هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تساؤلات عديدة فجرها رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته في فقرة "اسأل الرئيس" التي اختتم بها مؤتمر "قصة وطن" أعماله مساء أمس الجمعة، وكانت النقطة المثيرة في كلامه هي المتعلقة بالتهديد الصريح الذي قدمه لمن يفكر في الفوز بمنصب الرئيس ممن اعتبرهم بالمرشحين الفاسدين الذين قال إنه يعرفهم جيدا.
ولم يقتصر تهديد السيسي على منافسيه بل امتد لكل من يساندهم، ما دفع المتابعين للبحث بين أحرف كلماته عن هؤلاء "الفاسدين" الذين أشار إليهم رئيس الانقلاب.
وهل إعلان الفريق سامي عنان عن ترشحه رسميا للمنافسة في الانتخابات القادمة كان هو السبب في التوتر الذي ظهر على السيسي في ختام المؤتمر الذي نظمه لعرض "إنجازاته"؟ وهل تهديداته معناها أن سيف الانقلاب جاهز إذا لم يحقق الفوز في الانتخابات القادمة؟ وإذا كان السيسي يعرف هؤلاء "الفاسدين" فلماذا لم يتخذ ضدهم الإجراءات القانونية ليحمي الشعب منهم؟
وطبقا للمتابعين الذين تحدثوا لـ"عربي21"، فإن السيسي بهذه التهديدات فضح "الأكاذيب" التي قدمها للشعب المصري مبررا بها الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، ودعوا إلى تقديمه للمحاكمة بتهمة التهديد بالانقلاب والتهديد باستخدام القوة لفرض نفسه علي الشعب المصري.
"السر في ترشيح عنان"، هكذا علق الكاتب الصحفي سليم عزوز في تصريح لـ"عربي21"، موضحا أن إعلان عنان ترشحه قبل المؤتمر الختامي للسيسي أربكه كثيرا وأعاد ترتيب الأوراق من جديد، خاصة أن الرؤية حول عنان لم تكن واضحة خلال الأيام الماضية، حتى حسمها بنفسه من خلال إعلانه المتلفز.
ودعا المتحدث إلى محاكمة السيسي "أولا لأنه كشف نيته بأنه لن يترك كرسي الحكم وكأنه نصب نفسه وصيا على حكم مصر، ويطبق ما سبق وأن اتهم به الإخوان المسلمين، عندما ادعي أنهم قالوا إما الحكم أو الفوضى، وهو نفس ما يطبقه بشكل مكشوف لا يقبل الشك".
وتوقع عزوز أن تشهد الأيام أو الساعات القادمة الكثير من المفاجآت، "إذا ما وضعنا في الاعتبار أن إعلان عنان لخوض الانتخابات جاء بعد دراسة وتشاور مع شخصيات لها وزنها، وهو ما يؤكده إعلانه اختيار المستشار هشام جنينة وحازم حسني نائبين له، إضافة لما قدمه من رسائل للشباب والمظلومين، بخلاف النظرة الاستعلائية التي يتحدث بها السيسي".
اقرأ أيضا: عمار علي حسن يطرح أسئلة حول تمويل حملة السيسي
وحول توقعه لموقف الجيش من هذا الترشيح أكد أن "موقف الجيش في التعاطي مع ترشيح عنان سيكون مختلفا عن أي مرشح آخر حتى لو كان من داخل المؤسسة العسكرية، لما يتمتع به عنان من شعبية داخل المؤسسة التي استخدمها السيسي للوصول إلى الحكم، ويتخذها سلاحا ضد من ينافسه".
ويعلق الفقيه الدستوري نور فرحات علي تهديدات السيسي، موضحا لـ"عربي21" أن "الحصول على كرسي الرئاسة أمر يحدده القانون والدستور، وليس من واجب أحد المرشحين (الوصاية) على منصب الرئيس حتى ولو كان يتولى هو هذا المنصب".
وأشار إلى أنه "كان الأفضل للسيسي أن يقدم هؤلاء الفاسدين الذين أعلن عنهم للقضاء، ولا يصدر أحكاما دون سند أو تحقيق، ودعا فرحات الأحزاب والجمعيات المؤيدة للمرشح خالد علي وهي أحزاب الدستور والكرامة والتحالف الشعبي والحزب الاشتراكي والمصري الديمقراطي، والعيش والحرية، والحركة المدنية الديمقراطية إلى عقد مؤتمر مواز لقصة وطن يقدموا فيه رؤية مختلفة عما طرحه مؤتمر السيسي".
ويضيف كمال حبيب الباحث في شئون الحركات الإسلامية أن هناك قانونا ينظم مباشرة الحقوق السياسية وهناك هيئة وطنية للانتخابات وضعت شروطا وأصدرت قرارات بشأن الاعتراض على مرشحي الرئاسة في مطلع شباط/ فبراير ولمدة يومين ولها وحدها النظر في الاعتراضات واستبعاد من تراه غير مستوف للشروط ولمن تم استبعاده الحق في التظلم في مواقيت حددتها المفوضية ولها وحدها القرار النهائي في استبعاد أو إبقاء من تراه وفقا للمعايير والشروط القانونية.
موضحا لـ"عربي21" أنه "لم يكن لائقا بالسيسي بصفته مرشحا محتملا للرئاسة أن يعلن على الهواء مباشرة هذه الاتهامات لآخرين وأنه سوف يمنع بنفسه أن يقترب أحد غير من يرضى هو عنه لمنافسته علي كرسي الرئاسة، لأن هذا معناه أنه لن يقبل بأي نتيجة تسفر عنها الانتخابات، وكان من الأفضل أن يتخذ الإجراءات القانونية لملاحقة الفاسدين الذين تحدث عنهم بإبلاغ الجهات الرقابية والنيابة وليس منعهم كمنافسين له والزعم بأنهم فاسدون وسارقون".