يتحدث محللون عن 3 سيناريوهات متوقعة في الأزمة بين رئيس النظام
المصري، عبدالفتاح
السيسي، والفريق سامي
عنان، أولى تلك السيناريوهات تصل لحد توقع قتل عنان ثم الإعلان عن انتحاره، وثانيها احتمال الانقلاب على السيسي، أما الثالث فهو التوافق بينهما عبر شركاء إقليميين.
أحد أصحاب هذه السيناريوهات هو المهندس أسامة فتحي حمودة، الذي قال عبر "فيسبوك": "في انتظار خبر انتحار الفريق عنان"، موضحا أن "التحليلات النفسية لهذا الفعل من كبار الأطباء النفسيين في مصر جاهزة".
حمودة، أحد أعضاء الفريق المعاون للرئيس محمد مرسي إبان حكمه، أكد أن "السيناريوهات القادمة، وعلى ضوء تاريخ العصابة التي تحكم مصر منذ 1952، والتي عشنا كل تقلباتها وصراعاتها الداخلية، ورأيناها كيف تتعامل مع الشعب على أنه متفرج فقط هي؛ القيام بحملة تطهير واسعة في الجيش، مع التخلص من عنان، ليستتب الأمر تماما للسفاح".
وأضاف حمودة، أن السيناريو الثاني: هو أن يقوم شريك إقليمي (إسرائيل وأمريكا والسعودية والإمارات) بالتدخل المباشر والفوري، والتوفيق بينهما مع رجحان كفة السيسي.
ويرى حمودة أن السيناريو الثالث: هو حدوث انقلاب عسكري، يطيح بالسيسي ويجلس جنرالا آخر مكانه، مشيرا إلى أن وزير الدفاع، صدقي صبحي، سيكون عاملا مؤثرا في كلا السيناريوهين.
وقال حمودة إن الأمل الوحيد لتغيير الوضع المأساوي لمصر، هو اتفاق الشعب على وجوب تغيير هذه العصابة بثورة شعبية سلمية أخرى.
على طريقة بدران وأدهم
وأشار الناشط السياسي، وأستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، الدكتور يحي القزاز، إلى احتمال أن يغدر من يكرهون السيسي به، وكتب تحت عنوان "بدران يغدر بأدهم الشرقاوي.. درس يتكرر مع كل صديقين حميمين".
وقال: "قلق السيسي وشعوره بكراهية الناس له وعدم الأمان في موقعه ينعكس على تصرفاته في تشديد القبضة الأمنية على الدولة وإجراء مذابح في الأجهزة السيادية خوفا من مساعدة الآخرين ضده أو انقلابهم عليه".
وأضاف أن "السيسي لا يثق إلا في عباس كامل.. وأنا متأكد أن عباس هو من سيكون سببا في الإطاحة بالسيسي لأنه الأقرب إليه والأعلم بأسراره، وسيغدر به نجاة بنفسه كما غدر بدران بأدهم الشرقاوي".
وفي نفس السياق قال الكاتب الصحفي، جمال علام: "اكتبوها عني؛ لو لم ينجح سيناريو التخلص من السيسي بالانتخابات والذي أعده الجيش؛ فسيتم التخلص منه على طريقة الرئيس أنور السادات".
تدخل إقليمي
ويعتقد الكاتب الصحفي، محمد الشبراوي، بوجود تدخل خارجي بالأزمة وأكد أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، للقاهرة ولقائه السيسي، أعطت المزيد من الثقة له والجناح الداعم لأجل الإقدام على هذا التعامل السريع الخشن مع الفريق عنان.
وأشار الشبراوي عبر صفحته بـ"فيسبوك"، لدور إقليمي بالأحداث ودعم فريق داخل الجيش ضد فريق، وقال إن "ما يحدث في مصر الآن ليس شأنا مصريا خالصا، وسيطرة جناح دون الآخر بات مرتبطا بحجم الرضا ومستوى الدعم الدولي والإقليمي للأجنحة المتنافسة".
