحين المدنيين والعسكريين، بقدر ما يمثله كل مرشح من تهديد على
السيسي في انتخابات 2018، التي خلت من أي مرشح منافس للسيسي حتى كتابة هذه السطو.
تعامل السيسي مع المرشحين
بدوره، وصف عضو ائتلاف شباب الثورة سابقا، شادي
الغزالي حرب، مشهد إفراغ المشهد الانتخابي بالعبثي.
وقال حرب لـ"عربي21" إن "إقصاء
المرشحين (المحتملين) أفرغ الانتخابات من مضمونها واسمها، وما فعله السيسي لا يؤشر
على أن هناك انتخابات؛ لأن الإجراءات باتت معيبة، وطريقة الترشح والتعامل مع
المرشحين معيبة، كما أن المناخ القمعي لا يسمح بأي نوع من أنواع الحرية والتعبير".
اقرأ أيضا: ما هي دلالات الاعتداء على هشام جنينة.. وعلاقته بالانتخابات؟
وفيما يتعلق بطرق السيسي في التعامل مع المرشحين،
أوضح أنه "تعامل مع كل مرشح وفق مدى خطورته عليه، فبقدر خطورة شفيق وعنان تم
التعامل معهما بحسم، كما أن المرشح المدني خالد علي ناله وفريقه الكثير من العنت
والتضييق والملاحقة، ولم يكن مطلق اليد".
وعن سبب الحملات الضارية على المرشحين، أكد حرب أن
"الأمر أصبح مرتبط بتدني شعبية السيسي من ناحية، وقوة وتأثير خصومه
(العسكريين) من ناحية أخرى؛ لأنهما يمثلان بديلان حقيقان للشعب، وينتميان لنفس
مدرسته العسكرية، ويحظيان بقبول داخل
الدولة العميقة، لكنها تُظهِر ضعف ثقته في نفسه وقدرته على الفوز أمام المرشحين".
نسبة 99.9 بالمئة
خبير النظم الانتخابية بمركز الأهرام للدراسات
الاستراتيجية، عمرو هاشم ربيع، قال لـ"عربي21" إن "إطاحة السيسي
بجميع المرشحين المنافسين له ينم عن إدارة سيئة للانتخابات، وعدم وجود سياسة،
والرغبة في الحصول على 99.9 بالمئة في الانتخابات، وهي سبب ما نحن فيه من كوارث".
واستبعد أن يكون لتدني شعبية السيسي دور في حملته ضد
منافسيه (العسكريين)، قائلا: "لا أعتقد أن يكون تراجع شعبيته سببا رئيسيا،
ولا شك أنها انخفضت كما تنخفض في نهاية فترة أي رئيس في العالم، ولكن ليس معنى ذلك
أن يتصور (السيسي) أن المنافسين الآخرين سوف يكتسحوه في الانتخابات".
اقرأ أيضا: "الوفد" يرفض ترشح البدوي للرئاسة.. وتوقع بمحلل من "النور"
وأضاف: "كنت أرى أن السيسي سوف يفوز ولكن ليس
بإجماع، ولماذا الإصرار على الإجماع، وليس أغلبية فقط؟"، مؤكدا أن المصريين
ليسوا على استعداد لاختيار مرشح آخر من منطلق ثقافة، "الذي نعرفه أفضل من
الذي لا نعرفه".
واستدرك قائلا: "أضف إلى ذلك أن الرجل (السيسي)
يحظى بدعم رجال 30 يونيو، ورجال مبارك، والقوى المدنية المعادية للإخوان، وهي
أسباب كافية لتضمن له الفوز"، على حد قوله.
تآكل شعبيته وقوة منافسيه
بدوره، قال عضو الاشتراكيين الثوريين، حاتم تليمة،
لـ"عربي21" إن "السيسي يخشى من كسر النسبة النمطية التي يحصل عليها
أسلافه من رؤساء المؤسسة العسكرية، والتي حصل عليها في انتخابات 2014 نحو 97
بالمئة".
وأشار إلى
أن "السيسي كان يخشى من الفوز بنتيجة لا ترضي سيكولوجية التفويض الذي
اعتاد عليها، وكسر نسبة الـ 99 بالمئة، فهو مشهد لا يرغب في حدوثه مطلقا".
وأضاف "في تصوري أن هناك نوع من أنواع التمركز
في السلطة طوال السنوات الأربع الماضية، من صنع السلطات العسكرية، التي تسيطر على
مفاصل الدولة أمنيا، وعلى مؤسساتها الإعلامية والقضائية والتشريعية؛ ما دفع النظام
للإطاحة بأي منافس يحاول كسر هذا الشكل".
اقرأ أيضا: مصر.. "مرتضى منصور" يتراجع عن الترشح لانتخابات الرئاسة
وأكد أن "إجراءات التنازل عن الأرض، والإجراءات
الاقتصادية التي أضرت بالمواطنين؛ أدت إلى تآكل شعبية السيسي، وبالتالي بالنسبة
للاستحقاق القادم كان فيه نوع من القلق من أي مرشح يمكن أن يحدث حوله التفاف
جماهيري، ويشكل خطر حقيقي، ومُخَلِص من النظام القائم، ولذلك تم التنكيل بكل مرشح
يمثل أي نوع من أنواع التهديد".