هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قامت قوات تابعة للواء الليبي، خليفة حفتر، باقتحام بيت مستشار وزارة الدفاع بحكومة الوفاق السابق، اللواء سليمان العبيدي، في مدينة بنغازي (شرق ليبيا)، ونهب محتوياته وتدمير الأثاث.
ونشر العبيدي، عبر صفحته
الرسمية على موقع "الفيسبوك"، صورا قال عنها: "هذه أحدث صور
لاقتحام بيتي ليلة الخميس الماضي، وهي فقط للعبرة والموعظة، وأقول للصوص: رزق
الدنيا إلى زوال".
شعارات "نازية"
وقام المقتحمون بتدمير
أثاث البيت ومكتبته وعبثوا بمحتوياته وسرقوا بعضها، وكتبوا على بوابات المنزل
وحوائطه بعض الشعارات من قبيل: "حفتر فوق الجميع"، "يا سليمان يا
جبان..حفتر في الميدان"، "لا سراج ولا إخوان.. جيش بلادي في الميدان".
ووصف اللواء العبيدي، وهو
يعد منشقا عن قوات حفتر بعدما عمل آمرا لمنطقة طبرق العسكرية، وصف هذه الشعارات
بأنها "شعارات "نازية"، تشبه قول "ألمانيا فوق الجميع"،
وأنها تذكره بزعيم هذه النازية أدولف هتلر"، مؤكدا: "لن أندم على
المشاركة في الثورة الليبية ضد معمر القذافي مهما حدث".
وطرح الهجوم على منزل
العبيدي، عدة تساؤلات حول الرسالة التي يريد حفتر إرسالها لمناوئه؟
عصابات مسلحة
من جهته، وصف أمين عام
حزب الجبهة الوطنية الليبي، عبدالله الرفادي، القوات التابعة لحفتر بأنها
"مجرد عصابات "مخمورة" ليس لها علاقة بالمؤسسة العسكرية، وأن
"قائدها" (حفتر) يشتغل لحساب مصر وولاد بن زايد"، حسب كلامه.
وأضاف في تصريحات
لـ"عربي21"، أن "هذه العصابات لا ولن تستطيع تخويف أو إسكات اللواء
سليمان العبيدي، ولا يمكن لهؤلاء "الرعاع" اعتقال أو المساس به".
وقال الصحفي الليبي، محمد
العرفي، إن "هناك خلافات قديمة بين اللواء سليمان وقائد عملية الكرامة
خليفة حفتر بسبب اللواء عبد الفتاح يونس، الذي كان رئيسا لأركان جيش التحرير
المكلف من المجلس الوطني الليبي المؤقت، ونعته من قبل حفتر بنعوت غير لائقة".
وتابع
لـ"عربي21": "كما أن المنصب الذي تبوأه اللواء سليمان كمستشار
لوزارة دفاع حكومة الوفاق زاد من حجم الخلاف بينهما، لرفض حفتر وعدم اعترافه بحكومة
الوفاق لكونه ليس جزءا منها"، وفق قوله.
أين الأدلة؟
وقال الكاتب والأكاديمي
الليبي، جبريل العبيدي، إن "الاعتداء على منزل سليمان محمود في طبرق،
وكذلك الاعتداء على منزل وزير دفاع السراج في وسط طرابلس، كلاهما عملان خارج القانون رغم الاختلاف مع الرجلين
واختلاف الزمان والمكان".
وأوضح في حديثه
لـ"عربي21"، أن "الهجوم على منزل "البرغثي" كان وسط
أنصاره وجماعته، بل والزعم بسيطرة حكومة يمثل فيها وزيرا للدفاع، والثاني: رجل مسن
متقاعد (سليمان العبيدي) تسببت تحالفاته الخاطئة بمشاكل له ليس مع
"الجيش" فقط، بل مع قبيلته وأهله وحتى أنصار النظام السابق".
وتساءل العبيدي: هل هناك
أي دلائل أن "الجيش" هو من قام بالاعتداء؟ فقد سبق أن هاجمت جماعة
شبان غاضبة من مواقف وآراء، بل وحتى من تحركات سليمان محمود الغريبة، التي يعدّها
البعض معادية حتى لسكان "برقة"، وليس فقط لرفيقه السابق
"المشير" حفتر"، كما قال.
خلايا "حفتر"
الباحث الليبي من مصراتة،
علي أبو زيد، رأى من جانبه؛ أن "ما حدث لبيت العبيدي، هو محاولة واضحة من قبل
أنصار "حفتر" للقضاء على أي شخص يمكن أن يكون منافسا لحفتر، وهناك
استخدام واضح للقبيلة في هذا الصدد".
وأشار إلى أن
"الاعتداء على منزل وزير دفاع الوفاق أيضا يأتي في إطار تأكيد تصريحات حفتر
بأن له خلايا نائمة في الغرب الليبي، وهذا يؤكد إصراره على نهج خط العرقلة لكل جهد
مبذول للتوافق والخروج من الأزمة.
وبخصوص اعتقال اللواء
العبيدي، قال أبو زيد لـ"عربي21": "لا أعتقد أنه من السهل القبض
عليه، بحكم وضعه القبلي الثقيل، لكن ربما سيتم التضييق عليه جدا حتى يخرج من
ليبيا"، وفق تقديره.
موقف حكومة الوفاق
وأشار الخبير الليبي في
التنمية، صلاح بوغرارة، إلى أن "هذه الأمور ربما تكون مرحلة لإبعاد بعض
الضباط الذين لديهم مواقف تتعارض مع التوافق وتوحيد مؤسسة الجيش بقيادة
"المشير" حفتر، واقتحام بيوتهم تصرفات فردية لأشخاص لهم مواقف متعارضة
وخلافات شخصية معهم".
وحول موقف حكومة الوفاق،
أوضح بوغرارة أن "الحكومة رفعت يدها عن هؤلاء (سليمان والبرغثي) لانتهاء
دورهم في ظل اتفاق عسكري يمهد لتوحيد المؤسسة العسكرية"، وفق قوله
لـ"عربي21".