وتحدث عن احتمال انقلاب المشهد ضد السيسي، موضحا بقوله: "قد يرى البعض أن الأمر بات مستقرا للسيسي والجناح الداعم له داخليا -والذي هو جناح مصالحي وبات مصيره مرتبطا ارتباطا وثيقا برأس السلطة- غير أن المشهد المصري مهما بدا ظاهريا مستقرا فإنه ليس بمأمن مطلقا عن التقلبات".
كل الاحتمالات واردة
وحول تلك السيناريوهات قال الكاتب الصحفي، عزت النمر: "للأسف كل الاحتمالات والسيناريوهات واردة، وسبب الفوضى والغموض هو أن المشهد المصري الآني يحكمه قتلة أغبياء".
النمر، أكد لـ"
عربي21"، أن "السيناريو الأقرب في نظري أن تحدث تسوية ما يخرج بها عنان من المشهد السياسي على غرار ما حدث مع الفريق شفيق، مع الإبقاء على سيناريوهات محتملة يذهب ضحيتها سامي عنان أو ربما السيسي نفسه".
وتوقع المحلل السياسي المصري، أن "احتمالية سيناريو التسوية يدعمه أن عنان نفسه ليس بطلا وطنيا ولا يملك مؤهلات الثبات، كما أنه جزء من فساد وإجرام تاريخي أوصل مصر إلى هذه النقطة".
وأشار إلى أن "احتمالية سيناريو الدماء والقتل يدعمه أن شخص السيسي الذي يتصدر المشهد يملك العلامة الكاملة في الغباء، وتاريخه في الإجرام والقتل بدأ منذ ظهر على الساحة، فهو المسؤول الأول عن دماء المصريين بدءا من شهداء يناير، وإلى الآن".
وأضاف النمر، أنه "يذكي هذه الدموية ويدفع إليها أن الداعم الإقليمي للسيسي ونظامه لا يقل حمقا وجنونا وعدائية للشعوب؛ سواء أكان الغلام الأحمق محمد بن سلمان أو موتور الإمارات كاره الشعوب وعدو الربيع العربي محمد بن زايد".
وتابع: "وثالثهما ترامب الذي أصبح حديث العالم في إشعال الأزمات والحرائق فضلاً عن العنصرية، وطبعا إسرائيل هي المستفيد الأكبر من كل ما يحدث في المنطقة".
واعترض رئيس مركز طيبة للدراسات السياسية، خالد رفعت، على تلك الرؤية وقال لـ"
عربي21": "لا أعتقد بوجود أي من هذه السيناريوهات، ولا أثق فيها نهائيا".
وأضاف أن مصر أقدم دولة في التاريخ، وجيشها أقدم جيش في الكون؛ وبسبب موقعها فهي تواجه حروبا ومؤامرات منذ فجر الزمان، فاكتسب الجيش المصري وضعية خاصة مع رئيس الدولة (القائد الأعلى للقوات المسلحة)، والجيش وحده من يستطيع أن يسيطر على ما يسمى بـ"الدولة العميقة".
السيسي يكسب
ويرى الإعلامي أحمد عطوان، أن السيسي سيخرج من تلك الأزمة قويا، رغم أن البعض منا ما زال يَتهمه بـ"العبط والهبل والسذاجة".
عطوان، قال عبر "فيسبوك": "بعد اعتقال عنان يكون السيسي (الضعيف) أطاح بـ(المشير) العجوز طنطاوي، ودهس (3 فريق) مرة واحدة في سنة واحدة (محمود حجازي وأحمد شفيق وسامي عنان)، وفرم (120 لواء) بينهم وكيل بالمخابرات العامة، و(4 لواءات) مديري المخابرات العامة و(3 لواءات) مديري المخابرات الحربية، و(19 لواء) هم قيادات المجلس العسكري بالكامل".