هكذا قرأ محللون وصحفيون مصريون بأمريكا بيان "ماكين"

شكل بيان رئيس لجنة خدمات الدفاع بمجلس الشيوخ، السيناتور الأمريكي جون ماكين، الأربعاء، بشأن جرائم النظام المصري، في الذكرى السابعة لثورة يناير، انتكاسة لجهود السياسة والدبلوماسية المصرية بالخارج بحسب محللين.

وقال عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا من الحزب الجمهوري، في البيان: "على مدى السنوات القليلة الماضية، شهدنا أن مصر تتقهقر إلى الوراء، فقد أدّت حملة السيسي غير المسبوقة على النشاط السياسي وحقوق الإنسان الأساسية إلى سجن عشرات الآلاف من المعارضين، بمن فيهم 19 مواطنا أمريكيا وحوالي 3500 شاب".

وأضاف السيناتور: "فوجئنا باعتقال عدد متزايد من المرشحين للرئاسة، وأجبروا على الانسحاب، بما يؤكد وجود مناخ قمعي وخوف من مزيد من الانتقام. ومن دون منافسة حقيقية، فإنّه من الصعب أن نرى كيف يمكن لهذه الانتخابات أن تكون حرة أو عادلة".

اقرأ أيضا :  بذكرى الثورة.. ماكين يذكّر السيسي بجرائمه.. والخارجية ترد

وتعقيبا على البيان، قالت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية إن "ثورة 25 يناير ملك للشعب المصري وحده"، مؤكدة رفض بيان ماكين، معتبرة أن ما جاء فيه هو مغالطات ومحاولة للمصادرة على احتفالات المصريين.

بيان له ثقله

وعلق الصحفي المصري المقيم بالولايات المتحدة، خالد بركات، على بيان ماكين بالقول إن بيان جون ماكين يمثل رأيه الشخصي مما يجري في مصر من أحداث وتطورات.

وأضاف لـ"عربي21" أن "السيناتور الأمريكي – والمرشح الجمهوري الأسبق للانتخابات الرئاسة - ليس مُتَّخِذ قرار في السياسة الخارجية الامريكية"، ولكنه استدرك بالقول: "لكن بالطبع هو شخصية لها دور رئيسي ومؤثرة للغاية في الرأي العام الأمريكي".

قلق بأمريكا من السيسي

بدورها ثمًنت أستاذة الاقتصاد والعلوم السياسية، سارة العطيفي، المتواجدة بالولايات المتحدة، بيان السيناتور ماكين، قائلة: "هذا رأي أحد صقور الحزب الجمهوري؛ فالرأي العام هنا يعلم أن السيسي انقلابي وقاتل، ولكنهم يحتاجونه في هذا الوقت لاستكمال الصفقة".

وقالت في تصريحات لـ "عربي21": "في آخر لقاء لنا مع المسؤولين في الكونجرس والسانيت هناك حالة من الرفض لما يقوم به السيسي، ولديهم قلق كبير من الوضع المتدهور لحقوق الإنسان"، مشيرة إلى أن "المعارضة في الخارج لا يوجد لديها حل إلا مقاطعة هذه الانتخابات الباطلة؛ لفضح هذا النظام عالميا".

اقرا أيضا :  5 منظمات دولية تدعو لمقاطعة انتخابات رئاسة مصر

مشيرة إلى أن "نظام السيسي نجح في تركيع الدولة المصرية وجعلها أحد أدوات صفقة القرن باسم محاربة الإرهاب"، مؤكدة أن "صانعي القرار في أمريكا يعلمون جيدا من هو السيسي ونظامه ويستفيدون منه في هذة المرحلة".

تزايد الرافضين للسيسي بأمريكا

من جهته؛ قال رئيس مركز الحوار المصري الأمريكي بالعاصمة الأمريكية واشنطن، عبد الموجود الدرديري، لـ"عربي21": "إن رأي مرشح رئاسي سابق وعضو مجلس الشيوخ ورئيس إحدى أهم لجان المجلس له ثقل كبير، وهو جمهوري مخضرم، وله أثر كبير في التأثير على كثير من أعضاء الكونجرس".

وأضاف: "البيان خرج باسمه (ماكين) لكني على يقين أن أثره لن يتعداه إلى آخرين كثر، إلا أن أبناء مصر معهم الآن إحدى الوثائق المهمه التي على أساسها يطعنون في شرعية الانتخابات".

وكشف أن "السيسي لا يحظى – تقريبا- بدعم معظم مراكز التفكير بواشنطن، وكل المنظمات الحقوقيه ضده، والعدد يتزايد من أعضاء الكونجرس تدريجيا"، مشيرا إلى أن "أسطوانة مكافحة الإرهاب لم تعد مقنعة، بل باتت هناك قناعة بأن كبت الانقلاب هو أخطر من الإرهاب".

رئيس المنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة، هاني القاضي، أكد أن "البيان يدعم نظرة أعضاء الكونجرس لوضع حقوق الإنسان في مصر، خاصة أن أفرادا في المعهد الجمهوري (الذي يرأسه ماكين) قد تعرضوا إلى مضايقات قانونية، وقضايا وهمية من نظام السيسي، وهو أول من وصف الانقلاب العسكري في مصر بالانقلاب داخل الإداره الأمريكيه".

وأضاف لـ"عربي21" أن "البيان حمل الكثير من الحقائق التي تحدث في مصر، وهذا نتاج العمل المستمر من الجمعيات والمنظمات المعارضة لنظام السيسي في الخارج، ونحن واحدة منها".

ولفت إلى أن الدبلوماسية المصرية بالخارج تشهد إخفاقات نتيجة "تحركات المعارضة في الخارج، ودورها في إقناع الرأي العام، وداخل أروقه الإدارة الأمريكية في قضايا مهمة كإعاده المساعدات لمصر، أو تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية في أمريكا".