هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "يني شفق" التركية تقريرا، تحدثت فيه عن التطورات المتسارعة خلال الساعات الأخيرة قبيل انطلاق العملية العسكرية التركية المرتقبة في عفرين.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن انطلاق العملية العسكرية أصبح مسألة وقت، حيث ما زال للجهود الدبلوماسية المكثفة الأفضلية على الحراك العسكري، في الوقت الذي تمركزت فيه قوات الجيش التركي في محيط عفرين والمناطق المطلة عليها.
والجدير بالذكر أن تركيا أوقفت عملية درع الفرات، بعدما استطاعت قواتها تطهير مدينة الباب من عناصر تنظيم الدولة. ولذلك، تعدّ عملية عفرين العسكرية امتدادا واستكمالا لعملية درع الفرات.
وأضافت الصحيفة أن عفرين، الواقعة بين هاتاي وإدلب وحلب وأعزاز وكلز، تخضع حاليا لسيطرة واحتلال حزب العمال الكردستاني. وقد قام الجيش التركي بحشد ترسانته العسكرية في محيط هذه المنطقة، حيث تم توجيه العربات المصفحة والآليات العسكرية نحو مدينة كلز.
وكشفت الصحيفة عن حدوث تطورات ساخنة في جبهة عفرين، تمثلت في قيام الجيش التركي باستهداف بعض الأهداف لحزب العمال الكردستاني في عفرين، كرد على إطلاق نار وصواريخ من هناك. كما أنّ التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع لا يزال مستمرا، في حين تمركزت الآليات العسكرية والدبابات في مناطق مطلة على عفرين، وستكون جاهزة لشن هجمات على العديد من الأهداف التي رصدتها أجهزة الاستخبارات التركية.
وأكدت الصحيفة أن العديد من عناصر القوات الخاصة التركية انتقلوا إلى ولاية هاتاي، التي تطل على عفرين من المنطقة الشمالية الغربية، فيما توجهت عناصر أخرى إلى مدينة الريحانية المطلة على عفرين من المنطقة الجنوبية الغربية.
ومن المتوقع أن تُنفذ العملية العسكرية من عدة جهات في آن واحد. في الأثناء، لا تزال التحضيرات المكثفة للقوات التركية المتواجدة في منطقة درع الفرات مستمرة، كما أنه من المرجح أيضا مشاركة قوات المعارضة السورية في هذه الحملة العسكرية.
وأوضحت الصحيفة أن قوات المعارضة السورية ستدخل إلى عفرين انطلاقا من مدينة أعزاز التي تسيطر عليها، وسيقدم الجيش التركي كل الدعم اللازم للجيش السوري الحر، كما فعل خلال عملية درع الفرات. تجدر الإشارة إلى أن عدد المقاتلين التابعين للجيش السوري الحر يبلغ حوالي 20 ألف مقاتل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن تنطلق العملية العسكرية على عدة جبهات بصفة متزامنة، من خلال قصف جوي يستهدف الأهداف الرئيسية في عفرين. وستشهد العملية مشاركة قوات خاصة تركية في تنفيذ مهمات خاصة وخاطفة، قد تكون من خلال الإنزال الجوي، أو التسلل إلى داخل عفرين، ويتبعها دخول القوات البرية.
وبشأن التطورات المتسارعة الحاصلة في عفرين، بعد إعلان تركيا عن قرب بدء العملية العسكرية، نقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية قولها إنها رصدت تحركات وخروج للمدنيين من عفرين، نحو مناطق في شمال حلب تسيطر عليها قوات النظام السوري. في المقابل، أجبرت عناصر حزب العمال الكردستاني الكثير من العائلات على البقاء في مساكنهم وبيوتهم المتواجدة على مداخل المدينة وحدودها، كي يستخدموهم كدروع بشرية.
وأوردت الصحيفة على لسان رئيس الحراك الشعبي المناهض لحزب الاتحاد الديمقراطي، قحطان عبد الجبار، قوله إن الأكراد والتركمان والعرب في المنطقة يكرهون حزب العمال الكردستاني، ولم يعد بإمكانهم تحمل المزيد من أذاه. لذلك، يدعو الجميع هناك للجيش التركي كي ينتصر في هذه المعركة.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن الحملة العسكرية التركية مهمة، حيث إنها تعد الآن مسألة وجودية بالنسبة لتركيا؛ للحفاظ على أمنها القومي من التهديدات القادمة من خلف الحدود.